رسالة مفتوحة جدا.. إلى الفاضلة جينيفر بنت لوبيز – حدث كم

رسالة مفتوحة جدا.. إلى الفاضلة جينيفر بنت لوبيز

اثارتني “رسالة مفتوحة”، من الزميل، ومدير النشر، لجريدة “المساء” عبد الله الدامون، الى “جينيفر لوبيز”، على اثر ما قمدته على خشبة منصة السويسي ، في اطار مهرجان “موازين..إيقاعات العالم” ، في دورته الرابعة عشر .

ونظرا لما نتج عن ذلك، من تداعيات بعدما اقدمت “القناة الثانية” على نقل “السهرة” الى بيوت الاسر المغربية بدون اشعار، في اطار “الانفتاح (…) والحداثة، والحرية “بلا حدود”، رغم انها تنتهي لدى حرية الاخر… ! ، وهذا الآخر.. اذا كان يشكل رقما ما! ، فلا ينوب عن حوالي اربعة وثلاثون مليون مغربي ! حيث منهم من له الحق في التصفيق وفي التحمليق، ومنهم من يريد ان يعمل بمقولة “كم من حاجة قضيناها بتركها ” وذلك في اطار الحريات الجاري بها العمل في العالم ، والحقوق والواجبات المفروضة على كل انسان، مهما كان (…!)

ولكي لا اطيل في الكلام، استأذن مرة اخرى الزميل عبد الله الدامون ، لاعيد نشر رسالته “المفتوحة” و “الجامعة” ، تعميما للفائدة، ولقراء “الموقع” وفي ما يلي نصها:

“رسالة مفتوحة جدا.. إلى الفاضلة جينيفر بنت لوبيز

السيدة لفاضلة جينيفر لوبيز،

لا نعرف أن كنت آنسة ام متزوجة أم مطلقة أو أرملة إلى أن القطع الكثيرة التي ظهرت من جسدك فوق خشبة حفل “موازين” جعلتك تبدين فوق الخمسين. صحيح أنهم يقولون إنك في السادسة والربعين، لكن السوء تقول أيضا إنك زورت تاريخ ميلادك وحذفت منه بعض السنين، كما تفعل كل نجمات “هوليود” حتى لا تفاجئهن التجاعيد كما تفاجئ الخلف أجمعين.

الأخت الأمريكية العزيزة

عندنا في المغرب عبارة يتداولها “الشمكارة” كثيرا عندما يغضبون على بعضهم البعض، وهي “سير بحالك عنداك نتعرى على طاصيلتك”، وهي عبارة تقال بعد أن يموت الأمل في إصلاح الأمور عبر المفاوضات، وها نحن رأيناك تطبقين علينا تلك المقولة وتتعرين علينا بدون سابق إنذار، مع أننا لم ندخل أصلا في شجار ولا في مفاوضات. رغم ذلك لا يهم، فقبل أن تتعري علينا تعرى علينا الذين من قبلك، لذلك صار ذلك شيئا عاديا، بل إننا أصبحنا ندفع أكثر لمن يأتون إلينا في مهرجان “موازين” لكي يتعروا علينا، وندفع القليل لمن يحتفظون بكامل ملابسهم.

لوبيزتنا الغالية

قبل أن تأتي إلى المغرب انطلقت أصوات الغربان السوداء، من العدميين والتيئيسيين والظلاميين وأعداء الحداثة، لتصفك بأقبح النعوت وكأنك شيطان رجيم، وارتفعت وتيرة حقد أولئك حين عملوا بأن إدارة مهرجان “موازين” المجيد خصصت تذاكر بأزيد من 1500 درهم لمن يريدون الجلوس في المقاعد الأمامية المقربة منك أو،على الأصح، المقربة من جسدك. لكننا نحن الذين نورتنا بحضورك البهي، كانت لنا ملاحظة وحيدة وبسيطة، وهي أن تذكرة المقاعد الأمامية كان يجب ألا تتجاوز العشرة دراهم بعد أن رأينا ما رأيناه.

