ذكرى استشهاد علال بن عبد الله.. استحضار لأرواح شهداء ملحمة الاستقلال والوحدة | حدث كم

ذكرى استشهاد علال بن عبد الله.. استحضار لأرواح شهداء ملحمة الاستقلال والوحدة

0
10/09/2025

يخلد الشعب المغربي، غدا الخميس، الذكرى الـ 72 لاستشهاد علال بن عبد الله، الذي وهب روحه وفاء لمقدسات الوطن وثوابته، مبرهنا عن عمق الحس الوطني والوعي النضالي، ليصبح رمزا للشجاعة والتشبث بالعرش العلوي المجيد وبالتوابث الوطنية.

ففي 11 شتنبر من سنة 1953، خرج الشهيد علال بن عبد الله، مسلحا بإيمانه ليهاجم صنيعة الاستعمار ابن عرفة وهو في طريقه لأداء صلاة الجمعة، ليبرهن بهذه الخطوة المقدامة عن قمة الشعور الوطني ومدى تمسك المغاربة بملكهم الشرعي، بطل التحرير والاستقلال ورمز المقاومة، وموقفهم الرافض للفعلة النكراء لسلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية حينما امتدت أياديها في 20 غشت 1953 إلى رمز سيادة الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وأسرته الملكية الشريفة، وأقدمت على نفيه بعيدا عن أرض الوطن.

وذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن المستعمر الفرنسي كان يتوهم أنه بتفكيك العروة الوثقى بين الملك وشعبه، سيخمد جذوة الروح الوطنية والمقاومة، لكن التحام المغاربة الوثيق وترابطهم المتين قمة وقاعدة، كان الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها مؤامرته النكراء، إذ أفشل مخططاته التي كانت تستهدف طمس الهوية المغربية والنيل من السيادة الوطنية.

وعكس ما كانت تبيته حسابات السلطات الاستعمارية، فقد تقوت وتعززت صفوف الحركة الوطنية وتأججت الروح النضالية في وعي ووجدان الشعب المغربي الأبي، الذي أعلنها ثورة عارمة في وجه التسلط الاستعماري والمساس برمز السيادة والوحدة الوطنية.

وأبرزت المندوبية أن أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير و هي تخلد، ككل سنة، هذه الذكرى المجيدة، لتؤكد على واجب الوفاء والبرور بالذاكرة التاريخية الوطنية وبرموزها وأعلامها وأبطالها الغر الميامين. وهي في ذات الوقت، تحرص على إشاعة رصيد القيم والمثل العليا ومكارم الأخلاق في أوساط وصفوف الشباب والناشئة والأجيال الجديدة والقادمة.

واعتبارا لما لهذه الذكرى المجيدة من مكانة مميزة في سجل تاريخ الكفاح الوطني الطافح بالأمجاد والبطولات، ستقيم أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وقفة رمزية أمام قبر الشهيد علال بن عبد الله بمقبرة الشهداء بالرباط للترحم على روحه الطاهرة وعلى أرواح شهداء ملحمة الاستقلال والوحدة الترابية، وفي طليعتهم بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني رضوان الله عليهما.

وأضافت المندوبية أنه سيتم، تنظيم مهرجان خطابي وندوة علمية في موضوع: “وجوه وأحداث من تاريخ المغرب المعاصر: علال بن عبد الله أنموذجا”، تلقى خلالهما كلمات وعروض وشهادات تستحضر المعاني والدلالات الوطنية لهذا الحدث التاريخي البطولي، وذلك بحضور المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير وذوي حقوق الشهيد ونشطاء منظمات وجمعيات المجتمع المدني والدارسين والباحثين الجامعيين والطلبة.

كما ستجرى خلال هذا الحفل مراسم تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ترسيخا للسنة المحمودة والتقليد الموصول للوفاء والبرور والعرفان برجالات المغرب الأبرار الذين أخلصوا للوطن، وأسدوا وضحوا ذودا عن حريته واستقلاله ولما برهنوا عنه من غيرة وطنية وروح المسؤولية والتضحية وقيم الالتزام والإيثار ونكران الذات.
وسيتم بالمناسبة، تنظيم أنشطة تربوية وثقافية وتواصلية مع الذاكرة التاريخية الوطنية بسائر النيابات الجهوية والإقليمية والمكاتب المحلية، وكذا بفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير المفتوحة عبر التراب الوطني وعددها 106 وحدة/ فضاء.
وتجدر الإشارة إلى أن الشهيد علال بن عبد الله بن البشير الزروالي ازداد بقبيلة هوارة (جرسيف) سنة 1916، واشتغل بحرفة الصباغة بمسقط رأسه، لينتقل بعد ذلك إلى مدينة الرباط، حيث استطاع ربط علاقات مع عدد من تجار المدينة ورجالاتها ووطنييها لما عرف عنه من خصال حميدة وأخلاق حسنة.

وعرف الشهيد علال بن عبد الله بوطنيته الصادقة، وتميز بخصال الشهامة والتواضع والصدق والوفاء وكتمان السر مؤمنا بفضيلة الاستشهاد والتضحية في سبيل الله والوطن والعرش العلوي المجيد.

ح:م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.