القمة الإفريقية حول الهيدروجين الأخضر: إفريقيا مدعوة للتفاعل مع الانتقال الطاقي العالمي | حدث كم

القمة الإفريقية حول الهيدروجين الأخضر: إفريقيا مدعوة للتفاعل مع الانتقال الطاقي العالمي

0
13/06/2025

أكد مشاركون في القمة الإفريقية الأولى حول الهيدروجين الأخضر، اليوم الجمعة في كيب تاون (على بعد 1470 كيلومترا من بريتوريا)، أن إفريقيا مدعوة لتحديد استجابتها للانتقال الطاقي العالمي، ولكن أيضا في كيفية قيادتها لهذا الانتقال، وتموضعها لتحقيق النمو الشامل، والتصنيع، والتنمية المستدامة، وذلك في إطار أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي.

وأوضح المتدخلون في هذا الملتقى، الذي نظم تحت شعار “إطلاق إمكانات الهيدروجين الأخضر في إفريقيا من أجل نمو مستدام”، أنه “يتعين على إفريقيا أن تتعامل مع نقاشات الطاقة بمقاربة أكثر اتساقا وتنسيقا وطموحا، مسترشدة بدوافع التنمية السيادية والقارية، مع الالتزام بمبادئ المسؤوليات متعددة الأطراف”.

وبعد أن سجلوا أن المركب الطاقي أصبح عنصرا أساسيا في التوجه الجيوسياسي العالمي، وأداة للدبلوماسية الاقتصادية، وسلاحا للتمييز التجاري والمعاملة التفضيلية، أبرزوا أن هذا المركب المتطور يوفر فرصا لا مثيل لها للقارة وشعوبها.

كما أكدوا أنه بالنظر “إلى كون القارة موطنا للموارد المعدنية التي ستدعم انتقالها، لاسيما موارد الطاقة المتجددة، فإن هذا الأمر يضعها في صلب مستقبل طاقي سيعاد تصميمه “.

وأضاف المشاركون في هذه القمة أنه يجب النظر إلى الهيدروجين الأخضر ليس فقط كوقود نظيف، بل أيضا كرافعة استراتيجية للتحول الهيكلي في إفريقيا، إذ يوفر إمكانية إعادة تموضع القارة ضمن سلاسل القيمة العالمية، ليس كمصدر للمواد الخام، بل كلاعب صناعي تنافسي.

وأوضح المتحدثون، في هذا الصدد، أن الهيدروجين الأخضر، عند استغلاله استراتيجيا، يمكن أن يرسخ منظومات صناعية جديدة، بدءا من الفولاذ والأسمدة الخضراء وصولا إلى التنقل المستدام والوقود الصناعي، مشيرين إلى أن هذه الفرص في المتناول، شريطة تصميم إطارات سياسية توطد القيمة، وتعمق التجارة البينية الإفريقية، وتوجه تدفقات الاستثمار نحو البنيات التحتية والكفاءات ونقل التكنولوجيا.

والأهم من ذلك، كما أشاروا، فإن مصدر الطاقة هذا يتيح فرصة لعكس منطق التبعية الذي ميز تاريخيا اندماج إفريقيا في الاقتصاد العالمي. فبدلا من تعزيز النماذج الاستخراجية، يمكن لإفريقيا أن تقود الطريق مع برنامج تثمين، وإندماج إقليمي، وتنمية صناعية سيادية، مشيرين إلى أن ذلك يتطلب من البلدان الإفريقية رفض المقاربة الوطنية المنعزلة لفائدة إطارات إقليمية منسقة، والاستفادة من منصات من قبيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA)، وبرنامج تطوير البنية التحتية في إفريقيا (PIDA)، وأكثر من ذلك، أجندة الاتحاد الإفريقي 2063.

وأكد المشاركون في هذ القمة أن هذه الإطارات ستوفر الإطار المؤسسي لسوق طاقة مشتركة ونظام تنظيمي منسق يمكنه جذب رأس مال طويل الأمد.

يذكر أن أشغال القمة الإفريقية الأولى حول الهيدروجين الأخضر انطلقت، أمس الخميس، بمدينة كيب تاون في جنوب إفريقيا، بهدف إبراز إمكانات إفريقيا في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، وفرص الاستثمار والشراكات الاستراتيجية في هذا المجال.

وتجمع هذه القمة المبتكرة وزراء طاقة أفارقة، وصناع القرار السياسي، ومستثمرين، ومؤسسات البحث، وخبراء في مجال الطاقة، لرسم معالم قطاع الهيدروجين الأخضر الناشئ في القارة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.