وفي مداخلة ضمن لقاء رفيع المستوى تناول موضوع “استثمار مؤهلات إفريقيا.. سفر نحو الازدهار”، اعتبر السيد العمراني أن مستقبل القارة لا يكمن فقط في نماذج الاندماج الناجحة، ولكن أيضا، وعلى الخصوص، في انسجام سياسات واقتصادات البلدان الإفريقية بهدف تحقيق التنمية والازدهار الاقتصادي المنشودين.
وتطرق السفير إلى حالة المغرب، مبرزا أن المملكة استطاعت، بفضل رؤيتها الاستراتيجية بعيدة المدى واستقرارها السياسي، أن تبني اقتصادا متنوعا يتوفر على بنيات تحتية متطورة، على غرار ميناء طنجة-المتوسط والميناء المستقبلي للداخلة-الأطلسي.
وخلال هذا اللقاء الذي عرف مشاركة نخبة من الشخصيات البارزة، من بينها الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد لسنة 2024، جيمس روبنسون، ورئيسة مركز الأعمال الأمريكي الإفريقي في غرفة التجارة الأمريكية، كندرا غايثر، أشار السيد العمراني أن المغرب، الرائد القاري في مجال الطاقات المتجددة، وحلقة الوصل بين إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية، يعزز كذلك حضوره في العديد من الأسواق الإفريقية.
وأبرز الدبلوماسي تشبث المملكة وجلالة الملك بالتعاون جنوب-جنوب، لاسيما مع بلدان القارة الإفريقية.
وذكر السفير بأن إفريقيا تشكل بالنسبة للمغرب “خيار القلب والقناعة الاستراتيجية، استنادا إلى عقود من الالتزام والتضامن الفاعل”، مؤكدا أن المملكة أكدت، بفضل قيادة جلالة الملك، مكانتها كمحرك للاندماج الإقليمي.
كما تطرق السيد العمراني إلى المؤهلات الكفيلة بتحويل الاقتصادات الإفريقية، مسجلا أن التغيير “لا يشكل أفقا مستقبليا، بل يعد واقعا تقع على عاتقنا مسؤولية الاعتناء به وتوطيده كل يوم، من خلال سياسات عمومية طموحة، وخيارات دبلوماسية واضحة والتزامات اجتماعية مستدامة”.
وأضاف أن تضافر هذه الديناميات سيمكن إفريقيا من التقدم بشكل جماعي نحو تحقيق الازدهار الذي تطمح إليه، مشددا على الحاجة إلى تعزيز المؤسسات، وتنويع الاقتصادات الإفريقية بما يتجاوز المواد الأولية، وتحرير الطاقات الإبداعية والمقاولاتية لدى الشباب.
وخلص السيد العمراني إلى أن “إفريقيا ذات سيادة ومزدهرة ليس أمرا طوباويا (يوتوبيا)، بل طموحا ممكنا حين يقترن المنظور والاستقرار والاستثمار ضمن استراتيجيات بعيدة المدى تتيح ترسيخا حقيقيا للثقة ووضوح الرؤية اللذين يمكن أن يشكلا أساسا لبناء إفريقيا الغد”.
ح:م