وزير التجارة والصناعة الإيفواري:العلاقات بين الكوت ديفوار والمغرب تشهد زخما ملحوظا خلال السنوات الأخيرة

0

أكد وزير التجارة والصناعة الإيفواري، سليمان دياراسوبا، اليوم الخميس بأبيدجان، أن العلاقات بين الكوت ديفوار والمغرب تشهد زخما ملحوظا خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح الوزير، في كلمة خلال البعثة متعددة القطاعات الـ 43 لنادي إفريقيا والتنمية، التابع لمجموعة التجاري وفا بنك، أن هذا الزخم الملحوظ من شأنه جعل الشراكة بين البلدين نموذجا للتعاون القائم على الفعالية والأداء والمصداقية.
وقال إن تنظيم هذه البعثة في أبيدجان تحت شعار “صنع في كوت ديفوار، صنع من أجل إفريقيا” يبرز مرة أخرى الرغبة الواضحة للسلطات المغربية في جعل بلدنا شريكا مميزا، وفي تعزيز أكثر للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الكوت ديفوار والمغرب.
وأشار إلى أن بلاده تعد من بين أكبر خمسة شركاء تجاريين أفارقة للمغرب، مذكرا أنه في عام 2024، كانت بلاده من بين أكبر خمسة بلدان إفريقية تستقبل السلع المغربية، بحجم تبادل تجاري بلغ حوالي 200 مليار فرنك إفريقي (نحو 304.9 مليون أورو).
وفي السياق ذاته، أكد أن واردات المغرب من الكوت ديفوار تمثل، من جهتها، أزيد من 32 مليار فرنك إفريقي (أكثر من 48.78 مليون أورو).
ولفت السيد دياراسوبا، مستشهدا بالأرقام، إلى الجهود التي تبذلها سلطات بلاده في مجال التحول الاقتصادي وخلق الثروة، بهدف تزويد الأسواق الإفريقية بمنتجاتها، وتقديم حلول تنافسية، والمساهمة بشكل فعال في تحقيق الاستقلال الاقتصادي للقارة.
وفي السياق ذاته، وصف وزير الدولة، وزير الفلاحة والتنمية القروية والإنتاج الغذائي، كوبينان كواسي أدجوماني، انعقاد هذا المنتدى بأنه “مبادرة جميلة” مستوحاة من الدينامية الإفريقية لمجموعة التجاري وفا بنك وفرعها الإيفواري، الشركة الإيفوارية للبنوك (SIB).
وأكد أن طموح هذه المجموعة هو تعزيز التعاون جنوب – جنوب، من خلال دعم بروز منظومة اقتصادية ملائمة لنمو صناعة محلية أكثر دينامية، مشيدا بالرؤية القارية للمجموعة والتي تجعل من نادي إفريقيا والتنمية رافعة استراتيجية للاندماج الإقليمي والتنافسية الإفريقية.
وفي هذا الصدد، قال وزير الدولة إن “نادي إفريقيا للتنمية يهدف إلى تشجيع إفريقيا على المشاركة في الحوار والتفاهم بين بعضها البعض وتشكيل التحالفات والبناء معا. بفضل الفرع الإيفواري للمجموعة، تتجذر هذه الدينامية في بلدنا”، مسجلا أن الشركة الإيفوارية للبنوك تتبوأ مكانة استراتيجية في المنظومة الاقتصادية الإيفوارية، وذلك بفضل قوتها وخبرتها وحضورها المحلي.
وقال السيد كواسي أدجوماني إن هذا البنك أصبح شريكا طبيعيا في التحول الاقتصادي للكوت ديفوار، من خلال تمويل القطاعات الإنتاجية، ودعم التصنيع، ومواكبة المقاولات الصغيرة والمتوسطة، والمساهمة في هيكلة القطاعات الناشئة، ولعب دور أساسي في الخدمات البنكية والشمول المالي والولوج إلى القرض.
من جانبه، أبرز المدير العام للشركة الإيفوارية للبنوك، محمد الغازي، مناخ الثقة الذي يسود الكوت ديفوار، مما يمكنها من بناء منظومة يتناغم فيها الأمن الاستثماري مع الربحية والابتكار، مسجلا أن مجموعة التجاري وفا بنك رسخت نفسها كحلقة وصل مالية ومحفز للاندماج الإفريقي، انطلاقا من قناعتها بأن مصير القارة لا يمكن أن يكتبه إلا الأفارقة أنفسهم، الذين يتم تعبئتهم بروح البناء المشترك والتضامن جنوب-جنوب.
من جهتها، أبرزت السيدة منى القادري، مديرة نادي إفريقيا والتنمية، دور هذا الهيكل في بناء مجتمع من رواد الأعمال العازمين والبنائين والمترابطين، مدفوعين بقناعة مشتركة، وقياس مدى الفرص للتعاون معا، ومن خلال تحدي بناء مصير مشترك من أجل إفريقيا مزدهرة ومندمجة ومتحدة.
وذكرت أن رحلة هذا المجتمع بدأت منذ أكثر من 15 عاما، بمشاركة مبادراته مع أكثر من 24 ألف شركة من 42 دولة في القارة، مع أزيد من 31 ألف اجتماع عمل في قطاعات رئيسية في الاقتصادات الإفريقية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشاد نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات الكوت ديفوار، مامادو كوني، بالإنجازات التي حققتها هذه المجموعة البنكية المغربية، من خلال فرعها الإيفواري، مسجلا أن هذه المجموعة تعطي إشارة قوية لما يجب أن تكون عليه التبادلات بين مختلف البلدان في خدمة بناء الاندماج الإفريقي على أسس متينة، من شأنها تعزيز المبادرة الجماعية لتنمية إفريقيا.
وقال السيد كوني “إنه لشرف عظيم بالنسبة للكوت ديفوار أن تواكب بنوك من هذا النوع لتنميته”، معربا عن سعادته بأن البنوك المغربية أثبتت قدرتها على العمل محليا لتعزيز خبرة الأطر الإيفوارية، ولكن أيضا على تعبئة المزيد من الموارد محليا ودوليا لخدمة الاقتصاد الإيفواري”.
وأضاف أن البنوك المغربية ممثلة بشكل جيد ومتجذرة في المنظومة البنكية والتأمينية في الكوت ديفوار وتعمل لفائدة بلدنا على أفضل وجه، مذكرا بأن ذلك يندرج أيضا في سياق العلاقات العميقة والعريقة والممتازة القائمة بين الكوت ديفوار والمغرب، وكذلك بين أرباب العمل في البلدين.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا الحدث، الذي يتواصل على مدى يومين، بحضور، على الخصوص، أطر عليا من المجموعة وفروعها في العديد من البلدان الإفريقية، وكذا عبد الشكور غنبور، نائب رئيس البعثة بسفارة المملكة المغربية بكوت ديفوار، ومسؤولين إيفواريين، ومهنيين بنكيين، ورجال الأعمال، ومستثمرين، وكذلك أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في الكوت ديفوار.

ح/م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.