بعد القرار الاممي 27 97 .. “وفد إبراهيم غالي يبحث عن طوق نجاة في نواكشوط “

0

استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الثلاثاء الماضي بالقصر الرئاسي بنواكشوط، وفدا عن ما يسمى بـ “البوليساريو” حاملا رسالة خطية من إبراهيم غالي تتناول آخر التطورات المرتبطة بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

 وقد لفت هذا الاستقبال الأنظار لاعتماد بروتوكول خاص تمثّل في غياب العلم الموريتاني إلى جانب رمز الكيان الانفصالي داخل قاعة اللقاء، في خطوة تعكس حرص نواكشوط على تجنّب أي إحراج دبلوماسي أو إيحاءات سياسية قد تُفهم كاصطفاف مع طرف معيّن في هذا الملف الحساس. ويكشف هذا الترتيب الدقيق رغبة موريتانيا في الحفاظ على توازنها التقليدي والتمسك بموقف “الحياد الإيجابي”، رغم محاولات الجبهة الاستفادة من أي ظهور رسمي لإثبات حضورها السياسي.

وتأتي هذه الزيارة في سياق مساعي “البوليساريو”، المدعومة من الجزائر، للحفاظ على قنوات التواصل مع نواكشوط، ومحاولة التأثير على موقفها داخل مرحلة تتسم بتحولات إقليمية ودولية واضحة لصالح الطرح المغربي.

فبعد قرار مجلس الأمن رقم 2797 الذي شكّل نقطة تحول في المسار السياسي للنزاع، حيث منح المبادرة المغربية  المتعلقة بالحكم الذاتي جعل الجبهة تخشى من تأثير الدينامية الجديدة على مواقف الأطراف الإقليمية، وفي مقدمتها موريتانيا التي تتابع التطورات بحذر وتسعى للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية دون الدخول في صدامات غير مرغوبة.

وفي تعليقه على هذا الاستقبال، أوضح الصحفي سيدي السباعي، مدير نشر “الصحراء ديسك” و رئيس “شبيبة صحراويون من أجل السلام”، لموقع”هيسبريس”، أن زيارة وفد الجبهة لا تعدو أن تكون مناورة تكتيكية للإيحاء بوجود نشاط دبلوماسي متحرك، في وقت تُظهر الوقائع أنها تعيش عزلة غير مسبوقة.

 وأكد سيدي السباعي، أن الخطوة لن تؤثر على المسار الجديد الذي انخرط فيه المجتمع الدولي، والذي يتجه نحو حل واقعي ومستدام يقوم بشكل حصري على مبادرة الحكم الذاتي التي قدّمها المغرب.

 وأضاف قائلا: ” أن إحاطة الأمين العام للأمم المتحدة في 31 أكتوبر الأخير رسّخت هذا التوجه من خلال إشادتها بالجهود المغربية وتعاونها مع المنظمة الدولية، مقابل تراجع خطاب التصعيد لدى الأطراف الأخرى”، مشددا على أن الرهان الحقيقي اليوم داخل المنطقة المغاربية يتمثل في بناء وحدة وطنية داخل الأقاليم الجنوبية وتهيئة ظروف التنمية والاستقرار التي تفتح الباب أمام حل نهائي للنزاع.

مشيرا إلى أن السياق الجيوسياسي الذي يعيشه الساحل يفرض على جميع الأطراف، وفي مقدمتها موريتانيا، تجاوز منطق المناورات الظرفية والانخراط في دعم حل يضمن الأمن والتنمية في المنطقة، 

وخلص سيدي السباعي ، إلى أن السياق الجيوسياسي الإقليمي، مع ما يشهده الساحل من مخاطر الإرهاب وعدم الاستقرار، يفرض على جميع الأطراف ـ وفي مقدمتها موريتانيا ـ تجاوز منطق المناورات الظرفية والانخراط بجدية في دعم حلّ يوفر الأمن والتنمية لشعوب المنطقة، مشددا على أن “أي محاولات ظرفية لن تغيّر المسار الراسخ الذي تتجه نحوه القضية، والمبني على الواقعية السياسية ووحدة المغرب الترابية”.

حدث/عن المصدر

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.