د.الحسن عبيابة: خطاب العرش .. المغرب الصاعد  | حدث كم

د.الحسن عبيابة: خطاب العرش .. المغرب الصاعد 

0
29/07/2025

يأتي خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله هذه السنة في ظروف تتسم
بصمود المغرب على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية على المستوى الإقتصادي والإجتماعي والدبلوماسي ، هذا الصمود الذي أصبح جزء من مقومات المجتمع المغربي بكل مكوناته .

أولا : الشق الإقتصادي لخطاب العرش كان على قدر كبير من الأهمية ، حيث أشار جلالة الملك إلى الجانب الإقتصادي لأهميته عندما قال (…تعزيز مقومات الصعود الاقتصادي والاجتماعي، طبقا للنموذج التنموي الجديد، وبناء اقتصاد تنافسي، أكثر تنوعا وانفتاحا؛ وذلك في إطار ماكرو – اقتصادي سليم ومستقر) ، وهذا مما مكن المغرب بأن يحافظ على نسبة نمو هامة ومنتظمة، خلال السنوات الأخيرة رغم الظروف الطبيعية والإقتصادية الصعبة ، كما أكد الخطاب الملكي على أن المغرب
يشهد نهضة صناعية غير مسبوقة وذلك بإرتفاع الصادرات الصناعية، منذ 2014 إلى الآن، بأكثر من الضعف، لاسيما تلك المرتبطة بالمهن العالمية للمغرب ، بمعنى أن التنمية الصناعية نحو الصعود ، كما أشار ذلك الخطاب الملكي عندما تحدث عن قطاعات السيارات والطيران وكذلك الطاقات المتجددة، والصناعات الغذائية والسياحة،بالإضافة إلى مجموعة من المشاريع الضخمة، في مجال الأمن المائي والغذائي، والسيادة الطاقية لبلادنا ، كما أن خطاب العرش وضع تقييما للتنمية ببلادنا بكل موضوعية في تناغم مع الواقع وفي تجاوب غاية في الأهمية مع إحتياجات المواطنين في العديد من المناطق وخصوصا في العالم القروي كما جاء في الخطاب الملكي عندما قال بأن التنمية يجب أن تساهم (….في تحسين ظروف عيش المواطنين، من كل الفئات الاجتماعية، وفي جميع المناطق والجهات )، ومن هنا فإن الرؤية الملكية للتنمية تعني النهود بالتنمية البشرية بمفهومها المجالي الجغرافي والتنموي، بالإضافة إلى أن جلالة الملك في خطاب العرش أعطى توجها جديدا للحكومة في غاية الأهمية وهي إعتماد (….جيل جديد من برامج التنمية الترابية، يرتكز على تثمين الخصوصيات المحلية، وتكريس الجهوية المتقدمة، ومبدأ التكامل والتضامن بين المجالات الترابية ) مع الإعتماد على نتائج الإحصاء العام للسكان 2024، الذي أكدت على مجموعة من التحولات الديمغرافية والاجتماعية والمجالية، التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار، في إعداد وتنفيذ السياسات العمومية كما جاء في خطاب العرش،هذا التصور الجديد يهدف لخلق تنمية شاملة ومتكاملة وتنمية لكل الفئات ويجب أن ينخرط فيه الجميع .

 ثانيا : أما الشق السياسي لخطاب العرش فقد حسم الأمر في إحترام الدستور عندما أكد بأن جلالة الملك (…إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في موعدها الدستوري والقانوني العادي، نؤكد على ضرورة توفير المنظومة العامة، المؤطرة لإنتخابات مجلس النواب، وأن تكون معتمدة ومعروفة قبل نهاية السنة الحالية) ، كما طالب جلالة الملك بتوفير ( منظومة العامة، المؤطرة لانتخابات مجلس النواب )، وهذه إشارة إلى أن المنظومة الانتخابية الحالية يجب تطورها لضمان إنتخابات تليق بمستوى المغرب الصاعد .

ثالثا : الشق الدبلوماسي

أشار الخطاب الملكي بأسلوب دبلوماسي رفيع، يخاطب فيه جلالة الملك الشعب الجزائري بكل إحترام وصدق حفاظا على الروابط التاريخية المشتركة والعلاقات الإنسانية تحت عنوان ( إيجاد حل توافقي، لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف) ، هذه الفقرة من الخطاب الملكي لخصت الماضي والحاضر والمستقبل، وكما نعلم فقد حرص جلالة الملك دوما على مد اليد لأشقائنا في الجزائر والدعوة لحوار أخوي وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين ، كما أن الإشارة في الخطاب الملكي إلى تمسك المغرب بالاتحاد المغاربي هي رسالة لباقي دول الاتحاد المغاربي .

د.الحسن عبيابة:وزير سابق، واستاذ التعليم العالي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.