مريم الشيباني الإدريسي: حضور ناجح في تنظيم التظاهرات داخل السوق الغاني – حدث كم

مريم الشيباني الإدريسي: حضور ناجح في تنظيم التظاهرات داخل السوق الغاني

مليكة مجاهد.. مراسلة الوكالة بأكرا:  بتجربة غنية وروح خلاقة وطاقة فياضة، نجحت المغربية مريم الشيباني الإدريسي في إثبات وجودها داخل سوق المؤسسات المتخصصة في تنظيم مختلف أنواع التظاهرات بغانا، وهو سوق في أوج ازدهاره ببلدان غرب إفريقيا.
خبرتها لم تكن وليدة الصدفة، وإنما هي تتويج لمسار أكاديمي قوي، وتجربة مهنية غنية ومتجددة، حيث أثبتت ذاتها بإرادة ومثابرة وتعطش لاكتساب مزيد من المعارف.
اختارت مريم، المزدادة في مدينة الدار البيضاء، خريجة جامعة بوردو، ان تبدأ مسارها المهني من بريطانيا بالانخراط في مؤسسة ذات شهرة عالمية في مجال تنظيم مختلف أنواع التظاهرات، حيث ارتقت السلم لتصبح “مسؤولة إفريقيا”.
ومكنها ما اكتسبته من خبرة في هذا الميدان والمنصب الذي كانت تشغله من الانفتاح أكثر على القارة الإفريقية وعلى احتياجاتها وتوقعاتها.
واستطاعت غانا من بين دول القارة أن تجذب انتباهها، وهكذا انخرطت في العمل التطوعي والإنساني، وهو العالم الذي فتنت به كثيرا، وطالما راود أحلامها في سن مبكرة، باعتباره جزءا من ثقافتها الأصلية وجانبا من قيم التعاون والتضامن التي يتم التشبع بها داخل الأسرة.
وأسرت لوكالة المغرب العربي للأنباء أنها كانت ما بين عامي 2008 و 2011 تجمع المال من الشركات والمدارس الخاصة في لندن لمساعدة الأطفال اليتامى في غانا وتمكينهم من الالتحاق بالمدرسة ودفع رسومهم التسجيل وتزويدهم بالحافلات المدرسية.
انخرطت بكليتها في التعليم عموما، وتعليم الأطفال الغانيين الصغار، مساهمة منها في نقل المعرفة إلى هذه الفئة وترسيخ شعور الفخر والتقدير لديهم على الرغم من وضعية الهشاشة التي يوجدون عليها.
وفي شتنبر 2011، قررت الاستقرار في أكرا، وأنشأت مقاولتها الخاصة “أبوا إيفنت”، مستفيدة من غياب منافسين في هذا القطاع، مشيرة الى أنها بعد دراسة السوق، لاحظت أن هناك عددا محدودا من الشركات العاملة في قطاع تنظيم التظاهرات في غانا، فضلا عن غياب المهنية المطلوبة.
ولفتت بفخر إلى أن زبائنها كانوا من الأجانب، خصوصا من السفارات والبنوك والمقاولات والخواص.
وبموازاة هذا المشروع، قامت مريم بتصميم أطباق مستوحاة من المطبخ المغربي والمتوسطي، كجزء من مشروعها الخاص بالتموين “مطبخ مريم”.
وفي ما يتعلق بالقيود، تحدثت السيدة مريم عن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وعدم الالتزام بالمواعيد، والإجراءات الإدارية المرهقة والمزعجة.
فبالنسبة لهذه الشابة، ينبغي أن تملك شغفا ومتعة حقيقية لتدرك النجاح في مسارك المهني.
وقالت بابتسامة مشرقة وصوت نابض بالحياة لا يخفي قوة شخصيتها، إن “الخيار ملزم، ومتى ما تم اتخاذ قرار البدء، يكون المرء في قلب تجربة مهنية وإنسانية رائعة”.
تبدأ مريم، المتزوجة بغاني من جنسية أمريكية والأم لطفلة ذات ثمانية شهور، يومها مبكرا جدا وتنتهي في وقت متأخر.
ولتحقيق التوازن ما بين حياتها الشخصية والمهنية، تلتزم مريم بتدبير محكم للوقت وتنظيم لأنشطتها بحسب سلم للأولويات.
تقول بنشاط وافر إن يومها ينقسم ما بين إدارة شركتها ونشاطها الخيري وحياتها العائلية، وانه ليس لديها من وقت لتهدره.
يعبر نظراتها بين الفينة والأخرى بريق يحكي الكثير عن طبعها المتطلب والشغوف وروحها الميالة الى التمرد.
وبأحلام لا حدود لها، تقول مريم “أسمح لنفسي بالحلم”، و “أطمح لمساعدة المزيد من الأطفال للذهاب إلى المدرسة للتوفر على حياة هادئة حيث يمكن لابنتي أن تشعر بالسعادة”. أما على المستوى المهني، فهي تطمح الى جعل مؤسستها المقاولة الرئيسية في تنظيم مختلف أنواع التظاهرات بهذا البلد.

التعليقات مغلقة.