أكدت سفيرة المغرب بإسبانيا، كريمة بنيعيش، اليوم الجمعة ببرشلونة، أن إطلاق الميثاق من أجل المتوسط يمثل “لحظة مفصلية” للتعاون الأورو-متوسطي، مشددة على رغبة المملكة في المساهمة النشطة في تنزيل هذا الإطار الاستراتيجي الجديد.
وقالت السيدة بنيعيش، خلال الاجتماع الوزاري المخصص لإطلاق الميثاق من أجل المتوسط، إن “هذا الميثاق يكر س تغييرا في نموذج يقوم على المشاركة في اتخاذ القرار، والتوازن، والسعي لتحقيق نتائج ملموسة، إلى جانب كونه خارطة طريق أساسية للسنوات المقبلة”.
وأضافت الدبلوماسية المغربية أن إطلاق الميثاق “ليس غاية في حد ذاته بل نقطة انطلاق” تهدف إلى تبسيط بنية التعاون، وإرساء آليات للتتبع والتقييم، ودمج الأولويات الإقليمية، لا سيما الأمن الغذائي، والتنقل، والقدرة على الصمود، والممرات الاستراتيجية.
كما ذكرت أن منطقة المتوسط يجب أن تظل وفية لمسؤولياته الأخلاقية والسياسية، مؤكدة أن القضية الفلسطينية تظل “عنصرا مركزيا للاستقرار الإقليمي”.
وأكدت السيدة بنيعيش في هذا الصدد، التزام المملكة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وأسس السلام الدائم.
وتطرقت الدبلوماسية المغربية إلى “الاجتماع رفيع المستوى” الذي نظم في 11 شتنبر بالرباط، بتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وبحضور مسؤولين مؤسساتيين كبار وخبراء وممثلين عن القطاعين العام والخاص لمناقشة مستقبل العلاقات الأورو-متوسطية، مشيرة إلى أن التوصيات الصادرة عن هذا اللقاء تغذي بشكل مباشر أولويات الميثاق وتؤكد على مقاربة “واقعية وبراغماتية”.
كما أبرزت السفيرة الحاجة إلى تثمين بعض محاور الميثاق بشكل أكبر، لا سيما التشاور المسبق، والربط بين الأبعاد الثنائية والإقليمية، وتحديد شراكات استراتيجية في مجالات ذات أولوية.
وفي هذا السياق، أكدت رئيسة الوفد المغربي، الذي يضم مدير الاتحاد الأوروبي والمسلسلات المتوسطية بوزارة الشؤون الخارجية، علال الوزاني التهامي، على وجاهة “البعد الأطلسي”، الذي يربط بين الفضاءات الإفريقية والمتوسطية والأوروبية، ويوفر إمكانات متنامية في مجالات الأمن، والربط، والتعاون البحري والطاقة، مستشهدة بمشروع “غاز الأطلسي” كتجسيد لهذا الانسجام الاستراتيجي.
وفي ما يتعلق بوسائل التنزيل، دعت السيدة بنيعيش إلى تحقيق “قفزة نوعية” في الآفاق المالية للاتحاد الأوروبي، وإلى تعبئة أدوات مبتكرة من أجل مواكبة طموحات الميثاق.
وبعدما أكدت على أن إطلاق هذا الميثاق من أجل المتوسط يأتي بمناسبة الذكرى الثلاثين للشراكة بين الاتحاد الأوروبي-جوار جنوب، شددت الدبلوماسية المغربية على أهمية الحفاظ على الإرادة السياسية التي وجهت التعاون خلال العقود الأخيرة، خدمة لأجندة عمل ملموسة ومتجددة.
وخلصت السيدة بنيعيش إلى القول إن “المغرب مستعد لتحمل نصيبه، والمساهمة بشكل ملموس، والمضي قدما مع جميع من يؤمنون بمتوسط قائم على المسؤولية المشتركة والقرار المشترك”.
ح/م