أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، اليوم الثلاثاء بمراكش، أن المغرب ملتزم بتقديم مساهمة فعالة في تنفيذ الرؤية والسياسة الإفريقية للماء 2063.
وأوضح الوزير، خلال جلسة خاصة لمجلس الوزراء الأفارقة المكلفين بالماء، نظمت على هامش الدورة الـ19 للمؤتمر العالمي للماء، أن “المغرب سيواصل تقديم مساهمة فعالة وبناءة في تعزيز وتنزيل الرؤية والسياسة الإفريقية للماء 2063، لاسيما من خلال تعزيز التعاون الإقليمي، والتبادل المهيكل للمعارف والخبرات، وكذا ترسيخ حكامة مائية شاملة ومندمجة وقادرة على الصمود”.
وأشار السيد بركة، نائب رئيس مجلس الوزراء الأفارقة المكلفين بالماء لمنطقة شمال إفريقيا، إلى أن المملكة ستواصل أيضا جهودها لتثمين الموارد المائية، وتشجيع الحلول المبتكرة والمستدامة، وتعزيز المبادرات المشتركة ذات القيمة المضافة العالية لفائدة القارة بأكملها.
وأضاف أنه في هذا السياق، “سيواصل المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حمل صوت إفريقيا في المحافل الإفريقية والدولية، مساهما بذلك في بناء إفريقيا صامدة ومزدهرة وعادلة اجتماعيا وتنافسية اقتصاديا”.
وأبرز السيد بركة أنه على مستوى القارة، التي تشهد نموا ديموغرافيا سريعا، تظل التحديات المائية كبيرة، مما يزيد من الضغط على الموارد الطبيعية، وخاصة الماء، مشددا على أهمية الرؤية والسياسة الإفريقية للماء 2063، بالنظر إلى أنها تضع الماء في صلب التحول الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لإفريقيا.
وفي هذا الصدد، جدد الوزير الدعوة إلى خلق دينامية جماعية تجمع كافة الحكومات الإفريقية، والمؤسسات الإقليمية، والشركاء التقنيين والماليين، والقطاع الخاص، والأوساط العلمية، والمجتمع المدني، من أجل الانخراط الكامل في تنفيذ هذه الرؤية.
من جهته، أكد وزير الماء والتطهير السائل السنغالي، ورئيس مجلس الوزراء الأفارقة المكلفين بالماء، الشيخ تيديان دياي، أن “الرؤية والسياسة الإفريقية للماء 2063″، التي اعتمدت خلال الدورة ال14 للجمعية العامة للمجلس في شتنبر الماضي بدكار، “تضعنا على مستوى القارة على طريق إفريقيا صامدة، تتوفر على خدمات الماء والتطهير السائل آمنة ومتاحة للجميع”.
وأضاف أن هذه الرؤية تشكل موقفا إفريقيا مشتركا والتزاما سياسيا بتحويل تحديات الماء والتطهير السائل إلى فرص للتنمية.
وشدد المسؤول السنغالي قائلا “يجب علينا وضع الماء في قلب النهضة الإفريقية”، مسجلا أن “الأمر يتعلق اليوم بلحظة حاسمة بالنسبة لإفريقيا، حيث يتفاقم الواقع المرتبط بالماء بسبب الآثار المدمرة للتغير المناخي، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة”.
كما شدد على ضرورة توحيد جهود القارة وتعزيز التعبئة لبدء مسيرة إفريقيا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشار السيد دياي إلى أن سنة 2026، ستشكل نقطة انطلاق لإفريقيا للشروع في إعداد خطة التنفيذ 2026-2033 التي ستمكن من ترجمة توجهات الرؤية والسياسة الإفريقية للماء 2063 إلى إجراءات ملموسة.
وأوضح أن الأمر سيتعلق أيضا بتحديد الأولويات على مستوى الدول، وهيكلة مقاربات الصمود المناخي، وتعزيز القدرات الوطنية والإقليمية.
وتشكل الدورة الـ19 للمؤتمر العالمي للماء، المنظمة إلى غاية 5 دجنبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبشراكة بين وزارة التجهيز والماء والجمعية الدولية للموارد المائية، فرصة لاستكشاف حلول مبتكرة، واستراتيجيات ومقاربات تكيفية لتدبير الموارد المائية في عالم يشهد تغيرات مستمرة.
ويوفر هذا الحدث، المقام تحت شعار “الماء في عالم يتغير: الابتكار والتكيف”، منصة للخبراء والممارسين والباحثين وصناع القرار والمجتمع المدني والقطاع الخاص، لتبادل المعارف، وعرض أبحاث مبتكرة، وإقامة شراكات، وتطوير حلول علمية مشتركة تهدف إلى مواجهة التحديات المعقدة المرتبطة بحكامة الماء وأمنه واستدامته على الصعيد العالمي.
ح/م