“الابعاد التنموية بالصحراء المغربية في أفق 2035”: موضوع مداخلة للدكتور عبيابة.. في محاضرة بمدينة العيون

0

في محاضرته بمدينة العيون، تطرق الدكتور الحسن عبيابة، الوزير السابق، إلى موضوع: “الأبعاد التنموية بالصحراء المغربية في أفق 2035″، حيث ركز على أهمية التعبئة الوطنية الشاملة خلف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، معتبراً أن هذا اللقاء يندرج في سياق وطني استثنائي يتزامن مع احتفال المغاربة هذه السنة بالذكرى السبعين لعيد الاستقلال، وبالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، وكذا بعيد الوحدة الوطنية الذي أُعلن عنه جلالة الملك يوم 31 أكتوبر 2025، عقب صدور قرار مجلس الأمن رقم 2797 الذي أكد على أن مبادرة الحكم الذاتي هو الحل الوحيد للنزاع تحت السيادة المغربية، لانهاء الصراع في الصحراء المغربية.

كما أشار الدكتور عبيابة إلى إعلان جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، يوم 31 أكتوبر عيداً للوحدة الوطنية، مبرزاً قول جلالته إن “مغرب ما بعد 31 أكتوبر ليس مغرب ما قبله”، واضاف عبيابة ، بان نضال المغاربة الذي امتد لأزيد من خمسين سنة في مواجهة خصوم الوحدة الترابية، توازى مع مسار متواصل لبناء ركائز التنمية بالأقاليم الجنوبية، سواء على مستوى البنيات التحتية أو المؤسسات العمومية، وهو ما أعطى ثماره على المستويين الوطني والدولي.

وفي هذا السياق، توقف المحاضر عند قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2787، الذي جدد دعمه لمبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية، معتبراً أن القضية الوطنية تهم جميع المغاربة دون استثناء. كما ثمّن إشراك الأحزاب السياسية في عملية تحيين وتفصيل مشروع الحكم الذاتي الذي يعتزم المغرب تقديمه إلى الأمم المتحدة في صيغة متكاملة، تقوم على خطوات عملية وتدريجية ضمن رؤية استراتيجية وطنية شاملة، تعكس التحولات الكبرى التي يعرفها المغرب الجديد، وتؤكد مكانته كدولة ديمقراطية صاعدة وفاعلة إقليمياً.

وبخصوص الأبعاد التنموية للأقاليم الجنوبية، ذكّر الدكتور الحسن عبيابة بالنموذج التنموي الخاص بهذه الأقاليم، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي حدد معالم التنمية وفق ثلاث مستويات مترابطة. ويتجلى البعد الأول في النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، المنبثق عن الخطاب الملكي السامي ليوم 6 نونبر 2013، بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين للمسيرة الخضراء، حيث شدد جلالة الملك على ضرورة استكمال بلورة هذا النموذج وتفعيله بما يعزز البعد الجيو-استراتيجي للأقاليم الجنوبية كقطب جهوي للربط والمبادلات بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء.

وفي هذا الإطار، أشار عبيابة إلى أن نسبة إنجاز مشاريع النموذج التنموي بالأقاليم الجنوبية تجاوزت 80 في المائة من مجموع الغلاف المالي المرصود لها، وأن أغلب الأوراش الكبرى بلغت مراحل متقدمة من الإنجاز. كما أبرز الأهمية الاستراتيجية لميناء الداخلة الأطلسي، المرتقب دخوله الخدمة سنة 2029، والذي سيشكل بوابة المغرب الجنوبية نحو إفريقيا وأوروبا والأمريكيتين، إلى جانب تطوير شبكات الربط القاري وفتح المعابر الحدودية لتوسيع المبادلات التجارية وتعزيز شراكات جنوب-جنوب. ومن شأن هذا الميناء، إلى جانب منطقته الحرة، أن يجعل من الإقليم منصة لوجستية محورية لغرب ووسط إفريقيا.

وأضاف أن تمديد خط أنابيب الغاز الأطلسي نيجيريا-المغرب، إلى جانب المبادرة الملكية الأطلسية، سيجعل من الأقاليم الجنوبية رئة اقتصادية للواجهة الأطلسية المغربية بأكملها، ومركزاً قارياً يربط أوروبا بالساحل وغرب إفريقيا.

أما البعد الثاني، فيتعلق بالشق الاستثماري، حيث أبرز عبيابة تنامي اهتمام عدد من الدول الكبرى بالاستثمار في الأقاليم الجنوبية، في ظل مرحلة حاسمة تمر بها المملكة، تتقاطع فيها المشاريع المهيكلة مع إصلاحات عميقة تشمل مختلف ربوع الوطن، وتتجسد بشكل خاص في إعادة التموقع الاستراتيجي للأقاليم الجنوبية. وبفضل النموذج التنموي الجديد وميثاق الاستثمار، تسير المملكة بخطى ثابتة نحو تحول اقتصادي شامل، يقوم على تطوير قطاعات الطاقة والماء والبنيات التحتية والرقمنة، إلى جانب تعزيز العدالة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

وأكد في ختام مداخلته أن الأقاليم الجنوبية باتت تشكل فضاءً واعداً وجاذباً للاستثمارات الوطنية والأجنبية، ومؤهلة لأن تصبح في المستقبل القريب قطباً اقتصادياً جهوياً وإقليمياً وازناً في شمال غرب إفريقيا، بما يكرس موقعها كرافعة أساسية للتنمية الوطنية والاندماج القاري والدولي.

” متتبع” من العيون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.