أيها الغالية جينيفر

نحن المغاربة، من وجدة إلى الكويرة، لا نعرف كيف نشكر لك صنيعك، ولا كيف نرد إليك جميلك بعدما أمضيت وقتا طويلا متعبا فوق خشبة “موازين” تقفزين ذات اليمين وذات الشمال مثل قرد هرب عنه سيده، أو نعجة استيد بها الجوع والعطش، حتى إنا كدنا نكفر بالله، جل وعلا، وما إقالة في محكم تنزيله عن بدء الخلق في أحسن تقويم، وملنا أكثر، والعياذ بالله، إلى ذلك الآفاق الأثيم، تشارلز داروين اللعين الذي أفتى، بهرطقته العجيبة، قائلا إن الإنسان أصله قرد.

جنورتنا الفتية.. تقريبا

عندما جاءت إلينا قبلك راقصة فاضلة تدعى شاكيرا اهتز دعاة الانغلاق في المغرب وكأن البلاد مهددة بأمواج “تسونامي”، مع أن تلك المغنية الشقراء الوقورة لم تفعل أكثر من تحريك مؤخرتها هنا وهناك مثل كرة مطاطية عجيبة، ثم أعطيناها مليارا و”الصرف” ورحلت، وبعدها لم يمت أي مغربي من الجوع.

هاهم، إذن نفس الغلاة المتنطعين والأوباش، من أعداء النورانية، وأنصار الظلام، يهتزون ضدك كرجل واحد، ويقولون إن أموال المغاربة المساكين يتم صرفها على السفهاء والمتعرين، مع أن أموالنا ستأخذها حتما فاسدات وفاسدون لا يتجشمون حتى مجرد فتح قمصانهم من أجلنا،فكيف بك أنت التي تركت في منزلك ثلاثة أرباع ملابسك من اجل عيوننا وسقطت فوق خشبة “موازين” كما لو سقطت مباشرة من الفراش.

الفاضلة جينيفر بنت لوبيز

نقسم لك، أنت العارفة بأسرار الكون وأعماق النفس البشرية، أننا لا نقدر حكامنا حق قدرتهم، فكلما اقترب موعد مهرجان “موازين” العظيم تم قرع الطبول وتنكيس الرؤوس حزنا وكمدا وكان شعب المغرب الأبي على وشك الفناء،مع أن الفناء الحقيقي يهددنا أو أننا بقينا بدون موسيقى ولا رقص ولا مهرجانات. ألا تلاحظين معنا، أيتها الوقورة المبجلة، أن العلماء ينصحون دائما بإسماع الدجاج أجمل أنواع الموسيقى حتى يسمن أكثر ويضع اكبر عدد من البيض؟

لبوزتنا الجملية.. إلى حد ما

نحبك لأن العلماء يقولون إن البقر ينتج حليبا أكثر في حال سماعه الموسيقى واستمتاعه بالرقص. هذه هي حكمة مهرجان “موازين” أن يجعل الناس ينتجون أكثر. يعطوننا بعض الموسيقى ونعطيهم الكثير من اللحم والحليب والبيض.

دعينا نحكي لك هذه الحكاية قبل النهاية .. يقال إن راعيا كان يتوفر على بقرات لا تعطيه الكثير من الحليب، وكان لهذا الراعي صوت جميل ومرة، اكتشف أنه كلما اقترب من الأبقار وهو يغني إلا وانفتحت شهيتها وأكلت عشبا أكثر، وبذلك تعطيه حليبا كثيرا وجيدا. منذ ذلك الوقت، لم يتوقف الراعي عن الغناء لبقرة، ولم يتوقف ضرع البقر عن در الحليب.

في سويسرا وهولندا مثلا، يدللون البقر بعازفين محترفين يعزفون مباشرة في الفيافي الخضراء. وأحيانا، يزيدون في تدليل البقر عبر إشراكها في مباريات لكرة القدم، فيضعون الكرة أمام البقرة وقبالتها مرمى متحركة. تقذف البقرة الكرة فيحرك الحارس مرماه في نفس الاتجاه الذي تسير فيه الكرة، فتسجل الهدف وتحس بالسعادة وتعطي المزيد من الحليب. الشيء نفسه يفعله معنا رعاتنا في المغرب، مع فارق بسيط جدا، وهو أننا لا نحتاج غلى كرة، فنحن الكرة.

السيدة بنت لوبيز الفاضلة، لله درك على سهرتك المباركة، وانظري إلينا بعدها كم من البيض سننتجه لحكامنا وكم من غزير حليب سنملأ به بطون مسؤولينا… بارك الله فيك وفيهم وفينا”.

انتهب الرسالة

المقدمة للمحرر

 

ا

.

التعليقات مغلقة.