بالمناسبة: ” الوزير مصطفى الخلفي” ذكرني..! بانني “افطرت (يوما!) في رمضان” على “سجارة معارة من أمن الاسبان !” – حدث كم

بالمناسبة: ” الوزير مصطفى الخلفي” ذكرني..! بانني “افطرت (يوما!) في رمضان” على “سجارة معارة من أمن الاسبان !”

“حدث” في مثل هذا الشهر الكريم، من رمضان سنة 1422 هـ ، المواقف لشهر نونبر 2001 م، بعدما ذكرني الزميل في المهنة سابقا، ووزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، من خلال موضوع له في رمضان، تحت عنوان: “النزاع في الصحراء المغربية”: اوهام وحقائق!” ، ردا على ما نشره موقع “الجزيرة” في 5 يونيو 2015 ، تحت  عنوان  “نضال الصحراء الغربية من أجل الحرية يصطدم بجدار”، والذي نشرناه كاملا  يوم الجمعة، 23 رمضان 1436هـ/10 يوليوز 2015 ، (حدث الحدث)، بان “عبد العزيز المراكشي”، كان هو السبب  “في افطارنا (يوم) من رمضان ” ، في التاريخ المذكور ، نحن الصحافيون الثلاث: محمد احمد باهي، (الساقية الحمراء)، بتال، (لومتان الصحراء)، عبد الواحد خليل (الصحيفة) ، وعبد ربه (الحدث)، حيث “شحتْنا” كما يقول المصريون، علبة سجائر من رجل امن اسباني، واشعلناها دفعة واحدة ، امام مرآى حضور مكثف لمرتزقة البوليساريو، ورجال المخابرات الجزائرية، التي كانت تتابع عن كتب ، دخول عبد العزيز المراكشي الى الفندق، لحضور اشغال “الندوة الاوروبية السابعة والعشرين” ، لـ”تنسيق الدعم للشعب الصحراوي” بمدينة اشبيليا، بعدما جندت .. ومولت الجزائر، عدة جمعيات تقدر بحوالي 150 جمعية ، من اموال الشعب الجزائري ، لتناصر “البوليساريو”، مع السماح لها حينذاك الزمن !، “التحرك” في التراب الإسباني، تحت مبررات “الدعم الإنساني” من المجتمع المدني الاسباني وغيرها!، للترويج لاطروحة “مرتزقة البوليساريو”!، وهي ذاتها كانت تسعى لانجاح تلك الندوة للاسترزاق! ، والذي اصبح ذلك الدعم الان ، موضوع مساءلة “لقادة البوليساريو” من طرف المجموعة الاوروبية، حيث كانت وما تزال، تذهب تلك المساعدات الى الحسابات الشخصية، بدل المخيمات.

وبالعودة الى سبب اعتقالنا داخل بهو الفندق، بايعاز من ما كان يسمى بـ”مسؤول البوليساريو في اسبانيا” ، والذي تعرف على الزميل باهي ، للوهلة الاولى، نظرا لـ”المعرفة” السابقة ، في “سجون البوليساريو” في اواسط الثمانينيات، بعدما تفاجأ بما هي الطريقة التي تمكننا من خلالها ولوج الفندق؟، بعدما تمت محاصرة جمعية الصحراء المغربية خارجه ، وطردها بطريقة مهينة واللا انسانية، من اشبيليا في نفس الوقت. كيف ذلك ؟، وما كتبه مصطفى الخلفي، آنذاك حول ملف الوحدة الترابية ، بعنوان: “محاور الصدام المغربي الاسباني الراهن.. خلفيات استراتيجية في المواقف الاسبانية” ! ايضا، واستعرض هنا بالمناسبة ، كيف “فطرت رمضان؟”، وجزء مما حصل! ، في ما يلي:

“قررت جمعية الصحراء المغربية، في شخص رئيسها، رضا الطاوجني، ان تشارك بدورها في تلك الندوة، للتشويش على اعداء الوحدة الترابية، وعلى رئيسها المزعوم عبد العزيز المراكشي ، حيث سعى الى ان تكون الصحافة المغربية حاضرة لتغطية الحدث!، وبما ان الامر يتعلق بملف الصحراء المغربية، قررت “المغامرة ” رفقة الزملاء المذكورين، على اساس ان نسافر الى اشبيليا ،على متن سيارتي الخاصة،وعلى نفقتي ايضا، لسببين اثنين: ملء سيارات الجمعية بالمشاركين، واخذ مسافة بيينا كصحافيين والجمعية.

