مدريد _ عبد العلي جدوبي : أشادت عدة شخصيات أمنية إسبانية في مدريد خلال الحفل الرسمي الذي أقيم لتوشيح المدير العام للامن الوطني ومراقبة التراب الوطني عبد اللطيف الحموشي بوسام الصليب الأكبر ، أشادت بالمجهودات الملموسة التي تبدلها المؤسسات الأمنية المغربية مع نظيرتها الإسبانية على تثبيت الأمن والاستقرار في كلتا البلدين من خلال تعاون مثمر قائم على تبادل المعلومات ، مكنت خلال السنوات الأخيرة من تحقيق انجازات هامة ، فيما يتعلق بتفكيك مجموعات من شبكات المتطرفين ، وشبكات الإتجار في البشر و المخدرات والارهابيين المطلوبين للعدالة على المستوى الدولي .وذكر وزير الداخلية الاسباني فرناندو غراندي في حفل التتويج بالمجهودات التي قامت بها المؤسسات الأمنية المغربية في شخص المدير العام للأمن الوطني المغربي في تدعيم وتطوير الشراكة الأمنية بين المغرب واسبانيا للتصدي للتهديدات التي تحدق بأمن البلدين ولترسيخ تعاون امني .
بلغ التعاون الأمني المغربي الاسباني مراحل متقدمة تتصدر فيه الهجرة غير النظامية والجريمة والارهاب والإتجار في المخدرات ، وقد اثبت هذا التعاون أهمية بالغة في العلاقات الثنائية ذات الطابع الاستراتيجي متعدد الأبعاد ، واتساع نطاقه في الفضائين المتوسطي والاطلسي في ظل التحديات الأمنية المتنامية على الصعيدين الاقليمي والدولي ، كما شكلت اللقاءات الدورية بين المسؤولين المغاربة والإسبان ، مناسبة لإستعراض الآليات الكفيلة لمسايرة المستجدات الأمنية بما يلزم ذلك من جاهزية وفعالية للتصدي لما هو قادم واستشراف الحالات المرتقبة ؛ وقد أشاد الناطق باسم الحرس الوطني الاسباني في اكثر من مناسبة بما تقوم به الأجهزة الأمنية المغربية من تدخل سريع لمحاصرة كل المخاطر المحدقة بأمن البلدين .
هذا ويعتبر المغرب شريكا أساسيا لإسبانيا في مكافحة التهديدات الأمنية العابرة للحدود ، فضلا على ثتبيت الأمن والاستقرار في منطقة شمال افريقيا، بحكم موقعه الهام كجسر بين افريقيا واوروبا ، حيث جاء التعاون مع الجارة اسبانيا في المرتبة الاولى بنسبه 37% ثم فرنسا ب 28% والمانيا ب 11% و الولايات المتحدة الأمريكية ب 10% والنمسا 3% وهولندا ب2 في %
هذا وكانت وزارة الداخلية الإسبانية قد اكدت في وقت سابق بأن النجاعة والتعاون بين الأجهزة الامنية المغربية واسبانيا حقق خلال السنة الماضية 14 عملية مشتركة ضد خلايا إرهابية ، أسفر عن اعتقال 80 شخصا وإحباط ما يقرب من 90 ألف محاولة للهجرة غير النظامية ، و 250 شبكة للإتجار في البشر .
وحسب المديرية العامة للأمن الوطني بخصوص المؤشرات الرقمية للتعاون الأمني الدولي ، فقد عالج قطب التعاون الدولي التابع للمديرية العامة للامن الوطني خلال السنة الماضية 6800 ملف وطلب معلومات ، شكلت فيها قضايا المخدرات 10% ومكافحة الهجرة غير النظامية 9% والاستغلال المتبادل لقواعد المعطيات الإسمية 25% وطلبات المعلومات ب 36% ..
التجربه الأمنية المغربية كما يرى مراقبون إسبان تعتمد بالأساس على العديد من العوامل المؤثرة في المجتمع كمزيج مركب من تفاعلات اجتماعية ونفسية للافراد ، ولهذا عملت الأجهزة الأمنية على تحديث منهجية عملها تبعا للمعطيات الحديثة للتطور التكنولوجي ، وتفوقت في ذلك باقتدار .
وخلال السنوات الأخيرة ، واصلت اسبانيا دعوتها للإتحاد الاوروبي الى تعميق الشراكة المغربية الأوروبية في مجالات الامن والتي توجت بتعاون فعال ارتكز على أربعة أصعدة :
_التعاون الأمني
_ القيم المشتركة .
_التقارب الإقتصادي
_التشاور السياسي .
وما يمكن ملاحظته بهذا الصدد أن الشراكة الأمنية بين المغرب والاتحاد الاوروبي عكست السنوات الأخيرة تحولا في مفهوم الأمن الدولي نفسه ، فلم يعد مسألة حدود وطنية ، بقدر ما أصبح يشكل شبكة تعاون عبر القارات بما تمتلكه الأجهزة الأمنية المغربية من خبرة ميدانية والتنسيق متعدد الأطراف .
ونشير إلى أن السيد الحموشي جرى انتخابه العام 2024 كنائب لرئيس المنظمة الدوليةللشرطة الجنائية ( الانتربول) عن قارة افريقيا ، وذلك خلال الدورة 92 للجمعية العامة لمنظمة الانتربول التي انعقدت بمدينة اغلاسكو بأسكتلندا .