الجزائر .. وتقرير المصير.. !!

0

عبد العلي جدوبي: من المؤسف له حقا أن نرى جيراننا الجزائريين يتجرعون هذه الايام سم الانفصال وهم الآن داخل عاصفة هوجاء منذ الاعلان الرسمي عن قيام جمهورية القبائل الديمقراطية بباريس من طرف زعيم حركه (ماك ) فرحات مهني .

والمغرب كما يعلم حكام الجزائر نأى بنفسه عن استغلال مطالبة سكان القبائل والمناطق الأخرى بالإنفصال خلال العقود الأخيرة ، ولم يستخدم هذه الورقة للابتزاز كما فعل جنرالات الجزائر بشأن نزاع الصحراء ، حيث ظلوا لما يزيد على خمسين سنه يروجون  لمبدأ ” تقرير مصير” في الصحراء المغربيه ، لكنهم منذ اعلان فرحات مهني بباريس استقلال القبائل عن الجزائر لم نعد نسمع ابواق المدافعين في الجزائر عن حق الشعوب في تقرير مصيرها ، ومصطلح (تقرير المصير )!

وتقول التقارير الصحفية الفرنسية  أن تحركات ترتيب الدولة الجديدة  المستقلة : جمهورية القبائل الديمقراطية انطلقت منذ يوم 14 ديسمبر ، وتستثمر حركة (ماك )  بقيادة فرحات مهني  تحركاتها على أكثر من صعيد لحشد التأييد الدولي ، فرنسا لحد الآن رفضت الاعتراف  بالدولة الجديدة ، واعتبرت ذلك تجنبا لزعزعه واستقرار المنطقة ، في حين اتهمت الجزائر باريس بتسهيل قيام جمهورية القبائل وبدعم الانفصال سرا وعلنا ووقوفها وراء الحركة لأغراض سياسية ؛ هذا وقد شهدت العلاقات الفرنسية ـ الجزائرية  توثرات دبلوماسية  بسبب هذه القضية ،حيث تواجه حركة  ماك  تحديات قمع داخلي كأولويات  المصالح السياسية على مبادئ حقوق الانسان..

في العاصمة الفرنسية  باريس تم الاعلان الرسمي ـ كما هو معلوم ـ عن استقلال منطقة القبائل عن الجزائر ، وتم تشكيل الجمهورية الإتحادية الديمقراطية  للقبائل من طرف زعيم حركة  ماك  فرحات مهني خلال حفل حاشد تم خلاله قراءة وثيقة  الاعلان عن الاستقلال ، وتم ترديد النشيد الوطني القبائلي بمشاركة ممثلين في البرلمان المحلي ، بحضور شخصيات وازنة من أنصار الحركة ، ووفود غير رسمية من عدة دول .

(ماك) حركة سياسية أمازيغية  منظمة ، كانت سنة 2003 تطالب بالحكم الذاتي شمال الجزائر حتى عام 2013 حيث رفعت بعد ذلك شعار( تقرير المصير) ويتهم مؤسس الحركة  النظام الجزائري بانه ديكتاتوري ويستخدم مبدأ تقرير المصير في سياقات خارجية فقط ، مع رفض تطبيقه داخليا مؤكدا أن المجتمع القبائلي علماني ومتسامح ، وأن الدين يجب أن يبقى خيارا شخصيا في مقابل ما تعتبره توظيفا سياسيا للدين من قبل السلطة الجزائرية .

لقد تناست السلطات الجزائرية انها معرضة أكثر  من غيرها من الدول إلى التشردم والانقسام باعتبار الجزائر تجمع بشري يضم فصائل تختلف من حيث اللغة والثقافة  والخصوصيات الاجتماعية ، اضطرت للبقاء القسري تحت حكم العاصمة المركزية  لأسباب وعوامل متعددة ؛ ويرى المراقبون أنها بدأت  اليوم تختفي مع تطور الشعور القومي القبائلي !  فالجزائر التي طالما لوحت بمبدأ تقرير المصير في الصحراء المغربية ، وتدعم جبهة البوليساريو ضد الوحدة الترابية  للمغرب لم تكن تدرك انها قد تتجرع سم الانفصال ! فلائحة الانتظار الطويلة تضم اقاليم اخرى بالجزائر قد تتحرك يوما ما مطالبة بحق تقرير المصير !!

لقد استلمت الجزائر منذ بداية سنوات الستينات ملف العداء لكل ما هو مغربي تحت تاثير الزوابع الانفصالية ، وتناست أنها أكثر  استعدادا للبلقنة وعلى اكثر من جهة ومنطقة بالجزائر ..

نحن لا نريد للجزائر إلا أن تكون آمنة ، غير مقسمة إلى دويلات ، تمارس دورها الطبيعي في حدودها الطبيعيه..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.