تكتسي مشاركة حركة “صحراويون من أجل السلام” في قمة نساء الاشتراكية الأممية، ولقاء مجلس الأممية الاشتراكية المرتقب بتركيا، أهمية بالغة تتجاوز مجرد الحضور البروتوكولي، فهذه المشاركة التي تأتي بعد حصول الحركة على صفة عضو مراقب في هذه المنظمة الدولية العريقة، ستشكل نقطة تحول مفصلية في مسار قضية الصحراء، وتؤكد على بزوغ فجر جديد عنوانه التعددية السياسية والحوار البناء.
لقد دأبت جبهة البوليساريو على مدار سنوات طويلة على احتكار تمثيل الصحراويين، مروجة لرواية أحادية الجانب حول الشرعية المطلقة في تمثيل (الشعب الصحراوي)، إلا أننا اليوم ومع وجود “صحراويون من أجل السلام” كفاعل سياسي دولي يمتلك رؤية واقعية ومنطقية للحل، نقف على معطى جديد تتبدد في وجوده تلك “الأسطوانة المشروخة”.
إن وجود تنظيم سياسي آخر يمثل شريحة أخرى من الصحراويين ويؤمن بالديمقراطية والتعددية السياسية، إلى جانب أنه يقدم بديلا سياسيا يحفظ الكرامة ويسعى لضمن عيش الصحراويين الكريم، لدليل ساطع على أن قضية الصحراء أكبر من أن تختزل في صوت واحد.
واللافت أيضا أن حركة “صحراويون من أجل السلام” ترى بأن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يمكن أن يشكل منطلقا قابلا للتطبيق وإنهاء خمسة عقود من المعاناة والمصير المجهول، وهذا الإيمان ليس نابعا من فراغ، بل هو ترجمة لرؤية طموحة تؤمن بالسلام والتسامح، وتتبنى ثقافة الحوار والديمقراطية والتعددية السياسية.
إن هذه المشاركة الدولية ليست مجرد خطوة دبلوماسية، بل هي إعلان عن بداية مسار دولي جديد للحركة، مسار يؤكد على حق الصحراويين في اختيار ديمقراطي لمن يمثلهم أمام العالم، ويسعى لتقديم حل ينهي مأساة طال أمدها، ويفتح آفاقاً للسلام والرخاء في المنطقة.
في المحصلة، نحن اليوم نعيش في ظل متغيرات ومعطيات، تدفع وبقوة نحو الدعوة الصريحة للحوار الجاد، بعيدا عن منطق الإقصاء والتفرد، لأننا نستحق أن نحلم على هذه الأرض بمستقبل تزهو فيه كرامة الصحراويين وتتحقق تطلعاتهم المشروعة.
سيدي اسباعي: رئيس إتحاد شبيبة صحراويون من أجل السلام