المنتدى الاجتماعي العالمي: ” تثمين النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية ” و “التنديد بانتهاكات حقوق الإنسان بتندوف التي تشكل مصدر قلق بالغ” – حدث كم

المنتدى الاجتماعي العالمي: ” تثمين النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية ” و “التنديد بانتهاكات حقوق الإنسان بتندوف التي تشكل مصدر قلق بالغ”

ثمن خبيران أرجنتينيان، يشاركان في أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يضم جمعيات ونقابات وحركات اجتماعية من أزيد من 120 بلدا، النموذج التنموي الذي انخرط فيه المغرب بالأقاليم الجنوبية.

وقال عميد جامعة فلوريس، نيستور بلانكو، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه “سجل، في الدراسات التي أجراها في العديد من مناطق العالم، ومن ضمنها المغرب، على الخصوص أقاليمه الجنوبية، أن المملكة قد اعتمدت نموذجا تنمويا ذا أهمية بالغة بهذه المنطقة، بالموازاة مع النموذج التنموي الذي باشرته البلاد بباقي أرجائها”.

وأضاف أنه “سجل أيضا أن الأقاليم الجنوبية للمملكة قد شهدت تقدما كبيرا يضمن لساكنة هذه المنطقة مقومات العيش الكريم وكذا الولوج إلى مختلف المرافق العمومية”.

وفي الشق الاجتماعي، تطرق السيد بلانكو إلى التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب في مجال التعليم والسكنى، مؤكدا أن المملكة تمكنت من الحفاظ على هويتها في ظل تعزيز التنوع.

وأكد أن “المملكة بلد يتمتع بالاستقرار في المنطقة بفضل القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.

وبعدما أبرز وضع “البلد الرائد” الذي يتمتع به المغرب في ما يتعلق ب “تكريس السلام العالمي”، اعتبر عميد الجامعة الأرجنتينية أن المملكة تقف “سدا منيعا في وجه التطرف بمختلف أشكاله، كما تشكل أرضا للاستقبال بالنسبة للمهاجرين من دول الساحل والصحراء الافريقية”.

وأضاف أن هذه المقاربة التي يطبعها الانفتاح تستحق أن تكونونن موضع “إشادة واعتراف” بالنظر إلى أن “سياسة المغرب في مجال الهجرة تقوم على ادماج المهاجرين”.

وأشار إلى أن “حضور المغرب بمختلف المنتديات الدولية، ومن ضمنها منتديات الاتحاد الافريقي، يعكس مقاربة سياسية ذكية، باعتبار أن المملكة بلد رائد في العالم العربي وافريقيا”، كما ثمن الحضور القوي للمغرب بأمريكا اللاتينية وباقي القارات.

من جهته، ذكر سانتياغو بيرلو، أستاذ العلوم السياسية ببوينوس أيريس، بأنه بعد خروج الاسبان من الصحراء المغربية، كانت المنطقة، التي لم تكن تتوفر آنذاك على بنيات تحتية، قاحلة تقريبا ولم تكن بها مستشفيات أو مدارس.

وأكد أن الوضع قد تغير مع استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية وإطلاق مسلسل كبير للتنمية، مشددا على أن “المغرب خصص موارد مالية وكذا استثمارات ضخمة لتعزيز هذه الأقاليم التي تشكل جزءا لا يتجزأ من التراب المغربي”.

وأبرز أن هذه “المناطق تشهد حاليا مختلف أشكال الازدهار والنمو، وتستفيد من الطرق والمطارات والبنيات (التحتية) الجيدة”، مؤكدا أن “لا مكان بالمنطقة لكيان جديد سيقع، برأيه، فريسة في يد المجموعات الإرهابية”.

وشارك الخبيران الأرجنتينيان في ندوة نظمها مركز الدراسات المغاربية للأمريكتين حول “التنمية الاجتماعية والاقتصادية للصحراء  من منظور أمريكا اللاتينية”.

