الصحراء المغربية.. إبراز الحمولة التاريخية للقرار الأممي رقم 9727 في بولونيا

0

 تم، خلال لقاء نظم أمس السبت بمدينة بولونيا الإيطالية، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، تسليط الضوء على قرار مجلس الأمن رقم 2797، الذي يكرس سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وعلى الحمولة الجيوسياسية لهذه الملحمة الوطنية.
وجمع هذا الحدث، المنظم حول موضوع “شعب يوحده السلام: 50 سنة من التاريخ والتقدم” بمبادرة من جمعيتي “الشباب المغربي–الإيطالي” و”ياسمين”، نخبة من الشخصيات المغربية والإيطالية من مختلف المشارب، بما في ذلك العديد من أفراد الجالية المغربية المقيمة في مختلف مناطق شبه الجزيرة.
وبهذه المناسبة، قدم الخبير والمحلل السياسي البارز بمركز الدراسات حول إفريقيا والشرق الأوسط، الموساوي العجلاوي، لمحة تاريخية حول قضية الوحدة الترابية للمملكة، قبل أن يسلط الضوء على قرار مجلس الأمن الأخير الذي اعترف بسيادة المملكة على صحرائها.
وأوضح أن هذا القرار التاريخي يمثل بداية عهد جديد، حيث يعترف لأول مرة بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية ويؤكد أن التسوية السياسية تمر عبر المخطط المغربي للحكم الذاتي.
ولدى تطرقه للمسيرة الخضراء، أشار السيد العجلاوي إلى أن قرار تنظيم هذه الملحمة شكل منعطفا حاسما في تاريخ المغرب والمنطقة، ومكن من تغيير موازين القوى الجيوسياسية بشكل عميق.
من جانبها، أبرزت الصحافية والكاتبة المغربية–الإيطالية، كريمة موال، الأهمية الكبرى للقرار الأممي الذي تم اعتماده تزامنا مع الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، معتبرة أنه يفتح دون شك مرحلة جديدة للصحراء المغربية وللمنطقة برمتها.
وترى السيدة موال أن هذا القرار يعزز موقع المملكة كفاعل لا محيد عنه ومصدر للاستقرار، لاسيما في منطقة الساحل وجنوب حوض البحر الأبيض المتوسط.
وبعدما أبرزت ريادة المغرب في المنطقة، ثمرة دبلوماسية فاعلة وسياسة تنموية إرادية يقودها بحكمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشددة على أن الأقاليم الجنوبية تشهد تحولا عميقا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، بفضل مشاريع مهيكلة واستثمارات ضخمة في مختلف القطاعات.
وفي السياق ذاته، أكد الصحفي والكاتب المغربي–الإيطالي، زهير لواسيني، الذي أشاد باعتماد القرار الأممي الأخير، أن المملكة ما فتئت تعمل على تسوية الخلافات بالطرق السلمية، وأن المسيرة الخضراء المظفرة تشكل خير مثال على ذلك.
وأشار إلى أن استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية كان تتويجا لنهج سلمي، موضحا أن هذه الملحمة أثبتت للعالم بأسره عبقرية جلالة المغفور له الراحل الحسن الثاني، وتجند الشعب المغربي وراء جلالته.
وقد تميز هذا اللقاء، الذي حضرته القنصل العام للمغرب في بولونيا، خديجة ندور، بعرض شريط مؤسساتي يوثق لملحمة المسيرة الخضراء وللإنجازات التي حققها المغرب في مسار تنمية أقاليمه الجنوبية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.