المؤتمر الإفريقي الأول لزراعة قوقعة الأذن للأطفال.. الدعوة إلى سياسة مغربية موحدة لفائدة الأطفال الصم وضعاف السمع

0

دعا المشاركون في مائدة مستديرة في إطار المؤتمر الإفريقي الأول لزراعة قوقعة الأذن للأطفال، نظمت اليوم الجمعة بالرباط، تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، رئيسة مؤسسة للا أسماء، إلى إرساء سياسة وطنية موحدة لفائدة الأطفال الصم وضعاف السمع.

وأكد المتدخلون خلال هذه المائدة المستديرة، التي تمحورت حول موضوع “كلنا نسمع : سياسة وطنية موحدة لزرع قوقعة الأذن”، على أهمية إقرار الصمم كرهان للصحة العمومية الوطنية، وضرورة إضفاء الطابع الرسمي على مبدأ البرنامج الوطني “نسمع”، في توزيع القوقعات.

كما حث المشاركون على ضرورة تعزيز التعاون المؤسساتي واعتماد إطار تنظيمي موحد، مؤكدين على ضرورة التكفل المالي بالأطفال الصم وضعاف السمع.

وأوضحوا أن هذا اللقاء العلمي يمثل محطة حاسمة في هيكلة المخطط الوطني المستقبلي للصحة السمعية، ويحمل البصمة المباشرة لرؤية صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء لتحقيق الإنصاف والكرامة والشفافية وحماية الأسر، وتحسين جودة التكفل من قبل هيئات الضمان الاجتماعي، ومهننة القطاع، وجعل المغرب رائدا إفريقيا في مجال التكفل بالصمم لدى الأطفال.

وفي هذا الصدد، أشاد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، بالجهود التي تبذلها مؤسسة للا أسماء، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، لفائدة الآلاف من الأطفال الصم وضعاف السمع، مؤكدا أن مبادرة “نسمع” تهدف إلى هيكلة سياسة وطنية منسجمة ووقائية لجميع الأطفال الصم في المملكة.

   وشدد الوزير على ضرورة تنسيق السياسات الوطنية المتعلقة بالتكفل بالصم، وذلك من خلال توحيد جهود المؤسسات المعنية من أجل إضفاء الانسجام على البروتوكولات، وتحديد المسؤوليات، وإرساء أسس إصلاح هيكلي على المستوى الوطني.

  من جانبه، سلط وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، الضوء على جانبين رئيسيين، يتعلق بالأول بالشق التنظيمي من خلال مشروع قانون يجري حاليا مناقشته في البرلمان، والذي يولي أهمية خاصة للطلبة في وضعية إعاقة، وشق ثاني تقني يهم تعلم اللغات.

وذكر الوزير بإطلاق برنامج وطني للبحث يمتد لأربع سنوات ومفتوح أمام المتخصصين والباحثين في الشأن، مجددا التزام الوزارة بتعزيز مكانة المملكة على الصعيد الدولي.

من جهتها، أكدت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، نعيمة بن يحيى، الالتزام القوي لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء لفائدة الأطفال الصم وضعاف السمع لتمكينهم من مستقبل أفضل، مبرزة التعاون الوثيق بين الوزارة ومؤسسة للا أسماء.

وأعلنت بن يحيى عن قرب إطلاق بحث وطني يهم القضايا المتعلقة بالأطفال الصم، مسجلة أن نتائج هذا البحث ستشكل أرضية لبلورة سياسات عمومية مخصصة في هذا المجال.

وفي السياق ذاته، اعتبر رئيس الهيئة العليا للصحة، مصطفى أبو معروف، أن الصمم يشكل رهانا وطنيا رئيسيا يستدعي عملا جماعيا نموذجيا، داعيا في هذا الصدد إلى القيام بعمل مشترك يحدوه طموح واضح، يتمثل في منح كل طفل أصم فرصة حقيقية للإندماج والتعلم والتطور.

وقال أبو معروف إن هذا الالتزام يندرج بشكل كامل في إطار الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يدعو إلى إرساء منظومة صحية وطنية منصفة، حمائية وعصرية، تستجيب للاحتياجات الحقيقية للمواطنين، لاسيما الفئات في وضعية هشاشة.

من جانبه، أكد المدير بالنيابة للصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، لحسن الغدير، أهمية الاتفاقية الموقعة بين الصندوق ومؤسسة للا أسماء، والتي تمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق الإنصاف في الولوج إلى خدمات الرعاية السمعية بالمغرب.

وأوضح أنه بفضل هذه الاتفاقية، سيتمكن المنخرطون في الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي من الاستفادة مستقبلا من تكفل كلي بزراعات قوقعة الأذن، عبر مؤسسة للا أسماء.

بدورها، أكدت سلمى أوفقير، المديرة المساعدة لقطب التأمين الإجباري عن المرض والخدمات بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، أن الصندوق، بصفته مؤمنا، يتكفل بمسار العلاج كاملا، بدءا من التشخيص والكشف المبكر إلى التتبع في مرحلة ما بعد العلاج.

كما جددت أوفقير دعمها للمساعي الرامية إلى إقرار الصمم كمرض طويل الأمد.

من جهته، أكد المدير المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، يونس بجيجو، أن “صمم الأطفال ليس تدخلا طبيا معزولا، بل يسائل المنظومة الاجتماعية والتربوية برمتها”، مسجلا أن المؤسسة مقتنعة تماما بأن زرع قوقعة الأذن ينبغي أن يندرج ضمن مسار علاجي مهيكل ومندمج، بدءا من الكشف المبكر والتشخيص، إلى المؤشر الجراحي، ثم إعادة تأهيل النطق والمتابعة المتخصصة على المدى الطويل.

وأوضح بجيجو أن التزام صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، من خلال مشروع “نسمع” وبرنامج “متحدون، نسمع بشكل أفضل” الذي يجمع 21 بلدا، يشكل “مثالا فريدا للتعاون جنوب–جنوب، يمنح لكل طفل إفريقي الحق في السمع والنمو”.

من جهته، أبرز الرئيس المنتدب لمؤسسة للا أسماء، كريم الصقلي، الالتزام الدؤوب والعناية التي توليها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، رئيسة مؤسسة للا أسماء، من أجل تمكين الأطفال الصم من مستقبل أكثر كرامة.

وأكد السيد الصقلي، أن برنامج “نسمع”، الذي تشرف عليه صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، ليس مجرد برنامج، بل هو تعهد بعدم إقصاء أي طفل.

وبفضل هذا المؤتمر الإفريقي الأول لزراعة قوقعة الأذن للأطفال، يلتئم بالمغرب خبراء قدموا من القارات الخمس، ومتخصصون مرموقون، وباحثون وأطباء ومهندسون، ومتخصصون في تقويم النطق ومسؤولون مؤسساتيون، يعملون معا على إرساء أسس تعاون علمي وطبي غير مسبوق.

ويدشن هذا المؤتمر المؤسس دينامية من شأنها أن تنمو، وتعزز إرادة المملكة، المستندة إلى نموذجها وفرقها والتزامها المؤسساتي، إزاء مواصلة العمل والابتكار والمشاطرة حتى تتمكن إفريقيا من استشراف مستقبل أفضل.

ومع/حدث

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.