وانطلقت فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي، المنعقد تحت شعار “المقاومة ابتكار، المقاومة تغيير”، يوم الثلاثاء الماضي بسالفادور دي باهيا.

ويشمل هذا الملتقى، الذي يسعى الى التفكير في القضايا المشتركة التي تواجه البشرية، تنظيم 1500 نشاط تتمحور حول تعزيز “عالم ممكن يطبعه السلام والعدالة الاجتماعية والبيئية” وتبادل التجارب خدمة لبلوغ هدف الازدهار.

 ومن جهة اخرى أكد خوان موارغا، مدير مركز الدراسات المغاربية للأمريكيتين، الذي يتخذ من العاصمة الشيلية سانتياغو مقرا له، أن انتهاكات حقوق الإنسان بمخيمات تندوف تشكل مصدر قلق بالغ، داعيا إلى التنديد بها.
و قال موارغا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركته في المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي انطلقت أشغاله الثلاثاء الماضي تحت شعار “المقاومة إبداع، المقاومة تغيير”، ” إننا قلقون جدا بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، واختطاف النساء والتجنيد القسري للأطفال في انتهاك صارخ لنظام الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية”.
و أضاف أنه يجب التنديد بهذه الممارسات وكذلك الوضع في مخيمات تندوف، جنوب شرق الجزائر، حيث “يغيب احترام حقوق الإنسان و كذا حقوق الأطفال”.
و شدد الأكاديمي، الذي شارك في ندوة نظمها مركز الدراسات المغاربية للأمريكتين تحت شعار “التنمية الاجتماعية والاقتصادية للصحراء من منظور أمريكا اللاتينية”، على ضرورة تسليط الضوء على الوضع الحقيقي في هذه المخيمات وتبديد التضليل الاعلامي و نقاط الظل حول قضية الصحراء على مستوى أمريكا اللاتينية.
و من جهة أخرى، أشار مدير المركز إلى أنه خلافا لحالة الجمود التي تطبع موقف الانفصاليين، قدم المغرب مقترح الحكم الذاتي للصحراء، الذي وصفته الأمم المتحدة و المجتمع الدولي بالجدي والقابل للحياة .
و أبرزت الندوة، التي عرفت مشاركة خبراء من أمريكا الجنوبية وفاعلين جمعويين من الصحراء، التقدم المحرز في سياسة التنمية بالأقاليم الجنوبية منذ استرجاعها من قبل المغرب، و ذلك من خلال عرض مدعم بلغة الأرقام حول الاستثمارات الضخمة المخصصة لتطوير هذه الأقاليم، التي تعد جزءا لا يتجزأ من المغرب.
و في كلمة له خلال هذا اللقاء، توقف رئيس الجمعية الصحراوية للتنمية المستدامة وتشجيع الاستثمارات في الداخلة، سيدي أحمد حرمة الله، عند الجهود التي يبذلها المغرب لتطوير الاقتصاد و مناخ الأعمال بالصحراء كتعزيز البنى التحتية للطرق والموانئ.
و سلط الفاعل الجمعوي في مداخلة بعنوان “الوضع في الصحراء من 1975 إلى اليوم”، الضوء على الاستثمارات الضخمة (8 مليارات دولار) التي تم رصدها لمختلف البرامج والمشاريع في هذه الأقاليم.
و بعد تقديم لمحة عن الوضع السائد في المنطقة قبل استرجاع المغرب للأقاليم الجنوبية سنة 1975، أبرز السيد حرمة الله الازدهار الاقتصادي الفعلي الذي تشهده حاليا المناطق الجنوبية على المستويين الاقتصادي و الاجتماعي، مشيرا على سبيل المثال إلى الاستراتيجيات الخاصة بقطاعات السياحة و الصيد البحري و الصناعة التقليدية، والتجارة والخدمات، بالإضافة إلى الزخم الذي أحدثته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
و تم خلال الندوة عرض أشرطة و صور توضح التطور الشامل على كافة الأصعدة بالأقاليم الجنوبية منذ استرجاعها.

 حدث/ومع

 

التعليقات مغلقة.