عبد العلي جدوبي: لماذا تركت غزة لأزيد من العام ونصف العام تقتل في عمليات إبادة جماعية ممنهجة ، وتجوح أمام أنظار العالم “المتحضر” هذا الذي تدخل وبسرعة لوقف حرب لم تستمر سوى أقل من اسبوعين بين ايران واسرائيل؟!
الرئيس الامريكي دونال ترامب قال أنه عمل على إيقاف تلك الحرب لحماية المدنيين في كل من ايران واسرائيل ..!!
نتساءل: هل المدنيون في غزه بشر من صنف اخر ؟ لماذا لا تطالب إيران الاسلاميه في مفاوضاتها بوقف كامل اطلاق النار في غزه الإسلامية ؟ ولوقف المجازر اليومية التي تستقوى فيها اسرائيل على المدنيين العزل المنتظرين في طوابير طويلة للحصول على قليل من الارز لاطعام اطفالهم ؟!
لماذا صمتت القوى العظمى في العالم عن جرائم نتنياهو وتركت الصهاينة المحتلين يواصلون عمليات قتل أطفال غزة بواسطة الطائرات الحربية المدججة بكل انواع الأسلحة ؟
في هذا الصدد قال( بارنافي) السفير الاسرائيلي السابق في باريس : في اسرائيل اليوم يوجد شعبين متناقضين لا يفهم احدهما الاخر متهما نتنياهو بتقويض ما تبقى من ” الديمقراطية الإسرائيلية ” ، مضيفا أن هذا ما يعرض اسرائيل لخطر حرب أهلية ، وبأن الخيارات العسكرية في قطاع غزة قد استنفذت دون تحقيق أي هدف من الاهداف المعلنة لإستعادة الأسرى أو إنهاء المقاومة ..
وبتصريحات خجولة ،طالبت فرنسا وبعض دول اوروبا اسرائيل بوقف اطلاق النار في غزة ، في الوقت الذي يواصل فيه الكيان الصهيوني التصعيد ومهاجمة كل من يتحرك على ارض غزة بمافيهم الصحفيين في القطاع والمسعفين ..
سؤال طرح على نتنياهو : متى ستعملون على إنهاء الحرب على غزة فكان جوابه( ل : يسرائيل هيوم ) أن حكومته تخطط لإنهاء العمليات العسكرية في أجل أقصاه اكتوبر القادم اذا ما نضجت الظروف وفق تعبيره ! فهذا التاريخ بحسب ما نقل عن يسرائيل هيوم يمثل الهدف الأبعد لإنهاء معاناة ماتبقى من سكان غزة الذين يقيم من تبقى منهم فوق الركام !
مقابل ذلك رفضت اسرائيل غير ما مرة اقتراحا اوروبيا بوقف اطلاق النار ، مقابل اطلاق سراح جميع المحتجزين الاسرائيليين في قطاع غزة على دفعة واحدة ، وهو الإقتراح الذي وافقت عليه حماس في وقت السابق ..
ويبدو الآن المشهد في قطاع غزة يأخد بعدا اخر يتجلى في المزيد من الحصار والتجويع واغلاق المعابر ومنع دخول مساعدات الإنسانية ، وتقول جهات من حماس أن كل هذه الاجراءات تاتي بدعم من الرئيس الامريكي دونالد ترامب لإسرائيل ، وهو في نفس الوقت يقول انه يجب تأمين المساعدات الإنسانية والأدوية والغذاء للفلسطينيين !!
هذا وقد شهدت تل ابيب نهايه الاسبوع مظاهرات حاشده يطالب فيها المتظاهرون بوقف فوري لاطلاق النار ويراوا أنه الوقت المناسب لذلك لمعالجة الوضع في قطاع غزة والضفة .
ومن جهة أخرى اعتبرت الأمم المتحدة أن تحويل الغذاء سلاحا في غزة هو جريمه حرب ، داعية الجيش الاسرائيلي للتوقف عن اطلاق النار على الاشخاص الساعين للحصول على الطعام ، وما يحصل الآن هو إبادة جماعيه في حق الفلسطينيين ..
الكاتب البريطاني( م. دباشي ) قال أن حرب غزة كشفت الافلاس الاخلاقي لفلسفه الدول الغربية ،وتقدم فرصة ليست فقط لاستكشاف نظريات انعدام العدالة والأخلاق وحقوق الانسان ، ولكن أيضا يمكن ان تستكشف عورة الغرب الذي سقط سقوطا مدويا امام أسئلة النظريات الفلسفية الغربية.