بعد وصولنا الى اشبيليا ، في ساعة متأخرة من الليل، افترقنا عن الجمعية المذكورة، لناخذ قسطا من الراحة في احد الفنادق، وعلى الساعة التاسعة صباحا من يوم انعقاد تلك الندوة، اتجهنا نحو الفندق نحن الثلاثة، اما الصحافي بتال فكان رفقة الجمعية، والتي تم تطويقها امام الفندق من طرف الاجهزة الامنة الاسبانية، حيث تم تفتيش جميع السيارات، مع حجز الملصقات والمطبوعات التي كانت بحوزة اعضاء الجمعية، لغرض توزيعها داخل الندوة، فارغمت السلطات الامنية ، الجميع على مرافقتها في موكب امني الى الطريق السيار المؤدي الى الجزية الخضراء، وهذا كان امام اعيننا نحن الصحافيين من بعيد، وحينها قررنا التسلل الى داخل الفندق، قبل وصول “المراكشي”، فكان لنا ذلك دون اثارة انتباه الاجهزة الامنية، لكن في الوقت الذي كنا نتظاهر! باننا من عموم الزوار، ونبحث في معرض للكتب والصحف المتعلقة بالبوليساريو ، كانت معروضة للبيع وسط الفندق الى ان تتضح الامور! ، لفت انتباهي شخص يحملق فينا من بعيد، بعينيه الشريرتين وخاصة في الزميل باهي، الذي تعرف عليه بسهولة، لان باهي كان قد قضى عشر سنوات في معتقلات مخيمات تندوف، فاذا به يصيح بصوت عال في وجه مرافقيه، ورجال الامن المتواجدين لتأمين الندوة ، ومشيرا الينا بالقول:”هؤلاء مخابرات مغربية .. امسكوهم !” فاذا بالجميع يلتف حولنا، وحاصرونا في ركن البهو، بعدما نزعت منا الاجهزة الامنية البطاقات المهنية، وجوازات السفر، فرغم ذلك لم نستسلم للوضع ، بل نشينا مشاداة كلامية عنيفة، لا يمكن ذكرها الان، مع اعضاء “مرتزقة البوليساريو” ، ونال قسطا منها “عبد العزيز المراكشي”، اثناء تأهبه للدخول الى القاعة، وخاصة من طرف محمد باهي الذي كانت له معه قصص اخرى! اثناء اعتقاله في تيندوف ، ومن حسن الحظ كان بمعيتي هاتفي النقال، فاتصلت بمندوب وكالة المغرب العربي للانباء بمدريد، الزميل البوندي، لاخبره بما جرى، وبالوضعية التي نحن عليها، فقام في حينه بتعميم قصاصة الاعتقال، وبعدها توصلت بمكالمة من الطاوجني، الذي كان في طريق عودته الى المغرب، ليخبرنا بان وزارة الشؤون الخارجية على علم بما  حصل ، الشئ الذي جعلنا نطمئن على انفسنا رغم ان المكان عمومي ، ونحن صحافيون هدفنا هو نقل ما كان سيجري ويدور في تلك الندوة.

وبعد ساعات من االمشادات الكلامية، بيننا وبين بيادق عبد العزيز، سالنا بعض المسؤولين الامنيين الاسبان، عن : “من يحكم اشبيليا؟ !” فثاروا غضبا شديدا في وجوهنا!، جعلتهم يكثفون الاتصالات مع من يهمهم الامر!، وبعدها قرروا مصاحبتنا الى مرآب السيارات حيث توجد سيارتي، فامرونا بمغادرة اسبانيا ككل وليست اشبيليا فقط، ، و في الحين !، بكلمة “بينْغا.. الخيزيراس” باللغة الاسبانية ، فكان ذلك من خلال مرافقتنا الى الطريق السيار المؤدي الى الجزيرة الخضراء، مع تعميم برقية للحرس المدني، لكي لا نخرج عن الطريق الى غاية الميناء.

