السفير احمد رشيد خطابي: في المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام تحت شعار:” الاسلاموفوبيا.. المفهوم والممارسة في ظل الأوضاع العالمية الحالية “
احتضنت القاعة الأندلسية بجامعة الدول العربية بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للثقافة والتربية والعلوم في الثامن من يوليو 2025 مؤتمراً دوليا لمكافحة كراهية الإسلام تحت عنوان: ” الاسلاموفوبيا: المفهوم والممارسة في ظل الأوضاع العالمية الحالية “.
وقد توجه معالي الامين العام السيد أحمد أبو الغيط بكلمة افتتاحية أكد فيها مبادىء وإسهامات ورؤى جامعة الدول العربية في ترسيخ ثقافة السلام والعيش المشترك ومحاربة الكراهية انطلاقا من قرارات مجلس الجامعة على مستوى القمم العربية، ووزراء الخارجية، ومبادرات الامانة العامة وخطط عمل المجالس الوزارية المتخصصة في التعامل مع هذه الظاهرة التي تفاقمت بشكل فظيع في مناطق متعددة وخاصة بالعالم الغربي.
إن المجموعة العربية على هدي هذه التوجهات واستلهاما لموروثها الحضاري والثقافي تسعى للمشاركة الفاعلة في الإطار المتعدد الأطراف بما فيها في نطاق ” تحالف الأمم المتحدة للحضارات ” علما ان كلا من دولة قطر والمملكة المغربية احتضنتا على التوالي في 2011 و2022 أعمال منتدى التحالف الذي يعقد كل سنتين علما أن الدورة 11 قد جرت في نوفمبر 2024 بالبرتغال.
وجدير ذكره، أن ميغيل موراتينوس الممثل السامي للتحالف والمعين مؤخرا مبعوثا خاصا للامين العام للأمم المتحدة لمتابعة ملف ” الاسلاموفوبيا ” قد أعلن بأن المملكة العربية السعودية البلد المضيف للدورة 12 اقترحت تنظيمها في 2025 – بدلا من 2026 – بما يعكس الالتزام القوي لاعطاء مزيد من الزخم للجهود الدولية المبذولة في هذا الشأن.
ومن جهته، أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام ” للإيسيسكو ” في كلمته التي ألقتها بالنيابة السيدة أميرة الفاضل، مستشارة المدير العام أن التصدي لـــ” الاسلاموفوبيا ” لا يمكن أن يتم دون تفكيك جذري لهياكل التحيز والكراهية وبمعزل عن تضافر جهود الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية والأكاديميين والخبراء.. معتبرا أن الظاهرة لم تعد شأناً خاصا بالمسلمين وحدهم، بل تحديا يهدد المجتمعات، ويقوض جهود بناء عالم يسوده العدل والسلام.
وفي سياق العرض المقدم باسم قطاع الإعلام والاتصال ضمن المحور المتعلق بنماذج وتجارب لمناهضة ” الاسلاموفوبيا ” تم القاء الضوء على المقاربة الشمولية لخطة التحرك الإعلامي بالخارج وآليتها التنفيذية المتمثلة في المرصد والمنصة المدمجة ومحاورها الثلاثة التي تروم الدفاع عن القضية الفلسطينية المشروعة ، وتثمين الموروث الحضاري والثقافي ، وتصحيح الصورة النمطية عن العالم العربي والإسلامي مبرزا تكامل هذه الخطة مع أهداف كل من الاستراتجية الإعلامية العربية وخطتها التنفيذية ،والاستراتجية المشتركة لمواجهة الارهاب ، وميثاق الشرف الإعلامي بصيغته الجديدة .
إن مناهضة ” الاسلاموفوبيا ” بتجلياتها الدينية والاجتماعية والايديولوجية بقدر ما تتطلب تقويم سياسات الإندماج الغربية من اجل القضاء على مظاهر الهشاشة والإقصاء والتهميش ، فإنها تقتضي كذلك عملا تشاركيا تسهم فيه كافة الجهات المعنية على المستويات الاممية والاقليمية والوطنية لاحتواء موجات الارتياب والكراهية والتي تظل بعض وسائل الإعلام التقليدية والرقمية الغربية المحسوبة على القوى المتطرفة أداة للترويج لها دون اعتبار لحرية المعتقد ، وحرمة الرموز الدينية، وأماكن العبادة ، وكرامة الجاليات المسلمة بالمهجر بذرائع شوفينية ذات خلفيات انتخابية ضيقة .
إن التصاعد المقلق لانتشار ظاهرة الاسلاموفوبيا فيما وراء البعد السياسي والإنساني تتطلب مبادرات عملية على صعيد المحافل الدولية ولا سيما بمجلس حقوق الإنسان للامم المتحدة والمنظمات الاقليمية المعنية لإغناء المقتضيات ذات العلاقة بتجريم كافة أشكال التمييز والممارسات المسيئة للكرامة البشرية التي تقوم على منطق الاستعلاء والاستلاب والهيمنة الحضارية.
عن:مجلة بيت العرب