شكيب بنموسى يدعو إلى تبني شامل للذكاء الاصطناعي لخدمة التحول الاقتصادي بالمغرب

0

دعا المندوب السامي للتخطيط، شكيب بنموسى، أمس الخميس بالرباط، إلى تبني واسع وشامل للذكاء الاصطناعي لتسريع انتشاره بمختلف القطاعات، ومواكبة التحول الهيكلي للاقتصاد المغربي.

وأبرز السيد بنموسى، في كلمة خلال جلسة نقاش بعنوان “الاستدامة، والمواهب، والذكاء الاصطناعي: القواعد الجديدة للاقتصاد” المنظمة في إطار المؤتمر العاشر لهيئة المحاسبين المعتمدين، أهمية التكنولوجيا بمختلف القطاعات والمجالات المهنية، مشددا على محورين أساسيين: التكوين الأساسي والتكوين المستمر.

وأشار المندوب السامي إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تكنولوجية غير مسبوقة ستغير بشكل عميق سوق الشغل وطبيعة الوظائف نفسها.

وأوضح أن تأثير الذكاء الاصطناعي يترجم في زيادة نشاط في بعض القطاعات، مع احتمال فقدان وظائف في أخرى، لا سيما المتعلقة بالخبرة الإدارية والتقنية، مشيرا إلى أن الدراسات الدولية تقدر أن ربع المهن قد تكون معرضة للتشغيل الآلي.

وقال “المؤكد هو أن هذه الوظائف ستتغير في طبيعتها، وأن التفاعل بين الإنسان والآلة سيكون قويا جدا”، لافتا إلى أن أهمية الذكاء الاصطناعي تكمن في قدرته على معالجة كميات هائلة من المعطيات من مصادر متنوعة.

وأكد السيد بنموسى أن المهن لن تدمر بالضرورة، وأن الوظائف لن تختف بشكل منهجي، لكنها ستشهد تحولا عميقا مع تفاعل أكبر بين الإنسان والآلة مقارنة بالسابق.

وفيما يتعلق بالتكوين الأساسي، أبرز السيد بنموسى أهمية دمج المهارات الأساسية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في البرامج التعليمية، بهدف تطوير المهارات المفيدة والنادرة لتمكين جميع المواطنين من التكيف مع هذا التحول.

وتابع بالقول إن “المنظومة التعليمية يجب أن تكون قادرة على توفير الأسس الكافية لهذه المهارات”، مضيفا أن المستوى الثاني يتعلق بالتكوين المستمر، الذي يمكن المهنيين من التكيف مع التحولات الجارية.

كما أشار إلى الأعمال الجارية بالمندوبية السامية للتخطيط لتحليل أثر الذكاء الاصطناعي على المهارات والمهن، موضحا أنه يجري إعداد قاعدة معطيات تمكن من تحليل مستقبلي أدق للمخاطر والفرص المرتبطة بهذا التحول.

وحذر من المخاطر الخاصة باستخدام هذه التكنولوجيا، معتبرا، في الوقت نفسه، أن الذكاء الاصطناعي يشكل أيضا مسارا حاملا لفرص كبيرة يمكن استثمارها لإحداث دينامية تحول إيجابية.

وأكد أن “الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكل فرصة للبلاد، طالما تم التعامل معه بحزم واستباقية”، داعيا إلى جعل هذه الثورة التكنولوجية محركا لتسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

من جانبه، سلط، رئيس مجلس إدارة بورصة الدار البيضاء، إبراهيم بن جلون التويمي، الضوء على أهمية الشفافية المالية، وغير المالية، والاستراتيجية لتعزيز ثقة المستثمرين وتسهيل الولوج إلى أسواق رأس المال.

وأكد أن التحولات الكبرى في مجالات الطاقة والرقمنة والصناعة تتطلب رؤوس أموال كبيرة، مما يجعل أسواق المال مصدر تمويل أساسي مكمل للنظام البنكي.

وأشار إلى أهمية توظيف المواهب الهجينة القادرة على الجمع بين المعرفة المالية والأمن السيبراني والمناخ والتواصل بين الثقافات، داعيا إلى إنشاء قطب للربط بين إفريقيا والعالم.

من جانبه، أبرز رئيس مجموعة (Mutandis) ورئيس مجلس إدارة (CFG Bank)، عادل الدويري، المهن العالمية للمغرب، وهي مبادرة ساهمت في خلق مئات الآلاف من الوظائف واستقرار معدل البطالة.

وبخصوص الذكاء الاصطناعي، اعتبر السيد الدويري أنه “ثورة الأجهزة وأشباه الموصلات”، داعيا إلى الجمع بين النموذج الصناعي التقليدي، وتعزيز الذكاء الاصطناعي لتكوين أكبر عدد ممكن من العلماء والرياضيين.

وقال إن “الذكاء الاصطناعي سيتطلب الكثير من المهندسين والرياضيين. يجب تكوين أكبر عدد ممكن من العلماء لتحقيق أشياء كانت تبدو مستحيلة بالنسبة لنا”.

ومكنت هذه الجلسة ، التي تأتي في إطار المؤتمر العاشر لهيئة المحاسبين المعتمدين المنظم تحت شعار “الذكاء الاصطناعي، والاستدامة، والمواهب: الاستراتيجية الرابحة”، من تسليط الضوء على التحديات والفرص المرتبطة بالتحولات العميقة التي يشهدها الاقتصاد الوطني والعالمي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.