وخلال ما حصل!، اصدرت وزارة الشؤون الخارجية آنذاك، تصريحا لمحمد بنعيسى قال فيه: اننا احيانا نصدم للتصعيد الذي نشاهده في اسبانيا ، في ما يتعلق بوحدتنا الترابية ، حتى يكاد المرء ان يعتقد ان اسبانيا اصبحت تندوف رقم اثنين! “وذلك بعدما تم ابلاغ نظيره الاسباني جوزيف بيكي .

وبرجوعنا الى المغرب، استدعاني السفير الاسباني، بعدما استجمع جميع المعلومات!، في ملف وجدته على مكتبه بالرباط، وقال لي بالحرف: ” اعتذر لك باسم اسبانيا ، لانك صحافي مستقل، وكذلك الشأن بالنسبة لصحافي الصحيفة” ، فكان جوابي بعد التقدير والاحترام على الاستقبال ، هو: “الاعتذار اولا للدولة المغربية، وثانيا للنقابة الوطنية للصحافة المغربية” اما انا فقد تعودت على اكثر مما حصل!.

وبدورها نددت الصحافة المغربية، النقابة ، ومراسلون بلا حدود ، بتلك التصرفات التي تمس في العمق، مهنة المتاعب والسياسة التي كانت متبعة في تلك الفترة اتجاه المغرب، والتي تطرق اليها ايضا الوزير الحالي، والصحافي في الزمن ذاك ، كما سبقت الاشارة الى عنوان الموضوع اعلاه !، حيث تحدث فيه عن “ازمة العلاقات المغربية الاسبانية ، التي بدأت في أبريل2001 ، بسبب فشل التوقيع على اتفاق الصيد البحري، وحقوق المغرب في التنقيب عن النفط في المياه الإقليمية المغربية، و الصادرات المغربية الفلاحية ، لأوروبا المارة من التراب الإسباني، وقضايا الهجرة السرية، واليد العاملة المغربية بإسبانيا، وتجارة المخدرات، والصحراء الغربية ومستقبل المدينتين المغربيتين المحتلتين سبتة ومليلة”.. الى ان توقف لدى “الندوة الأوروبية السابعة والعشرين” المعلومة!، ليذكر بـ”ما مارسه الأمن الإسباني، في حق جمعية مناصرة للموقف المغربي!، إذ أجبر موفديها على المغادرة الفورية لإسبانيا” حسب الخلفي، و”غمًض العين!” عمن ينتمي الى مهنة المتاعب، لانه كان “يتعب” هو ايضا للوصول الى المبتغى! ، وكما غمض عينه الان، على ما تعانيه “الحدث” لمدة عشرون سنة مضت، والآتي..! الى ما سنمضي اليه جميعا لنلتحق بمن سبقونا الى “المرحلة الاخرى!“، وذلك موضوع آخر !.

وهذا ما حدث!، في رمضان ذاك الزمن، الذي ذكرني به الزميل الوزير في زمننا هذا، بانني “افطرت يوما في رمضان” ، بسجارة معارة من امن الاسبان !، افديته في نفس اليوم باطعام الزملاء في ليلة “هناك… !” مازالا بلا شك يتذكرانها، لانهم ولله الحمد ما زالوا احياء، كما تذكر الصحافي / الوزير الان، قاعة التحرير!، في رمضان.

وفي انتظار ما سيحدث، اعترف لله باني “افطرت ” من اجل الوطن، لانني رأيت النور سنة 1953 باقليم الحسيمة، في بيت كان يتقاسم في رحابه جموع المقاومين، من اجل هذا البلد الامين، و”مبروك العيد”.

 الصور لبعض الصحف التي واكبت الحدث

 

التعليقات مغلقة.