اغتيال شهود الحقيقة.. | حدث كم

اغتيال شهود الحقيقة..

0
12/08/2025

عبد العلي جدوبي: لم تكتف سلطات الاحتلال الإسرائيلية بتدمير مكاتب ومقرات وسائل الاعلام بالكامل في قطاع غزة والضفة الغربية ، بل وامتدت أيادي المجرمون القتلة الملطخة  بدماء الفلسطينيين ، إلى اغتيال شهود الحقيقة من الصحفيين آخرهم استشهاد ستة من خيرة الصحافيين الفلسطينيين العاملين بقطاع غزة : أنس الشريف ومحمد قريقع وأربعة اخرين ، تم استهدافهم في محيط مجمع الشفاء داخل خيمة كانت تأويهم أثناء أدائهم  لعملهم الصحفي الميداني ، وليس في موقع الإشتباك أو على خط المواجهة !

وحسب مكتب الأمم المتحدة  لحقوق الانسان فقد استشهد 242 صحفيا منذ السابع من اكتوبر 2023 في قطاع غزة وهو رقم يفوق بكثير عدد الصحافيين الذين قتلوا في البلدان التي تشهد نزاعات وحروب مسلحة في : أوكرانيا وكولومبيا والعراق ولبنان وميانمار والسودان وسوريا وتشاد والصومال جمهورية الكونغو دالديمقراطية ، حيث تم تسجيل 162 قتيل في مجمل تلك الحروب !

واعتبرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن  الجرائم الرهيبة بحق الفلسطينيين  وبحق الانسانيه التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية في قطاع غزة ، تعتبر اكبر وابشع مجزرة ضد الصحفيين في تاريخ الاعلام في العالم  أجمع ، حيث تستهدف اسرائيل الصحفيين عمدا لإخفاء  جرائمها البشعة ، وتريد منع وصول الخبر والصورة الى بقيه دول العالم ..

أستشهد بقطاع غزة 62 ألف  من الفلسطينيين ، وأصيب 154 ألف جريح ، فضلا على الاف المفقودين ومئات النازحين ..  وهكذا ينهج الكيان الصهيوني سياسته الإجرامية لتقتيل الفلسطينيين ولإسكات صوت الحقيقة في غزة  كتحضير لارتكابه مجزرة كبيرة  يريدها أن تكون دون صوت ودون صورة ، مع أن  الرواية الإسرائيلية القديمة _ الجديدة   لم تعد صالحه لاقناع الناس حول العالم بأن الفلسطينيين  ارهابيون ! مع أن حكومة  نتنياهو  جعلت المدنيين كلهم أهدافا لآلتها  العسكرية ،  خصوصا النساء والاطفال والشيوخ الذين يمثلون 75% من ضحايا هذه الحرب ، في حين أن الضحايا المدنيين خلال الحرب العالمية الثانية  يمثلون فقط 5%

هذا وتجمع العديد من التقارير الإعلامية بأن  الكيان الصهيوني قد يشهدون هزات عنيفة من الداخل ، وقد يتعرض الى تفكك بنياته كما حدث للنظام العنصري في جنوب افريقيا بسبب المقاطعة الواسعة  التي تنهجها العديد من دول العالم ضد اسرائيل

فمنذ العام 2023 جمع اتحاد الدولي للصحفيين أدلة حول استهداف الصحفيين ، وذلك بتقديم شكوى الى محكمة الجنايات الدولية ، كما قامت نقابة الصحافة  الفلسطينية بنفس المسعى منذ العام 2022 مطالبين باتخاذ اجراءات عملية ملموسة  ضد ما تقوم به اسرائيل من جرائم بحق الفلسطينيين ؛ وبالرغم من المآسي التي حلت بالصحافة وبالصحفيين  المحليين في غزة ، فإنهم يواصلون تحديهم للكيان الصهيوني ، واصبحوا عيون وآذان والمصدر الوحيد لأخبار غزة للعالم .

والملاحظ انه منذ اعتماد اعلان( ويند هوك ) العام 1991 لم يتم لحد الآن فعل الكثير لحماية الصحفيين بشكل كامل من الاستهدافات المباشرة ، ولم يتم تفعيل القانون الدولي والإتفاقيات الدولية  الصادرة في هذا الشأن واليوم تبدو اسرائيل عازمة  على تحدي المنتظم الدولي والقوانين الصادرة عن الأمم المتحدة ، لذلك اكدت الجمعية العامة للامم المتحدة بشأن ما يقع في غزة  واستهداف الصحفيين بأن المجازر البشعه التي ترتكبها اسرائيل في حق الصحافيين يجب ألا تمر دون عقاب ، وأن يوضع حد لهذه الجرائم المتكررة التي أصبحت تمارسها القوات الإسرائيلية في الاغتيالات بدم بارد ومعاقبة مرتكبيها ، كما أن الصمت المطبق على مثل هذه الجرائم سيقود الى تكرارها وارتكاب جرائم اخرى إذا لم يوضع حد لها _ تقول المنظمة الأممية.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.