سلط ثلة من الفاعلين والمسؤولين في مجال التكنولوجيا على الصعيد العالمي الضوء، اليوم الخميس بسلا، على المكانة الاستراتيجية التي يشغلها المغرب باعتباره قطبا رقميا تنافسيا في مجال البنيات التحتية الرقمية والرأسمال البشري.
واستعرض رؤساء مقاولات أوروبية ودولية وكذا فاعلون مؤسساتيون، التأموا في إطار منتدى ” DXC Europe Alliances Engagement Forum”، الإمكانات التي يزخر بها المغرب في مجال الاستثمارات الرقمية وتنافسية الكفاءات.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس سكوري، أن هذا اللقاء، الذي يجمع أكثر من 80 مسؤولا وفاعلا عالميا في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، يشكل فرصة ملائمة للترويج لوجهة المغرب في قطاعات محورية بالنسبة للاقتصاد الوطني.
وأعرب السيد سكوري عن قناعته بأن هذا اللقاء سيمكن من إطلاق حوار رصين، تليه مبادرات مثمرة وملموسة بغية إنعاش الشغل، لاسيما في قطاع الرقمنة.
وذكر في هذا الصدد، بأن سياسة التشغيل التي يعتمدها المغرب تشجع على تنويع الكفاءات، مشيرا إلى أنه من المرتقب في إطار مخطط المغرب الرقمي 2030، تكوين أكثر من 100 ألف شخص في مجالات ذات صلة بالقطاع الرقمي.
واعتبر الوزير أن هذا الحدث يروم توجيه هؤلاء الفاعلين في مجال التكنولوجيا نحو الإمكانات الرقمية التي تزخر بها المملكة وتنافسية مواردها البشرية، إلى جانب المساهمة في توفير تكوين متطور في مجال التكنولوجيا.
وأضاف أن “شبابنا يحققون نتائج مذهلة عندما يتلقون تكوينات متطورة في مجال التكنولوجيا الرقمية”، داعيا إلى زيادة فرص الولوج إلى مختلف منصات التكوين الرقمي.
من جانبه، أكد المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، خالد سفير، أن تنظيم هذا المنتدى يجسد بشكل واضح الدور المتنامي للمغرب داخل المنظومة الرقمية العالمية، ويؤكد مكانته كشريك محوري في دينامية التحول التكنولوجي.
وأشار السيد سفير إلى أن المغرب يتيح سلسلة قيمة رقمية مندمجة، تتماشى مع أعلى معايير الجودة والأداء، موضحا أن هذه الدينامية ليست وليدة الصدفة، بل هي ثمرة رؤية واضحة، مدعومة بإطار مؤسساتي متين، واستثمارات متواصلة، وجهود دؤوبة لتطوير الكفاءات، وتحديث البنية التحتية، وتكييف الأطر التشريعية مع احتياجات الاقتصاد الرقمي للمملكة.
وأضاف أن المغرب يمضي قدما في مسار طموح، يرتكز على بنية تحتية من مستوى عالمي، وبيئة مستقرة ومشتل من الكفاءات الواعدة.
كما سلط السيد سفير الضوء على الدور الذي تضطلع به ” DXC Morocco” كنموذج للتميز التكنولوجي، يجمع بين الابتكار والأمن والسيادة الرقمية، من خلال أكثر من 1500 من الكفاءات العاملة في سلسلة القيمة الخاصة بتكنولوجيا المعلومات، وتقدم خدمات يومية موجهة للأسواق الأوروبية والدولية.
وأضاف “في الواقع، يجسد مركز الحلول العالمية ” DXC Morocco”، مع مركزه للتميز في الذكاء الاصطناعي، ومركز قيادة الدفاع السيبراني، ومركز البيانات 3، قدرة المملكة على التموقع كـ “قطب تكنولوجي موثوق” و”شريك استراتيجي” للتنمية الرقمية في أوروبا.
من جانبه، أبرز المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي صديقي، في مداخلة ركزت على الاستثمارات الأجنبية، التنافسية الرقمية للمملكة، معتبرا أنها مدعومة بـ “واحدة من أفضل البنيات التحتية في المنطقة”، ما سمح ببروز منظومة للخدمات المتنوعة، بما في ذلك قطاع تكنولوجيا معلومات من الطراز الأول، والذي يضم على وجه الخصوص فاعلين دوليين مرجعيين.
وسلط السيد صديقي الضوء على مخزون الكفاءات في المجال الرقمي الذي يزخر به المغرب، وهو ما يوفر فرصا هائلة للمقاولات في قطاع التكنولوجيا.
كما أبرز أن التحول الرقمي العميق الذي شهدته المملكة في السنوات الأخيرة يعزى إلى المزايا المتعددة التي تتمتع بها، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق ب”بلد عريق يتميز بساكنة شابة، ومناخ سياسي مستقر، وإطار آمن للاستثمارات”.
من جانبه، سلط جورجيو فانزيني، نائب الرئيس والمسؤول العالمي للتحالفات الاستراتيجية والشراكات بـ”DXC Technology” (الشركة الرائدة عالميا في الخدمات التكنولوجية)، الضوء على التحول الذي يشهده المشهد الرقمي في المغرب.
وأبرز أن المملكة تشكل قطبا حقيقيا قادرا على خلق مقاولات جديدة وتطوير أنشطة في جميع القطاعات، بما في ذلك القطاع الرقمي، مؤكدا أن انفتاح المغرب في المجال الرقمي سيعزز مكانته كمنصة تكنولوجية استراتيجية.
وقال في هذا الصدد، إن استراتيجية المجموعة ترتكز في المقام الأول على إنشاء منظومة تكنولوجية شاملة، مشيرا إلى أن مشاركة كافة الجهات الفاعلة والشركاء في هذا المنتدى، تجسد بشكل دقيق هذه الاستراتيجية الموحدة حول التكنولوجيات، والتي تقع في صلب المقاربة الدولية لـ”DXC”.
ويهدف منتدى “DXC Europe Alliances Engagement Forum”، المنظم في الفترة من 19 إلى 21 نونبر الجاري، والذي يستضيفه “DXC.CDG” (وهو مشروع مشترك بين مجموعة “DXC Technology” وصندوق الإيداع والتدبير)، إلى توفير فرصة لوضع خارطة طريق مشتركة حول موضوعات رئيسية، مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والحوسبة، وكذا الابتكار التكنولوجي المشترك.
ح/م