من عبقرية “المسيرة “إلى “عيد الوحدة”.. والراية المغربية التي رُفعت في رمال الصحراء سنة 1975 اضاءت اليوم سماء النصر سنة 2025

0

تسجل ذكرى السادس من نونبر من كل سنة في الذاكرة المغربية،  صفحةً مجيدة من ملحمة وطنية صنعها الإيمان، وقادها العبقري الراحل جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، حين دعا الشعب المغربي إلى تنظيم المسيرة الخضراء، من خلال خطاب تاريخي كانت بدايته :” جاء الحق وزهق الباطل .. ان الباطل كان زهوقا “، فاستجاب له مئات الآلاف من الرجال والنساء، حاملين المصحف والعلم الوطني، في مسيرة سلمية غير مسبوقة في التاريخ الحديث لاسترجاع الأقاليم الجنوبية إلى حضن الوطن الأم.

وبعد خمسين سنة على مسيرة المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، خاطب وارث سره جلالة الملك محمد السادس شعبه الوفي يوم 31 أكتوبر 2025 بخطاب تاريخي استهله باية من الذكر الحكيم :”انا فتحنا لك فتحا مبيا” صدق الله العظيم، تيمنا بفتح صفحة جديدة في ملف الصحراء المغربية، بعد قرار الأمم المتحدة الذي صوت عليه بالاجماع ما عدا “دولة شقيقة” رفضت المشاركة في التصويت، والقاضي بمغربية الصحراء وتمتيع سكانها بالحكم الذاتي، وجعل جلالته هذا اليوم يوم عيد “الوحدة” لينضاف الى عيد المسيرة الخضراء .

وقد خاطب الملك الديبلوماسي المحنك سكان مخيمات تيندوف والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بالقول: “بصفتي ملك البلاد، الضامن لحقوق وحريات المواطنين، أؤكد أن جميع المغاربة سواسية، لا فرق بين العائدين من مخيمات تندوف، وبين إخوانهم داخل أرض الوطن.
ومن جهة أخرى، أدعو أخي فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، لحوار أخوي صادق، بين المغرب والجزائر، من أجل تجاوز الخلافات، وبناء علاقات جديدة، تقوم على الثقة، وروابط الأخوة وحسن الجوار.
كما نجدد التزامنا بمواصلة العمل، من أجل إحياء الاتحاد المغاربي، على أساس الاحترام المتبادل، والتعاون والتكامل، بين دوله الخمس”.

 وبهذا يكون جلالة الملك مرة أخرى يريد ان يقول: “اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد” ، بعد مرور خمسين سنة على الصراع المفتعل وعلى ضياع ثروات الشعبين على ملف حسمت فيه محكمة العدل الدولية بلاهاي في أكتوبر 1975، واليوم أي 31 أكتوبر2925 أيضا مجلس الامن بالأمم المتحدة بقرار  رقم 2797 ، وللصدف الحق والفتح كلاهما تأرخا  في شهر أكتوبر، ورسخهما جلالة الملك محمد السادس جفظه الله، بعيد “الوحدة”، وليربط بذكاء الماضي بالحاضرللجيل الجديد.

وبهذا تكون ذكرى المسيرة الخضراء ليست مجرد وقفة للاحتفال بالماضي، بل هي موعد لتجديد الإيمان بالمستقبل،  من عبقرية الحسن الثاني،  إلى حنكة محمد السادس، التي تمتد خيوط العزيمة الوطنية كجسر بين جيلين من الملوك، جمعا بين الحلم والرؤية، بين الرمزية التاريخية والنجاعة الواقعية، حيث كتب المغرب فصلاً جديداً في كتاب السيادة والوحدة، عنوانه:” أن الشعوب العظيمة لا تنكسر، وأن الملوك الحكماء يصنعون التاريخ بإرادة الشعوب لا بخطابات الانفعال”.

حقا ، إنها مسيرة لم تتوقف، ووحدة تتجدد، وملحمة تُروى للأجيال القادمة بأن المغرب الذي قاده الحسن الثاني بالحكمة، يعززه اليوم محمد السادس بالإنجاز. ومن عبقرية المسيرة إلى عيد الوحدة، يظل الوطن صامداً، شاهداً على أن الراية التي رُفعت في رمال الصحراء سنة 1975، لا تزال ترفرف اليوم في سماء النصر سنة 2025، لتعلن أن المغرب ماضٍ بثقة نحو المستقبل فهنيئا للشعب المغربي بملك همام، ولجلالة الملك بشعب صندصد يصدح دائما بشعاره الخالد:” الله، الوطن، الملك”

حدث كم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.