بنك المغرب يصدر مجلد “ميلود لبيض .. فن بلاغة الإيجاز” – حدث كم

بنك المغرب يصدر مجلد “ميلود لبيض .. فن بلاغة الإيجاز”

صدر، حديثا، عن بنك المغرب كتاب فاخر بعنوان “ميلود لبيض .. فن بلاغة الإيجاز” يتضمن عددا من لوحات الفنان التشكيلي الراحل، وصوره، ومجموعة من المقالات والشهادات، باللغتين العربية والفرنسية، في حقه بأقلام فنانين وباحثين عايشوه أو درسوا أعماله الفنية.
وقد تم إنجاز هذا المجلد، الذي يقع في 190 صفحة من القطع الكبير، على هامش معرض يحمل العنوان نفسه، ويتم تنظيمه، إلى غاية 31 مارس الجاري، بمتحف بنك المغرب.
وفي تقديم بعنوان “ميلود لبيض .. مظهر عمل فني” للكاتب والناقد الفني عبد الرحمان بنحمزة قال “إن ميلود لبيض يعتبر واحدا من رموز الثقافة المغربية”، مشيرا إلى أن تجربته الفنية “حملت بين طياتها أشكالا فنية عدة، عبر عنها بتقنيات متنوعة، من صباغة زيتية، كواش، حفر فني، ليثوغرافيا … إلى عملية المزج بين تقنيات مختلفة”.
وأضاف بنحمزة، مندوب معرض “ميلود لبيض .. فن بلاغة الإيجاز”، أنه “لا يخفي الراحل كونه استمد بعض الأشكال الفنية من ذاكرته، وتحديدا الأشكال الدائرية حسب قوله”.
وفي مقال للكاتب والناقد الفني فريد الزاهي قال إن لبيض “أظهر قبل زمن طويل، مقارنة بالقاسمي وبعض الفنانين المغاربة، ارتباطا جذريا بصورة الجسد، جسده الأمومي والأنثوي، لوحاته الأولى، كما رسوماته، تستكشف هذه الصورة مجسدة أحيانا بطريقة أكثر واقعية وفي أحيان أخرى بطريقة استيهامية”.
وأضاف فريد الزاهي، في المقال المعنون ب” الجسد ، الأم والوردة .. تأملات حول عمل ميلود”، أن هذه الطريقة “تمسرح وتولف هذه اللوحات مرجعها الذاتي وهويتها الأخرى الداخلية، إحساسات تستكنه الوجود وتعطيه معنى جديدا، الرغبة الشديدة التي تلمع في الدواخل تنعكس في الشغف بالمنحنيات كأشكال رمزية”.
وتحت عنوان “أوتوبورتريهات ميلود لبيض”، كتب الناقد الفني جان فرانسوا كليمون أن “أوتوبورتريهات ميلود لبيض هي حصيلة حياته على امتدادها. لكن خصوصيات هذه تكمن في كونها مرايا لمؤلفها. مع ذلك هي فقط نفسية مؤلفها وليست أبدا حقيقة جسده”.
وأفاد كليمون بأن كاتالوغ ميلود لبيض “يضم قرابة 300 لوحة، منها عشرة أوتوبورتريهات”، مضيفا أن “النموذجين الأكثر قدما من البورتريهات التي توصلنا بها يمثلان مفارقة ويعود تاريخهما إلى 1960 و1961”.
وفي دراسة بعنوان “تسامي وانفعال جمالي”، رأى الكاتب والجامعي عز الدين الهاشمي الإدريسي أنه “مع ميلود لبيض، نحن أمام فنان يشرح إبداعه لاحقا عبر الإثبات الذاتي للعلاقة مع لاشعوره … في مرحلته المتعلقة بالتجريدية الغنائية بخاصة، وهي الفترة الغنية أكثر، فإن صورتي طفولته تندمج مع طاقات إبداعيته”.
وأوضح عز الدين الهاشمي الإدريسي أنها “علاقة مماثلة بشكل نسبي لتلك المنجدزة من قبل إدوار مونخ، صاحب اللوحة الشهيرة (الصرخة)”، مضيفا أن “الفترة الهندسية لميلود لبيض بمربعاتها ومستطيلاتها ظلت محولة لتفادي هذه الصورة الملحة للمسات الدائرية”.
وكتب الناقد الفني بنيونس عميروش أنه منذ أول معرض جماعي شارك فيه ميلود لبيض، ظلت أعماله “تدور في فلك الفطرية التي تحاكي الأجواء الشعبية المشتقة من المشاهد المحلية، بتحلية فنطاستيكية أحيانا ضمن سمات مشهدية متداولة ومفرغة من قواعد رسم الملاحظة، بحكم عصاميته الموصولة بميله الجارف نحو ممارسة الرسم والتصوير”.
وأضاف عميروش، في نص بعنوان “ميلود لبيض .. الاستدارة روح الأسلوب”، أنه “بعد هذه الفترة لم يتأخر ميلود لبيض في تحويل تصويره نحو التجريد، بعد اطلاعه على أساليب الفن الفرنسي الحديث، وتلمسه الواعي للمشهد التشكيلي العام، الذي بات يستبعد نوع التعبيرات الفطرية الفجة حينها، دون إغفال احتكاكه باصدقائه من الفنانين”.
واختتم الكاتب والناقد الفني موليم العروسي نصوص المجلد قائلا إن ميلود لبيض “سوف يتعلم أن يفرق بين مجرد الشكل التزييني ومعناه التاريخي والحضاري”، مضيفا أنه “على عكس زملائه من أمثال مولاي أحمد الدريسي وأحمد الورديغي الذين بقوا مرتبطين بالفن الفطري الذي كان له زبناؤه، سوف يقفز ميلود في المجهول”.
وأضاف العروسي، في نص معنون ب”ميلود أو صمت الحكيم”، أن “اللون والمادة لن يبقى بالنسبة له مجرد إرث حضاري لا يجب التدخل فيه، ولكنهما وسيلتان وجب استعمالهما للتعبير عن الأحاسيس والأفكار العميقة. هذا هو الطريق الذي كان يبدو أن ميلود انخرط فيه”.
يشار إلى أن المعرض الجماعي المنظم بمتحف الأوداية بالرباط سنة 1958 يعد أول محطة لميلود لبيض (1939 – 2008) في تقديم أعماله للعموم، وعاد سنة 1963 في معرض فردي بقاعة باب الرواح بالعاصمة أيضا، قبل أن يراكم خلال مساره الإبداعي عددا من المعارض الفنية كان آخرها قيد حياته معرض فردي بفنيز كادر سنة 2008.
حدث/ومع

التعليقات مغلقة.