الشراكة التي يجب ان تكون.. | حدث كم

الشراكة التي يجب ان تكون..

0
06/10/2025

بروكسيل /عبد العلي جدوبي: وقع المغرب واتحاد الأوروبي يوم الجمعة الماضي _كما هو معلوم _ بمقر المفوضية الأوروبية ببروكسل على تبادل الرسائل المعدلة للاتفاق الفلاحي الذي يربط بينهما، ومن المرتقب أن ينعقد يوم التاسع من اكتوبر الجاري بمدينة الداخلة المنتدى الاقتصادي المغربي _ الفرنسي بمبادرة من مستثمرين امريكيين ، ومن الوكالة البريطانية  التي تعتزم تمويل الصادرات المغربية. 

ونشير إلى أن ان المغرب والاتحاد الأوروبي اتفق بداية هذا الشهر على تعديل  اتفاقهما التجاري للمنتجات الزراعية بما يضمن حصول المنتجات القادمة من الصحراء المغربية على نفس المعاملة التفضيلية  التي تتلقاها المنتجات المغربية الاخرى ؛ وكانت محكمة العدل الأوروبية السنة الماضية ، قد قضت بأن الإتفاقية  التجارية السابقة بين المغرب والاتحاد الاوروبي في نظرها غير صحيحة ، على أساس أنها  تشمل منتجات الصحراء المغربية المتنازع بشأنها ،  لكن اتحاد الاوروبي عاد هذه السنة ليسجل بإيجابية  الجهود الجادة وذات المصداقية للجانب المغربي ..

والجديد في هذا الاتفاق هو أن الصادرات من المنتجات الزراعية المغربية – كما اشار الى ذلك السيد ناصر بوريطة _ ستحمل علامات  : العيون الساقيه الحمراء ، والداخلة ، ووادي الذهب .

وكعادتها خرجت جبهة البوليساريو لتوجه اتهامات الى الاتحاد الاوروبي على هذا اتفاق المعدل ، وتناست أن الاتحاد الاوروبي لا يعترف بالجماعات الانفصالية ، ويندد بالارهابيين !

والمشجع في التوجهات المغربية  على صعيد تطوير مفهوم الشراكة مع اتحاد الاوروبي في أبعادها السياسية والاقتصادية والإجتماعية  ، أنها حققت  انجذاب مستثمرين امريكيين واوروبيين إلى اقاليمينا الصحراوية ، وتوسيع مناطق التبادل الحر والتي حققت نموا ملحوظا مند انطلاقه بمدينة  أكادير قبل خمسة و عشرين سنة والذي مكن  من تأهيل دول جنوب البحر الابيض المتوسط للإندماج في المسلسل المتوسطي ، باعتباره  خيارا اساسيا ، أعاد الحوار الى صدارة الاهتمام وفق قناعات جديدة  والتزامات اخرى لا تحيط بالاشكاليات السياسية والإقتصادية والإجتماعية  فحسب ، ولكنه قرب الفجوات ، وخلق مناخا لتعاون مثمر .

واذا كان المغرب قد تنبه منذ مدة إلى التطورات والمستجدات ، وتحديدا في الاتفاقيات المرتبطة بملف صادراته الزراعية الذي اصبح ذات طبيعة مغربية أوروبية ، منذ انخراط اسبانيا والبرتغال في المجموعة الأوروبية  في نهاية الثمانينات ، فإنه  لم يسلم دون  تعرضه لضغوطات مستمرة من طرف اعداء وحدتنا .. لكنه واصل التزاماته وفق الضوابط الأوروبية ونجح في ذلك بإقتدار ، ويذكر أن المغرب يعد اليوم المزود الاول للاتحاد الاوروبي بمنتجاته الزراعية وبشكل خاص الخضروات ، لكنه يواجه انتقادات شديدة بسبب اعفاء منتوجاته من الرسوم الجمركية من طرف الاتحاد الاوروبي ، وهذا ما يعتبره المزارعون في تلك الدول منافسا  شرسا ، ويحتكر الاسواق الأوروبية في مجمل الصادرات  الفلاحية .

هذا وتبلغ الصادرات المغربية الاتحاد الاوروبي نحو 60% كما يأتي اكثر من نصف الاستثمار الاجنبي المباشر في المغرب من اتحاد الاوروبي ، وما يعنينا من هذا الاتفاق هو اتخاذ اجراءات مشتركه بين المغرب والاتحاد الاوروبي في محاربة الهجرة غير النظامية.  وفي قضايا حيوية كالأمن الاقليمي وأمن المتوسط ، وخلق فضاءات للتعاون على أكثر من صعيد ،عملا بمبدأ ( رابح ،رابح) 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.