أكد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، أن المملكة المغربية تضع المعرفة وتثمين الفضاء البحري في صلب نموذجها التنموي.
وأضاف السيد لوديي، في كلمة له خلال افتتاح ندوة للتعاون الإفريقي في مجالات الهيدروغرافيا وعلم المحيطات والخرائطية البحرية، أن المغرب قام باستثمارات كبيرة من أجل تعزيز إمكانياته وتجهيزاته، منها تشغيل سفن مسح محيطية حديثة من قبيل السفينة الهيدروغرافية وعلم المحيطات متعددة المهام “دار البيضا”، بالإضافة إلى سفن “الحسن المراكشي” و”ابن سينا “.
وتابع أن هذه الاستثمارات أضيفت إلى مجموعة من محطات قياس الأمواج، وأجهزة رادار بحرية عالية التردد، وأنظمة مراقبة حركة المرور، مما رفع القدرات التقنية والعلمية إلى مستوى عال ويستجيب للمتطلبات المتزايدة في مجال الأمن.
ومن جهة أخرى، أكد السيد لوديي أن المغرب يطمح إلى تعزيز التعاون مع الخدمات الهيدروغرافية للدول الإفريقية الشقيقة والصديقة، وكذلك مع المنظمات الدولية المتخصصة في هذه المجالات.
وأشار إلى أن تنظيم هذه الندوة يندرج في إطار الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس،و التي تجعل من التعاون الإفريقي في صلب أولويات المملكة الإستراتيجية، ضمن منطق التضامن والأمن والازدهار المشترك.
وخلص السيد لوديي إلى أن هذا الحدث يشكل مناسبة “لتثبيت هذا العمل الملموس كعلامة لتوسيع مجالات التعاون بين البلدان الإفريقية في إطار المبادرة الملكية لصالح الفضاء الأطلسي، التي تعتبر رافعة ملكية حقيقية للتضامن والازدهار المشترك لقارتنا”.
من جانبه، أكد الكونتر أميرال، محمد طحين، مفتش البحرية الملكية، أن هذه الندوة “تعتبر امتدادا طبيعيا للمناقشات التي انطلقت خلال المؤتمر ال 18 للجنة الهيدروغرافية للمحيط الأطلسي الشرقي التي استضافتها المملكة المغربية في ماي 2024، والتي أظهرت بوضوح ضرورة التنسيق الوثيق بين الدول الإفريقية المطلة على الأطلسي من أجل فهم المساحات البحرية الواسعة التي تجمعنا بشكل سيادي ونير”.
وأضاف أن ” التعاون الوثيق والمتضامن يمكن من إنشاء شبكة معارف كثيفة ومتكاملة، مما سيعزز التدبير الأمثل للموارد البحرية ويزيد من القدرة على الصمود في مواجهة التحديات البيئية والأمنية”.
وفي هذا الإطار، أبرز السيد طحين تجربة البحرية الملكية منذ إحداث اللجنة الوطنية للتنسيق في مجالات الهيدروغرافيا، علم المحيطات، والخرائطية البحرية، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، المكلفة بتنسيق وتوحيد عمل مختلف الفاعلين والهيئات المعنية في هذه المجالات.
وفي هذا السياق، أكد استعداد البحرية الملكية لوضع خبرتها الواسعة التي تعززت على مر السنين في مجالات الهيدروغرافيا وعلم المحيطات والخرائطية البحرية، رهن إشارة شركائها الأفارقة سواء على المستوى العلمي أو التقني والإنساني.
وتعرف هذه الندوة، التي تنظمها إدارة الدفاع الوطني والبحرية الملكية، ما بين 8 و 10 أكتوبر الجاري بالدار البيضاء، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، مشاركة ممثلي بلدان إفريقية أعضاء باللجنة الهيدروغرافية للمحيط الأطلسي الشرقي، ومدير المنظمة الهيدروغرافية الدولية، ومدير المركز الإقليمي لتوزيع الخرائط الإلكترونية للنرويج، وممثلي الخدمة الهيدروغرافية والمحيطية للبحرية الفرنسية.
وتميز افتتاح هذه الندوة بحضور وزير النقل واللوجيستيك، عبد الصمد قيوح، ووزير التجهيز والماء، نزار بركة، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، وكاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، المكلفة بالصيد البحري، زكية الدريوش، والمديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، والمدير العام للوكالة الوطنية للموانئ، مصطفى فارس.