باريس.. تسليط الضوء على الدور الريادي للمغرب في الطفرة التي تشهدها الاستثمارات في إفريقيا

0

 سلط مشاركون في جلسة نقاش نظمت، اليوم السبت في باريس، في إطار فعاليات “Bridge Africa JNDA”، الضوء على الدور الريادي للمغرب في الطفرة التي تعرفها الاستثمارات بالقارة الإفريقية.
وأكد المتدخلون خلال هذه الجلسة، المنظمة في إطار هذا اللقاء الاقتصادي الذي يربط إفريقيا بجالياتها في أوروبا حول موضوع “المغرب محف ز للاستثمار في إفريقيا”، أن المملكة تفرض نفسها اليوم كفاعل استراتيجي لمواكبة الديناميات المقاولاتية الإفريقية وكنقطة ارتكاز للجاليات الراغبة في تطوير مشاريع ذات قيمة مضافة عالية بالقارة.
وفي هذا السياق، أوضح علي محرز، ممثل الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، أن المغرب يوفر “فرصا واسعة” للمستثمرين ويتمتع بـ”إمكانات اقتصادية مهمة”.
وقال المسؤول إن “بلادنا تمثل بوابة استراتيجية، سواء بالنسبة للقارة الإفريقية التي تنتمي إليها، أو بالنسبة لمناطق أخرى بفضل شبكة من اتفاقيات التبادل الحر التي تتيح الولوج إلى سوق هائلة تضم أكثر من مليار ونصف مستهلك”، مضيفا أن المملكة تتوفر أيضا على منصة لوجستية متطورة جدا، منفتحة على العالم ومتجذرة بقوة في القارة الإفريقية.
وفي السياق ذاته، أبرز السيد محرز التعبئة القوية لمنظومة المؤسسات المغربية لفائدة الاستثمار بشكل عام، وللاستثمار الخاص بالجالية المغربية على وجه الخصوص، مشددا على ضرورة تنشيط الاستثمار الخاص الذي يوجد في صلب الاستراتيجية الاقتصادية للمملكة.
وذكر، في هذا الإطار، بأن المغرب اعتمد ميثاقا جديدا للاستثمار يوفر للمستثمرين بيئة أعمال مواتية.
من جانبها، أكدت فاطمة بوصلة الإدريسي، نائبة رئيس الجهة الثالثة عشر التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب (MeM by CGEM)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “المغرب ليس فقط محفزا للاستثمار نحو إفريقيا، بل هو منصة طبيعية للجاليات الإفريقية الراغبة في بناء جسور اقتصادية مستدامة مع بلدانها الأصلية.
وتابعت قائلة إن “المملكة، بفضل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نجحت في إرساء نموذج للتعاون جنوب-جنوب يقوم على الثقة والاستقرار والقرب. لكنها اليوم تضطلع بدور أكثر استراتيجية، يتمثل في كونها منصة لتلاقي الجاليات الإفريقية”.
وأضافت: “اليوم لم نعد نتحدث فقط عن الاستثمارات المغربية في إفريقيا، بل عن منظومة مغربية ت مك ن الجاليات الإفريقية من إعداد واختبار مشاريعها وتوسيع نطاقها في بلدانها الأصلية”.
وفي هذا الصدد، أوضحت السيدة بوصلة الإدريسي أن الجهة الثالثة عشر التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب المخصصة للمغاربة المقاولين والكفاءات العليا عبر العالم، تجسد اليوم القوة الجماعية لمغاربة العالم وقدرتهم على بناء جسور متينة بين المغرب وإفريقيا”.
وأضافت أنه “من خلال مبادراتنا المهيكلة مثل أحد أوائل صناديق الجالية المغربية ‘M Founders’، ومبادرتي ‘Young MeM’ و’Ladies MeM’، نقوم بتجميع الكفاءات الدولية، ومواكبة حاملي المشاريع بشكل شامل، بما في ذلك الشباب والنساء من الجالية، وتيسير الولوج إلى الشبكات الاستراتيجية الداعمة لنمو مقاولات ملتزمة برؤية مستدامة وقارية”.
من جهتها، أكدت بشرى بايد، مؤسسة جمعية “Moroccan Pulse”، أن المغرب انخرط منذ ربع قرن في مسار تحول عميق مكنه من أن يصبح أحد الأقطاب الأكثر دينامية واستقرارا في القارة الإفريقية
وقالت إنه تحت قيادة جلالة الملك، استطاعت المملكة أن ترسم مسارا فريدا، يقوم على التحديث والانفتاح وطموح تحقيق تنمية مستدامة وشاملة”، مبرزة أنه خلال 25 سنة، أكد المغرب مكانته كـ “نموذج في الاستقرار السياسي” و”التقدم الاقتصادي” و”الابتكار الاجتماعي”.
وأضافت السيدة بايد أن “بنية تحتية من طراز عالمي، تشمل موانئ وطرق سيارة، وخطوط سكك حديدية فائقة السرعة، ومناطق صناعية مندمجة، تم تطويرها وفق رؤية منسجمة وصرامة وضعت المملكة اليوم ضمن اكثر المنصات اللوجستية تطورا في المنطقة”، مشيرة إلى أن ميناء طنجة المتوسط يعتبر “رمزا لهذا النجاح”، بعدما أصبح “واحدا من أبرز الموانئ في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، مما عزز دور المغرب كبوابة استراتيجية نحو القارة”.
وباعتبارها شريكا استراتيجيا لفعالية “JNDA Bridge Africa”، تشارك الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات بجناح كبير في هذا الحدث المنظم بشراكة بين شبكة “ANIMA Investment Network”، ونادي البن ائين، الذي يجمع فاعلين اقتصاديين أفارقة وأوروبيين من القطاعين العام والخاص، إلى جانب أفراد من الجالية المغربية المقيمة في فرنسا.
وتعمل الوكالة، خلال هذا اللقاء، على الترويج لجاذبية المغرب الاقتصادية لدى المستثمرين، وخاصة أفراد الجالية، وإطلاعهم على فرص الاستثمار والآليات المتاحة لدعم مشاريعهم.

ح/م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.