القرارالأممي 2803 أو إعادة انتاج ” صفقة القرن ” !!

0

عبد العلي جدوبي: اكدت حركة حماس رفضها تولي أية جهة أجنبية إدارة شؤون الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، واعتبرت ذلك تكريسا وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي.

ومعلوم أن مشروع القرار الامريكي لإنشاء قوة دولية بقطاع غزة ، سيتكلف حسب المسوده التي طرحها على مجلس الامن الدولي دونالد ترامب ، بتأمين حدود غزة مع اسرائيل ومصر حماية المدنيين والممرات الإنسانية ، كما تشمل مهامها أيضا تدمير ومنع إعادة بناء البنية التحتية العسكرية لحماس ، بالإضافة الى نزع سلاحها ..

وبرأي العديد من المحللين في الشأن الفلسطيني ، فإن قرار مجلس الأمن يحمل مخاطر كثيرة تتطلب نشاطا وتحركا دبلوماسيا يقظا وذكيا من طرف الفلسطينيين والدول العربية ، فالمخاطر المحدقة تشرع لإستمرار الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة ، وتدعم استمرار الحصار بقرار دولي ، وتقيد عمليات الإعمار وتفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية  مع عزل القدس عن بقية فلسطين ، وبالتالي يعزز القرار الأممي  2803 اسرائيل على المضي في الهيمنة على منطقة الشرق الاوسط برمتها..

لقد حظي مشروع القرار الامريكي كما هو معلوم بموافقة 13 من أصل 15 دولة ، مقابل امتناع روسيا والصين عن التصويت ، وهو ما يخفي حسب المراقبين سلسله من المساومات والتنازلات والتسويات لفائدة اسرائيل ، والقرار في حد ذاته طبخة أمريكية  مع اسرائيل لإنقادها من عزلتها الدولية ويخفف عنها وإلى حين ، أصداء المتابعات الجنائية والتصفيات العرقية  من لدن محكمة الجنايات الدولية ، ولمحو صورة فشلها الذريع في تحقيق اي من اهدافها المعلنة  منذ دخولها الحرب على غزة.

وما يمكن ملاحظته أيضا من القرار الاممي _ الامريكي انه يفيض شهوة للانتداب والوصاية على فلسطين ، وتعميق الفصل الجغرافي بين شطرين الضفة والقطاع ، وبالتالي إعادة ” انتاج صفقه القرن” المنكسرة امام الصمود الفلسطيني..  وغموض ضبابية القرار جاء على هامش التخبط الدولي في ايجاد خطة شاملة  للاغلاق النهائي لملف الحرب على غزة ، وهذا ما أفضى بالإتحاد الاوروبي الى الترحيب بنتائج التصويت داخل مجلس الامن الدولي ، وإلى خطة  السلام المقترحة من طرف الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، والرامية الى وضع حد للوضع القائم القابل للانفجار في أية لحظة  .

وزارة الخارجية الروسية  في بيان لها قالت أن مشروع القرار الامريكي الذي تبناه مجلس الامن بشأن مستقبل غزة لا يتماشى مع القرارات الدولية التي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة  ، كما أن مشروع القرار أيضا لا ينص على اشراك السلطة الفلسطينية في إدارة غزة ، ولا في عملية تحديد مستقبل الفلسطينيين على أساس حل الدولتين ، ولا يتضمن القرار أي التزامات على اسرائيل باعتبارها القوة المحتلة وذلك بالتخلي عن ضمها للاراضي الفلسطينية.  وسحب قوتها منها بحسب بيان الخارجية الروسية..

من جانبها وصفت صحيفه الغارديان البريطانية في تقرير لها أن قرار مجلس الأمن التابع للامم المتحدة بشأن غزة بأنه الأغرب والأكثر غموضا في تاريخ الأمم المتحدة .  يمنح  تل أبيب الالتفاف حول هذا القرار وبسط السيطرة المطلقة على قطاع غزة ،  قرار تقول الصحيفة ينقل القضية الفلسطينية  برمتها من الأمم المتحدة  خارج عن الشرعية الدولية ،  وتظل اسرائيل تتلاعب ببنود قراراتها وتعطيها تأويلات حسب الظروف والمستجدات .

ومن جانب آخر  رحبت الخارجية الفلسطينية  الاربعاء الماضي باعتماد الامم المتحدة قرارها السنوي الذي يؤكد الحق غير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بما يشمل الاستقلال والعودة والعيش في وطنه حرا من الاحتلال الاسرائيلي.. هذا ومن المحتمل أن تكشف الايام والاسابيع المقبلة كيف أن اسرائيل ستحاول مره اخرى تفريغ قرار مجلس الأمن من مضمونه بالرغم من انه يعمل لصالحها ، وبالرغم من انه مشروع قرار امريكي..!

بعض الدول العربية رأت في مشروع القرار الامريكي في بيان لها انه ياتي ليمهد لطريق تقرير المصير ، وإقامة الدولة الفلسطينية ، لكن المخاطر التي يتضمنها القرار من وجهه نظر فلسطينية يتجلى في عدم إقرار جدول زمني أو ضمانات سيادية لإقامة الدولة الفلسطينية  ، وقد يتم تدويل غزة لسنوات وابقاءها تحت وصاية ما يعرف بمجلس السلام المرتقب تشكيله

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.