دعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، أمس الأربعاء، إلى تمكين صناع المحتوى من استخدام المنصات الرقمية بشكل آمن ومسؤول.
وأكدت رئيسة وحدة الثقافة المعلوماتية ووسائل الإعلام في “اليونسكو”، أدلين هولين، أن الشباب وصناع المحتوى يضطلعون اليوم بدور فاعل في المشهد الإعلامي الرقمي، مبرزة أهمية تمكينهم من استخدام المنصات الرقمية بشكل آمن ومسؤول، لاسيما في ظل تنامي تحديات مثل التحرش الإلكتروني، وخطاب الكراهية، وانتشار المعلومات المضللة.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “فضاءات رقمية موثوقة لتعزيز تأثير الشباب في مشهد الإعلام العالمي”، ضمن فعاليات الدورة الأولى من قمة “بريدج 2025” التي استضافتها أبوظبي من 08 إلى 10 دجنبر الجاري، بمشاركة 430 متحدثا من 45 بلدا من كبار المبدعين وصناع السياسات والمستثمرين وخبراء التكنولوجيا والمؤسسات الإعلامية وقادة الفكر والثقافة والفنون.
وقدمت هولين رؤية شاملة حول أهمية الثقافة المعلوماتية الرقمية، ودور التكنولوجيا والمجتمع والمدارس والآباء في تمكين الشباب وصناع المحتوى، إذ استعرضت نتائج استبيان عالمي بعنوان “خلف الشاشات” تناول التحديات التي تواجه الشباب واليافعين من مستخدمي الإنترنت في 50 دولة، مشيرة إلى أن النتائج كشفت عن تعرض أكثر من 70 في المائة من صناع المحتوى والشباب لمضايقات أو عنف رقمي أو خطاب كراهية، وأن حوالي 62 في المائة من الشباب لا يقومون بأي نوع من التحقق من الحقائق قبل مشاركة المعلومات.
وأشارت، في هذا الصدد، إلى أن معالجة هذه القضايا تتطلب اعتماد مقاربة مجتمعية متكاملة تشمل جميع الأطراف المعنية، معتبرة أن “المسؤولية لا تقع على عاتق المستخدم وحده، بل على الجميع؛ من مدارس وأساتذة وصناع السياسات. ينبغي لكل طرف أن يتحمل مسؤوليته”.
كما أكدت على دور الآباء في توجيه أبنائهم، معتبرة أن “الأطفال يتعرضون للمعلومات خارج نطاق الوالدين، والآباء ليسوا على دراية كافية بالأدوات الرقمية، لذلك من الصعب عليهم توجيه أطفالهم، ولهذا تعمل اليونسكو على مبادرات لدعم وتمكين الآباء، من خلال توفير أدوات وإرشادات عملية لمساعدة أبنائهم على التعامل مع المعلومات الرقمية، مع تشجيع الحوار بدلا من الرقابة الصارمة”.
وخلصت إلى التأكيد على أهمية مرونة المبادرات الرقمية وتكيفها مع السياق المحلي، قائلة إن “كل دولة لها خصوصيتها، ولا يمكن تطبيق نفس النماذج في كل مكان؛ لذلك نعمل على تكييف المواد التعليمية، وحملات التوعية، والأدوات الرقمية بما يتناسب مع الثقافة المحلية والاحتياجات الخاصة بكل مجتمع”.
ح/م