تسليم جائزة المجتمع المدني في دورتها السابعة

0

جرى، اليوم الأربعاء بالرباط، تسليم جائزة المجتمع المدني في دورتها السابعة، احتفاء باليوم العالمي للتطوع، وذلك بحضور شخصيات سياسية وفكرية وفنية وإعلامية وفاعلين من المجتمع المدني.

وتم خلال هذا الحفل، الذي ترأسه الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، تتويج سبع جمعيات وخمس شخصيات من المجتمع المدني، في مختلف أصناف الجائزة التي تشمل الجمعيات والمنظمات المحلية، والجمعيات والمنظمات الوطنية، وجمعيات ومنظمات المغاربة المقيمين بالخارج، والشخصيات المدنية، وكذا الشخصيات المدنية من المغاربة المقيمين بالخارج.

وفي صنف الجمعيات والمنظمات المحلية، فازت بالجائزة الأولى “جمعية النخبة للمبادرات” من تزنيت عن مبادرتها التي تهدف إلى تعزيز مشاركة المواطنين وهيئات المجتمع المدني في الشأن المحلي بمدينة تيزنيت، عبر برامج وآليات وأدوات مبتكرة، من خلال منصة للمشاركة المواطنة الرقمية، فيما عادت الجائزة الثانية إلى “جمعية جيل التكنولوجيا والروبوتيك من ميدلت بمبادرة” عن مبادرة تأطير تلميذات وتلاميذ المؤسسات التربوية بالوسط القروي والمناطق النائية في المجال التكنولوجي”.

أما في صنف الجمعيات والمنظمات الوطنية، فقد حازت جمعية “أجي نتعاونو للأعمال الاجتماعية” من برشيد الجائزة الأولى عن مبادرتها “استعادة أمل لتركيب الأعين والأطراف الاصطناعية”، التي تتوخى مساعدة ذوي الإعاقات الجسدية، الناتجة عن الحروب أو الحوادث أو الأمراض، على استعادة جزء من وظائفهم الحركية أو الحسية، بما يسهم في تحسين جودة حياتهم وتعزيز اندماجهم في المجتمع.

وآلت الجائزة الثانية لجمعية “ثامونت لصحة الأم والطفل” من إفران بمبادرة “إيواء النساء الحوامل القاطنات بالمناطق الجبلية قبل الولادة وبعدها” الهادفة إلى توفير بيئة ملائمة وصحية للنساء الحوامل، والنهوض بالصحة الإنجابية، وتقريب الخدمات الصحية لهن، خاصة للنساء المنحدرات من المناطق النائية التي تفتقر لظروف ومقومات الولادة الآمنة.

وفي صنف جمعيات ومنظمات المغاربة المقيمين بالخارج، توجت “الجمعية المغربية في بيرث” بأستراليا بالجائزة الأولى عن مبادرتها “الوعي الثقافي المغربي في أستراليا” الرامية إلى الارتقاء بمستوى الوعي بالتراث والثقافة المغربية داخل المجتمع الأسترالي من خلال تنظيم عروض موسيقية وورشات للطبخ ومعارض حرفية وجلسات حناء، بهدف تعزيز التفاهم والتبادل بين الثقافات.

وفازت مناصفة بالجائزة الثانية كل من “الجمعية المغربية في ألبيرتا” من كندا عن مبادرة “وعيي سلاحي من شاشة إلى واقع وحياة بلا سموم” الساعية إلى تعزيز الصحة النفسية والاجتماعية لشباب الجالية المغربية في ألبيرتا وتمكين الشباب من تحقيق توازن صحي بين استخدام الأجهزة الإلكترونية والتواصل الواقعي، و”جمعية اليسر الثقافية بايلشي” من إسبانيا عن مبادرة “دعم جهود المملكة المغربية لاستضافة كأس العالم 2030” الرامية إلى الترويج لتنظيم المغرب لكأس العالم من خلال تنظيم دوري الأمل الكروي في نسخته الرابعة، بما يساهم في إبراز الجهود والاستعدادات التي يبذلها المغرب لاحتضان هذه التظاهرة الرياضية العالمية.

