محمد الأعرج : اختيار وجدة عاصمة للثقافة العربية تشريف يدعونا إلى بذل كافة الجهود لتحويل هذه الحاضرة إلى مركز حقيقي للعمل الثقافي العربي
وأشار إلى أن تسلم المشعل من الأقصر رمز العراقة التاريخية، “يتجاوز بعده الرمزي ليأخذ طابع التكليف العربي بحمل أمانة القبلة الجديدة للثقافة العربية”.
وسجل الوزير أن هذا الحدث الثقافي العربي بامتياز “سيعطي دفعة نوعية جديدة للثقافة العربية لجعلها تحتل المكانة اللائقة بها على المستوى العالمي، وهو ما سيعزز الدينامية الثقافية التي تتميز بها المملكة المغربية في كافة مجالات الفكر والادب والإبداع”.
وذكر السيد الأعرج بأن برنامج عواصم الثقافة العربية، على غرار عواصم الثقافة الأوروبية، مكن، منذ تثبيته من طرف وزراء الثقافة بالوطن العربي في قرارهم الصادر في مؤتمرهم الحادي عشر، من بلوغ جزء من أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في تنشيط المبادرات الخلاقة وتنمية الرصيد الثقافي والمخزون الفكري والحضاري وذلك عبر إبراز القيمة الحضارية للمدينة المستضيفة لفعاليات تظاهرة عاصمة الثقافة وتنمية ما تقوم به من دور في دعم الإبداع الفكري والثقافي تعميقا للحوار الثقافي والانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب وتعزيزا لمنظومة القيم والتآخي والتسامح واحترام الخصوصية الثقافية”.
غير أن هذه العواصم، يضيف الوزير “لم تصل بعد إلى مبتغى فتح جسور ثقافية دائمة بين الدول العربية تتأسس على مشاريع ثقافية مشتركة بينها، يتم إطلاقها بمناسبة تسلم مشعل العاصمة ويتم توطينها على أساس أن تضمن استمرارية تعزز مسيرة التنمية المستدامة باعتبارها الهدف المنشود الذي أحدثت من أجله”، وهو ما يفرض، يؤكد السيد الأعرج “مزيدا من التعاون بين الدول العربية، مع ضرورة تعزيز دور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم باعتبارها راعية برنامج عواصم الثقافة العربية”.
من جانبها، قالت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم، إن انتقال مشعل الثقافة العربية لمدينة وجدة المغربية، “سيضفي بعدا جديدا من الترات الثقافي والفكري والفني والحضاري العربي، للنهل من ألوان ثقافتنا العربية التي تتوحد أمام شعوب العالم وتعزيز مقوماتها الداعية لإعلاء القيم النبيلة وترسيخ المبادئ السامية ونشر الفنون الراقية”.
أما المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، سعود هلال الحربي، فأكد أن الاحتفال بالعواصم العربية “ليس هدفا في حد ذاته، وإنما هو أداة لتوثيق أواصر التقارب ما بين الدول العربية”، مشيرا إلى انتقال شعلة الثقافة من الأقصر الى وجدة، “سيتيح لنا الاطلاع على جوانب من التراث الثقافي والحضاري الذي تزخر به المملكة المغربية”. وتوج هذا الحفل، بتنظيم أمسية فنية أحيتها الفنانة المغربية السوبرانو سميرة القادري، والفنان المصري محمد منير، الذين أتحفا الجمهور الغفير الذي حج إلى ساحة معبد “الكرنك” بباقة من أجمل أغانيهما.
وكان السيد الأعرج ، قد أعلن مؤخرا، عن تنظيم مجموعة من التظاهرات الثقافية والفنية الكبرى بمناسبة اختيار وجدة عاصمة للثقافة العربية لسنة 2018، تشمل مهرجانات وندوات فكرية وتكريم شخصيات ثقافية، بما مجموعه 500 نشاط ثقافي بمشاركة ما يناهز 1200 مثقف وفنان، والتي ستفتتح رسميا يوم 13 أبريل المقبل على أن تستمر إلى غاية 27 مارس 2019.
يشار إلى أن حفل اختتام فعاليات الأقصر عاصمة للثقافة العربية 2017، تضمن، وعلى مدى ثلاثة ايام، سلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية بإشراف من وزارة الثقافة المصرية.
حدث/ومع
التعليقات مغلقة.