النقل الحضري العمومي بواسطة الحافلات.. برنامج 2025-2029 حكامة جديدة لتنقل مستدام | حدث كم

النقل الحضري العمومي بواسطة الحافلات.. برنامج 2025-2029 حكامة جديدة لتنقل مستدام

0
24/10/2025

في سياق الدينامية التنموية المتسارعة التي تعرفها المملكة المغربية بفضل الاستثمارات الكبرى والمشاريع المهيكلة التي يشرف عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تم إطلاق برنامج وطني جديد للنقل الحضري بواسطة الحافلات للفترة الممتدة ما بين 2025 و2029، يهدف إلى تمكين جميع المدن المغربية من منظومة نقل حضري فعالة وعصرية تستجيب لتطلعات المواطنين من حيث الجودة والقدرة الاستيعابية.

وأوضح يونس القاسمي، العامل مدير التنقلات الحضرية والنقل بالمديرية العامة للجماعات الترابية بوزارة الداخلية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا البرنامج يشكل مرحلة جديدة في مسار تحديث النقل الجماعي بالمغرب، ويرسي أسس حكامة متقدمة للتنقل المستدام انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية الواردة في الرسالة الملكية التي وجهها جلالة الملك إلى المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة التي احتضنتها مدينة طنجة في دجنبر 2024.

وأكد جلالة الملك في تلك الرسالة على أن تطوير منظومة نقل شاملة ومستدامة أصبح ضرورة لتحقيق التنمية الترابية المندمجة وتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، داعيًا الجهات والجماعات الترابية إلى المساهمة الفعلية إلى جانب الدولة في تطوير هذا القطاع الحيوي.

وانسجامًا مع هذه الرؤية الملكية، أعدت وزارة الداخلية، بتعاون مع وزارة الاقتصاد والمالية والجهات الاثني عشر، برنامجًا طموحًا يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في خدمات النقل الحضري بالحافلات، عبر اعتماد مقاربة جديدة تقوم على الفصل بين وظائف الاستثمار والتشغيل، وضمان التمويل المشترك، وإرساء نموذج اقتصادي حديث في تدبير المرافق العمومية، مع تعزيز آليات التتبع والمراقبة.

وتبلغ التكلفة الإجمالية للبرنامج نحو 11 مليار درهم، تمول بشكل متساوٍ بين وزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمالية والجهات، في إطار اتفاقية التمويل التي وُقعت على هامش مناظرة طنجة حول الجهوية المتقدمة.

وشدد القاسمي على أن هذا البرنامج يمثل قطيعة مع التجارب السابقة، إذ يقوم على مبادئ الحكامة الجيدة والاستدامة، ويركز على تحسين جودة الخدمات لفائدة المواطنين. كما أشار إلى أن الحافلات الجديدة المزمع تشغيلها ستعتمد على تكنولوجيا ذكية، تُمكن من تحسين راحة الركاب وتتيح للسلطات المفوضة التحكم في بيانات الاستغلال وتتبع أداء المرفق بفعالية.

ويتوخى هذا المشروع الوطني الطموح إرساء نظام نقل حضري وشبه حضري شامل ومتكامل، يربط مختلف مناطق المدن المغربية ويعتمد معايير الجودة والاستدامة، في إطار رؤية استراتيجية تجعل من خدمة المواطن محور السياسات العمومية في مجال النقل والتنقل الحضري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.