د.الحسن عبيابة: ثورة الملك والشعب .. نضال مستمر من أجل التنمية | حدث كم

د.الحسن عبيابة: ثورة الملك والشعب .. نضال مستمر من أجل التنمية

0
20/08/2025

تحل ذكرى 20 غشت من كل سنة وهي ذكرى عزيزة على قلوب المغاربة ، وهي كذلك ذكرى ميلاد ثورة الملك والشعب التي إستمر الإحتفال بها لعقود لأهميتها التاريخية والوطنية ، لأنها جسدت عمليا وتاريخيا التلاحم بين العرش والشعب في لحظة حاسمة من تاريخ المغرب ، وكانت فعلا لحظة فارقة في تاريخ بلادنا ، ولأنها أدت إلى تحرير الوطن من الإستعمار واسترجاع سيادته والمطالبة بإستكمال وحدته الترابية من طنجة إلى لكويرة ،
وإذا كانت ثورة الملك والشعب قد قدمت معاني الفداء والتضحية والإستشهاد من أجل الإستقلال البلاد ، فإن هذه الثورة إستمرت في عهد جلالة الملك محمد السادس في بعدها التنموي الشامل ومواصلة بناء مغرب متقدم صاعد قادر على مواجهة التحديات المختلفة داخليا وخارجيا ، وذلك بفضل حكمة جلالة الملك الذي إستطاع في ظرف 25 سنة أي ربع قرن أن ينقل المغرب بسرعة كبيرة من دولة نامية إلى دولة صاعدة إحتل فيها المغرب المراتب الأولى على المستوى الإفريقي والإقليمي والدولي في مختلف المجالات، ولايتسع المجال هناك لذكر كل المنجزات والمكتسبات التي تحققت خلال ربع قرن من حكم جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يكفي أن المغرب أصبح شريكا أساسيا وموثوق به لأكبر الدول النافذة في العالم ، والذي إنعكس إيجابا على مصالح المغرب الإستراتجية ، ومن ذلك التأييد الدولي الكبير لمغربية الصحراء، والإشارة إلى الدور الإقليمي الذي أصبح المغرب يلعبه على أكثر من مستوى، وبالعودة إلى خطب جلالة الملك على مدى 25 سنة لم يترك مجالا إلا وتحدث عنه وخطط له وسهر على تنفيذ برنامجه كما تم طوير البنية التحتية في كل المجالات من خلال رسم سياسة عمومية لبناء مغرب متقدم ومنفتح وقادر على التفاعل مع كل التحولات التي تقع اليوم في عالم متغير يحكمه التقدم التكنولوجي الرقمي والاقتصادي ، وبما أن التنمية المستدامة ليست لها نهاية وهي مطلب مستمر حاليا ومستقبلا ، فإنه على الجميع من مؤسسات الدولة ومن المجتمع المدني ومن كل الفاعلين ومن الأحزاب السياسية أن ينخرطوا بجدية ورؤية واضحة لتحقيق أهداف التنمية الشاملة، بعيدا عن الاستقواء الإفتراضي أو بالإستقواء الإعلامي المدعم الذي حول المغرب إلى حرب إفتراضية بعيدة عن الواقع تسيء لسمعة المغرب ، أوبالإستقراء التاريخي أو بالإستقواء ببعض المواقف المتجاورة التي لايرى فيها الشباب الحالي أي معنى للمستقبل ، وفي هذا السياق لابد من وضع برامج خاصة بتأطير الشباب والعمل الجمعوي ، وتأهيلهم للتحلي بالمواطنة الحقيقية سواء كانوا تلاميذ أو طلاب أو عاملين إنه التحدي الحقيقي في المستقبل ، ولقد حرص جلالة الملك في خطاب عيد العرش المجيد لهذه السنة بأن يؤكد على أهمية الإستعداد الكامل للإستحقاقات المقبلة في موعدها الدستورى لسنة 2026  وفق حرية الإختيار وتوفير كافة الضمانات اللازمة حتى تكون الإستحقاقات الإنتخابية صورة لنموذج المغرب الديموقراطي الذي يريده جلالة الملك، وهذا يتطلب من الأحزاب السياسية العمل دمقرطة عملها الداخلي هيكليا وديموقراطيا بعيدا عن التدبير الفردي وإحتكار المؤسسات الحزبية للمصالح الشخصية ، لأن عملية الإصلاح تبتدأ من داخل الأحزاب السياسية، ونطلب من وزارة الداخلية مراقبة الأحزاب في تدبير مؤسساتها ومحاسبتها على مخالفة القوانين الجاري بها العمل ، نطالب بهذا استجابة لجلالة الملك حتى نكون عند حسن ظنه وأن لانفوت الفرصة على المغرب يفي الاستحقاقات المقبلة ، لأن المغرب مقبل على استحقاقات مهمة في تاريخة الحديث ، وإذا كان المطلوب هو تعديل مدونة الانتخابات القانونية فإن المطلوب من الأحزاب هو تعديل المدونة البشرية للأنتخابات ، وهذه مسؤولية الأحزاب السياسية كلها .
أردت ربط هذه الذكرة العزيزة على قلوب المغاربة بالمستقبل لننتقل من ثورة الجهاد التاريخي الى ثورة الإصلاح السياسي والإقتصادي والتنموي .

د. الحسن عبيابة أستاذ جامعي.. ووزير سابق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.