تم اليوم الإثنين بالدار البيضاء، إطلاق فعاليات “كأس إفريقيا للعيش المشترك”، بمبادرة من تيبو إفريقيا بشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة بالمغرب، وبدعم من الاتحاد الملكي الهولندي لكرة القدم، وذلك تزامنا مع استعداد القارة لاحتضان كأس إفريقيا للأمم (المغرب 2025 ).
و تندرج هذه المبادرة، التي تحظى بدعم وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في إطار الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، بهدف المساهمة في تنزيل أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة بالسلام، والمساواة، والإدماج الاجتماعي.
وتشمل هذه المبادرة 24 حيا من أحياء العاصمة الإقتصادية يمثل كل منها دولة إفريقية مشاركة في كأس الأمم الإفريقية، في إشارة رمزية إلى وحدة القارة وتنوعها الثقافي.
و لا تعد هذه الكأس، وفقا للمنظمين، مجرد تظاهرة رياضية، بل برنامجا تربويا وتنمويا متكاملا يتيح للشباب، مغاربة ومهاجرين، فرصة التعلم والتعبير عن الذات عبر التكوين، والحوار والتبادل الثقافي، من خلال ورشات في القيادة، والتواصل، وريادة الأعمال، والأداء البدني.
وتستهدف هذه المبادرة، أزيد من 360 شابا وشابة من الفئات العمرية بين 14 و25 سنة، و30 جمعية محلية، و400 أسرة سيتم تحسيسها بقيم التعايش والسلام المجتمعي.
وفي هذا السياق، أكدت إيمي بوب، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، في كلمة بالمناسبة، أن هذا المشروع يجسد رؤية مشتركة لمجتمع إفريقي شامل يقوده الشباب وممارسة الرياضة، مشيرة إلى أن هذه “الكأس تمثل رمزا قويا لإفريقيا متحدة، تتقدم بثقة، وتعمل في احترام وكرامة”.
من جهته، شدد محمد أمين زريات، الرئيس المؤسس لمنظمة تـيبو إفريقيا، على أن المبادرة تمثل “تجربة إنسانية تبرز قدرة الرياضة على التغيير”، مضيفا أن “الرياضة تعد جسرا بين الثقافات ومدرسة للحياة، وأن نهوض الشباب هو نهوض لإفريقيا بأكملها”.
وأشار إلى أن “كأس إفريقيا للعيش المشترك” ليست مجرد منافسة رياضية، بل برنامجا متكاملا لتطوير المهارات التقنية والسلوكية وريادة الأعمال، يتيح للشباب التعلم والتدريب والمشاركة في ورشات حول القيادة، والتواصل، والتعاون، مما يعزز قدراتهم على المبادرة والمساهمة في تنمية مجتمعاتهم المحلية.
وتابع أن المبادرة تهدف إلى تمكين الشباب المهاجر والمغربي على حد سواء، ومنحهم فرصة التعبير عن طاقاتهم وإمكاناتهم، وبناء مشاريع رياضية واجتماعية تحقق أثرا ملموسا في حياتهم وحياة محيطهم، مشددا أن كل مشاركة ت ترجم إلى رسالة سلام، وتفاهم، وتعايش بين الثقافات، وهو ما يجعل الشباب “سفراء لوحدة إفريقيا وقيمها المشتركة”.
وتمثل هذه الكأس ثمرة تعاون بين فاعلين مؤسساتيين ودبلوماسيين واقتصاديين ، من ضمنهم سفارات هولندا وغينيا والغابون، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، إلى جانب مقاولات وطنية وشركاء إعلاميين وطنيين.