اليوم العالمي للمرأة.. قصة نضال لا يفتر لإنصاف الجنس اللطيف – حدث كم

اليوم العالمي للمرأة.. قصة نضال لا يفتر لإنصاف الجنس اللطيف

إذا حق للنساء أن يفخرن بما جبلن عليه من مؤهلات ما انفك العلم يثبتها، فإنهن مع ذلك ما زلن ضحية صور نمطية وأحكام مسبقة جائرة تحرمهن من التمتع بالحقوق التي يتمتع بها الرجل.
وقد حذت هذه الصور النمطية والأحكام المسبقة، التي لا تكاد تخلو منها حضارة أو ثقافة، والتي أسهمت الثقافة الشعبية وعوالم الأدب والسينما والأغنية في تجذرها وفي تكريسها، ببنات حواء إلى الانتفاض والتمرد على هذا الوضع غير السوي، حيث انخرطن في نضال لا يفتر لنيل حقوقهن في مجال المساواة والإنصاف.
فليس من قبيل الصدفة إذن أن يحتفل عدد من بلدان المعمور بيوم عالمي للمرأة احتفاء بإنجازات النساء، بصرف النظر عن أصولهن أو أعراقهن أو ألسنتهن أو ثقافاتهن أو مستواهن الاقتصادي أو انتمائهن السياسي.
ويشكل هذا اليوم العالمي، الذي انبثق من نضال الحركات الاجتماعية في القرن العشرين في أمريكا الشمالية وأوروبا، مناسبة لتقييم النضالات والإنجازات السابقة والإعداد لمستقبل الأجيال القادمة من الجنس اللطيف.
فمنذ سنواته الأولى، أخذ يوم المرأة بعدا عالميا جديدا في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء. فقد أسهمت الحركات النسائية النشيطة، التي تعزز نضالها بعقد أربعة مؤتمرات عالمية حول المرأة تحت رعاية الأمم المتحدة، في جعل الاحتفال بهذا اليوم العالمي بوثقة لانصهار جهود منسقة للمطالبة بتثبيت حقوق المرأة وضمان مشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية.
بدأ الاحتفال بهذا اليوم العالمي برداء وطني في 28 فبراير 1909 بالولايات المتحدة وفقا لإعلان صادر عن الحزب الاشتراكي الأمريكي، واستمر هذا العرف لثلاث سنوات. وفي 1910، أرست الأممية الاشتراكية في كوبنهاغن، خلال مؤتمر ضم أزيد من 100 امرأة من 17 دولة، يوما للمرأة ذا طابع دولي دون تحديد تاريخ لهذا الحدث، احتفاء بالحركة المناضلة من أجل حقوق المرأة وتخويل النساء حق الاقتراع. وجرى الاحتفال باليوم العالمي للمرأة للمرة الأولى في 19 مارس 1911 بكل من ألمانيا والنمسا والدنمارك وسويسرا، حيث حضر أكثر من مليون شخص من النساء والرجال في تجمعات للمطالبة بالحق في التصويت وفي ممارسة الوظائف العامة، والمطالبة بالحق في العمل والتكوين المهني، فضلا عن وضع حد للتمييز في مكان العمل. وفي 1913، احتفلت الروسيات، في إطار الحركة السلمية التي انبثقت عشية الحرب العالمية الأولى، لأول مرة باليوم العالمي للمرأة يوم الأحد الأخير من شهر فبراير. وفي باقي البلدان الأوروبية، عقدت النساء تجمعات في 8 مارس أو قبل يوم أو يومين من ذلك التاريخ، إما للاحتجاج على الحرب أو تعبيرا عن تضامنهن مع أخواتهن. وللحصول على “القوت والسلام” بعد هلاك مليوني جندي روسي خلال الحرب، اختارت النساء الروسيات مرة أخرى، في عام 1917، يوم الأحد الأخير من شهر فبراير للاحتجاج. وبعد أربعة أيام، اضطر القيصر إلى التنازل عن منصبه، ومنحت الحكومة المؤقتة المرأة حق التصويت.
وفى عام 1975 شرعت الأمم المتحدة في الاحتفال باليوم العالمى للمرأة يوم 8 مارس. وتوج نضال النساء باعتماد إعلان ومنهاج عمل ببكين من جانب 189 حكومة في المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة عام 1995. وتتضمن خريطتا الطريق هاتان التزامات في 12 مجالا حاسما بهدف النهوض بأهداف المساواة والتنمية والسلام لجميع النساء في جميع أنحاء العالم، لصالح البشرية جمعاء. وكان الحلم الذي راود الجميع هو بناء عالم يمكن فيه لكل امرأة وفتاة أن تمارسا حرياتهما واختياراتهما وتعرفا جميع حقوقهما، بما في ذلك الحق في العيش بمنأى عن العنف، والحق في التعليم، والحق في المشاركة بصنع القرار والحق في المساواة في الأجر عن الأعمال المتساوية القيمة.
وفي عام 2014، انعقدت الدورة الثامنة والخمسون للجنة وضع المرأة لاستعراض الإنجازات المحققة والتحديات القائمة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية لفائدة النساء والفتيات. وقد استعرضت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المعتمدة في جميع أنحاء العالم التقدم المحرز والتحديات التي يجب رفعها لتحقيق هذه الأهداف. ويحتفل باليوم العالمي للمرأة هذه السنة تحت شعار “آن الأوان : الناشطات القرويات والحضريات يحدثن تغييرا في حياة المرأة”.
ويشكل اليوم العالمي للمرأة لهذه السنة فرصة لترجمة الزخم العالمي من أجل المساواة والعدالة إلى أفعال ملموسة، وتمكين المرأة في جميع المناطق، قروية وحضرية، والاحتفاء بكل من يسعى بلا كلل ولا ملل للمطالبة بحقوق المرأة وتمكينها من استثمار كافة إمكاناتها.

حدث/م

التعليقات مغلقة.