أما في صنف الشخصيات المدنية، فقد نالت حسنة بووشمة من الدار البيضاء الجائزة الأولى عن مبادرة “بلورة برنامج مدني مندمج للرعاية الشاملة لمرضى السرطان في وضعية هشاشة”، والتي تهدف إلى توفير الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية لمرضى السرطان، فيما آلت الجائزة الثانية إلى بوبكر حمداني من العيون عن مبادرة “تعزيز دور المجتمع المدني في الملاحظة الانتخابية” التي تتوخى ترسيخ ثقافة المراقبة المدنية الاحترافية للعمليات الانتخابية.

وفي صنف الشخصيات المدنية من المغاربة المقيمين بالخارج، فعادت الجائزة الأولى إلى أحمد بوسفدي من قطر عن مبادرته “دعم الجالية المغربية في قطر وتعزيز اندماجها المجتمعي”، والتي تعنى بالمساعدة الاجتماعية للجالية المغربية في قطر.

وعادت الجائزة الثانية مناصفة للسيد حمو أمكون من البرتغال عن مبادرة “الدبلوماسية المدنية مفتاح إدماج مغاربة العالم.. مشروع تعليم اللغة البرتغالية للمهاجرين نموذجا” الهادفة إلى استقبال المهاجرين المغاربة بالبرتغال وضمان تأطيرهم وتكوينهم في اللغة البرتغالية، وسفيان عثماني من الإمارات العربية المتحدة عن مبادرته “مشروع قوافل الخير والتنمية القروية” الرامية إلى تحسين الظروف المعيشية للأسر القروية، وتعزيز ثقافة التطوع والمواطنة لدى الشباب، ودعم الفئات المهمشة وإدماجها في النسيج الجمعوي.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد بايتاس أن الاحتفاء بالمجتمع المدني وفعالياته يعد “اعترافا صريحا بحيوية الأدوار التي تضطلع بها الجمعيات والمنظمات غير الحكومية في مسار بناء التنمية الوطنية الشاملة والمستدامة للمغرب”، مسجلا أن الفاعل الجمعوي “استطاع بفضل عمله المدني ودوافعه الإنسانية النبيلة أن يساهم إلى جانب مؤسسات الدولة بقطاعيها العام والخاص، في دعم التنمية البشرية وتفعيل مختلف الأوراش التنموية الحيوية في المملكة”.

وأبرز الوزير أن المغرب يعيش اليوم، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، زخما تنمويا قويا تعكسه الديناميات الكبرى التي أطلقها جلالته من أجل مغرب صاعد وبرامج تنموية جديدة ومبتكرة تحقق الانسجام بين المشاريع الوطنية الكبرى والبرامج الاجتماعية، لافتا إلى أن المجتمع المدني “يلعب دورا محوريا في تفعيل مخططات وبرامج التنمية على المستوى المحلي، بما يساهم في تقليص التفاوتات المجالية وتعزيز العدالة الاجتماعية”.

من جانبها، أكدت رئيسة لجنة تحكيم هذه الدورة، مريم الناصر، أن “هذه الجائزة، التي ترسخت مكانتها دورة بعد أخرى تشكل فضاء وطنيا راسخا للاعتراف بجهود الفاعلين المدنيين، وتثمين مبادراتهم”، مضيفة أنها تعد منبرا لترسيخ قيم التضامن والتكافل والمواطنة المسؤولة.

واعتبرت أن المجتمع المدني يشكل رافعة أساسية لبناء مغرب الغد الذي يقوم على المشاركة والمبادرة والتفكير الجماعي وعلى التفاهم بين الدولة والمجتمع، ويجعل من ثقافة التضامن خيارا استراتيجيا، مشيرة إلى أن “مغاربة العالم قدموا خلال هذه الدورة نموذجا مشرفا لما بلغته الحركة الجمعوية بالخارج، والتي تسهم في تعزيز صورة المغرب كبلد متشبع بثقافة التضامن والانفتاح، وتقوية جسور التواصل بين الجالية ووطنها الأم”.

ويأتي تنظيم هذه الدورة في أعقاب مراجعة الإطار القانوني للجائزة، سواء على مستوى المرسوم المحدث للجائزة أو على مستوى نظامها الداخلي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.