عبد العلي جدوبي: ” الجزائر دولة مختطفة من طرف العسكر ” ، جمله قالها أول رئيس لحكومة الجزائر المؤقتة ( فرحه عباس) عام 1965 ، ومنذ ذلك التاريخ وعسكر الجزائر يقامرون بأموال الشعب الجزائري الشقيق في حروب إعلامية ومناوشات دبلوماسية بئيسة ، تستنزف موارد الشعب الجزائري دعما للوهم مع دول الجوار ، وفي إبرام الصفقات واقتناء الأسلحة وابتزاز المواقف ..
لقد استلمت الجزائر بداية الستينات ملف العداء لكل ما هو مغربي تحت تاثير الزوابع الإنفصالية ، وتناست انها اكثر استعدادا للبلقنة ، فمنطقه القبائل تعرف زخما متناميا من شعب (تيزي وزو ) المطالب بانفصال والاستقلال عن الجزائر .. والحقيقه أن المغرب ظل مند أمد بعيد يمد يده الى حكام الجزائر لبناء تعاون مثمر لفائدة الشعبين المغربي والجزائري ،و لا يريد أية مواجهة عسكرية ، لكن لغة الاستفزاز والتلويح بحسم النزاع المفتعل عسكريا من طرف الجزائر ،سوف لن يكون أمام المغرب سوى المواجهة العسكرية واسترجاع الصحراء الشرقية التي اقتطعتها فرنسا من المغرب ، وسنواصل الاستعداد الأسوأ لتصحيح مجرى التاريخ والجغرافية .!
وما يمكن التاكيد عليه هو أن الشعب الجزائري الشقيق لم يعتبر في أي وقت من الاوقات علاقة بلاده مع المغرب قضية شعبية ، ولا يمكن أن يدغن لسياسة بلاده التي تريد التفريق بينه وبين الشعب المغربي الذي اشترك معه في حمل سلاح النضال من أجل استقلال الجزائر .
لقد أعاد جلاله الملك محمد السادس في خطابه السامي بمناسبة عيد العرش المجيد الى الادهان مبادرة اليد الممدودة مع الجزائر وفض النزاع وهذه القطيعة التي استمرت طويلا ، طالما أن قضية الصحراء أصبحت بالنسبه للمغرب قضية منتهية بعد الاعتراف الدولي بمغربيتها وبأحقية بلادنا على اقاليمنا الصحراوية الجنوبية..
ويرى المراقبون انه لم يبق أمام حكام الجزائر سوى هذه الفرصة الأخيرة والمبادرة الملكية لطي صفحه الماضي بلا غالب ولا مغلوب وانخراط كل من المغرب والجزائر في إعادة بناء صرح المغرب العربي الكبير .
وعلى عقلاء الجزائر أن يفهموا أن الوضعية غير المستقرة لبلادهم والتي ارادها العسكر المسيطر على دواليب شؤون البلاد ، فهي قابلة الانفجار في أية لحظة ، علما بأن العديد من المثقفين والفعاليات السياسيةالجزائرية مقتنعة بأن الصحراء المغربية هي نتائج خلاف سياسي جيوسياسي بين المغرب والجزائر منذ خمسه عقود خلت اتخذ حكام الجزائر قضية الصحراء المغربية كواجهة لاستعدائهم للمغرب بالرغم من المبادرات المغربية الرامية إلى تذويب الخلافات والتي دعا اليها جلاله الملك محمد السادس في اكثر من مناسبة، والعمل على تقوية الجبهة المغاربية بتعاون مثمر وبناء لفائدة الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري.
لكن عساكر الجزائر راهنوا منذ أمد بعيد على أسلوب إدارة الازمات وافتعالها كوسيلة للنيل من حق المغرب المشروع في صحرائه .. عدوانية الجزائر ظهرت واضحة عندما رفضت كل المبادرات الملكية السابقة الرامية إلى المصالحة وفض الخلافات وذلك بإنشاء آلية مشتركة بين الطرفين لحل كل المشاكل العالقة بين البلدين ، ورفضت ادراج المبادرات العربية والدولية للوساطة ، ورفضت ادراج المصالحة في جدول أعمال القمة العربية عام 2022 التي انعقدت بالجزائر ، ورفضت أيضا وساطات رؤساء دول افريقيا وعربية وأوروبية ..
وكل ما يتمناه الشعب المغربي للشعب الجزائري الشقيق أن يخرج من كل أزماته المفروضة عليه سالما غانما معافا، وأن تقوم الجزائر بدورها الطبيعي في حدودها الطبيعية ، وليعلم الفريق العسكري الجزائري أن مسألة الصحراء أصبحت في حكم الماضي بعد اعتراف العديد من الدول بأحقية المغرب على صحرائه.