برشلونة: انطلاق أشغال المؤتمر الثاني لشباب مغاربة إسبانيا

0

انطلقت، مساء أمس الجمعة ببرشلونة، أشغال المؤتمر الثاني لشباب مغاربة إسبانيا، بمبادرة من فدرالية اللجنة العليا الثقافية لمسلمي كتالونيا، وبتنسيق مع مجلس الجالية المغربية بالخارج ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

ويعقد هذا اللقاء، الممتد على مدى ثلاثة أيام، تحت شعار “شباب مغاربة إسبانيا: المسارات المهنية والثقافية.. نجاحات وتحديات”، ويشكل منصة للحوار وتبادل الخبرات بين الشباب المغاربة المقيمين في مختلف مناطق إسبانيا.

وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أكد رئيس فدرالية اللجنة العليا الثقافية لمسلمي كتالونيا، عبد الكريم لطيفي بوسالم، أن هذا المؤتمر يشكل فضاء لتقاسم التجارب الثقافية والمهنية المتنوعة، وتوطيد الروابط بين الأجيال المتعاقبة من أبناء الجالية المغربية.

وأضاف أن هذا الحدث هو ثمرة مجهود جماعي يضم شبابا مغاربة من مختلف مناطق إسبانيا ومن بلدان أوروبية أخرى، جاؤوا لتبادل تجاربهم ومساراتهم ورؤاهم حول الانتماء المزدوج، مبرزا أن المؤتمر يتيح أيضا فرصة للتعريف بالإمكانات التي يتيحها المغرب لهؤلاء الشباب في المجالات العلمية والاقتصادية والاستثمارية.

وأشار السيد لطيفي بوسالم إلى أن الجالية المغربية في إسبانيا تعد من أكبر الجاليات الأجنبية في البلاد، حيث يتجاوز عدد أفرادها مليون مقيم، كما يحتل المغاربة المرتبة الأولى ضمن الجنسيات الأجنبية المنخرطة في نظام الضمان الاجتماعي الإسباني، بما يقارب 384 ألف مساهم.

من جانبه، أبرز رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، أهمية انعقاد هذا المؤتمر في إسبانيا، التي تعد ثاني بلد مضيف للجالية المغربية بعد فرنسا، مذكرا بأن الدستور المغربي يكرس الاعتراف الكامل بالانتماء المزدوج للمغاربة المقيمين بالخارج، ويؤكد دورهم المحوري، ولاسيما الشباب منهم، في تعزيز علاقات التعاون بين المغرب وبلدان الإقامة.

وأشار السيد اليزمي إلى التحولات العميقة التي شهدتها الجالية المغربية بالخارج، من حيث النمو الديمغرافي الملحوظ، وارتفاع نسبة النساء، وتجدد الأجيال، والاندماج الناجح في مجتمعات الاستقبال، مع الحفاظ على الهوية والروابط الثقافية، مسلطا الضوء على التحديات التي تواجه مغاربة العالم، من قبيل التنقل، والتمدرس، والحفاظ على الهوية الثقافية، ومؤكدا ريادة المغرب في سياسته تجاه جاليته.

أما المدير العام للهجرة واللجوء بحكومة كتالونيا، دافيد مويا، فأعرب عن ارتياحه لتنظيم هذا المؤتمر المخصص للشباب المغربي، منوها بالمساهمة النموذجية للجالية المغربية في تعزيز التماسك والتحول الاجتماعي داخل المجتمع الإسباني.

وأشار إلى أن الجالية المغربية، وهي من أقدم وأكثر الجاليات اندماجا في إسبانيا، تعرف حضورا متزايدا للشباب والنساء، ما يعكس اندماجا ديناميا وناجحا.

كما أبرز السيد مويا التنوع الهوياتي والثقافي للشباب المغاربة واعتبره مصدر غنى لا عامل إقصاء، مؤكدا على الدور المركزي للتربية في نقل قيم الاحترام والتعايش، وداعيا إلى مكافحة خطاب الكراهية والعنصرية من أجل بناء مجتمع منفتح وشامل وعادل.

وتتواصل أشغال المؤتمر عبر عدة موائد مستديرة مخصصة للنجاحات الثقافية والاجتماعية لشباب مغاربة إسبانيا في مجالات الأدب والفن والسياسة والتواصل الاجتماعي، إلى جانب مناقشة التحديات والآفاق المرتبطة بانخراطهم في الحياة العامة والجمعوية.

كما يتضمن البرنامج أنشطة موازية تشمل خرجات رياضية وورشات فنية وترفيهية وقراءات شعرية وفعاليات ثقافية أخرى، تهدف إلى إرساء فضاء للتبادل الدينامي والتفاعل الإيجابي بين المشاركين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.