“محمد بنحمو”: الدبلوماسية الإنسانية لجلالة الملك هادفها” تحقيق الأمن وحفظ السلام ارتكازا على مبادئ التعايش والحوار والحل السلمي للنزاعات” – حدث كم

“محمد بنحمو”: الدبلوماسية الإنسانية لجلالة الملك هادفها” تحقيق الأمن وحفظ السلام ارتكازا على مبادئ التعايش والحوار والحل السلمي للنزاعات”

أكد رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، أن علاقات المغرب بمحيطه العربي تقوم على دبلوماسية استباقية نشيطة بمقاربة خلاقة تتمحور على القرب والالتزام والتضامن الفاعل والمسؤولية المشتركة.

وأوضح الخبير المغربي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الاحتفال بالذكرى السادسة عشرة لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، أن هذه العلاقات تقوم على مبادئ عامة تتمثل في الاعتدال والوسطية، وحل النزاعات بالطرق السلمية، واحترام مبادئ وقواعد القانون الدولي، وأيضا احترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية للدول، وكذا احترام مبدأ المساواة والمصالح المتبادلة، وبمعية ذلك الالتزام والتضامن مع القضايا العربية وتدعيم مبادرات التكامل والاندماج الجهوي والدفاع المشترك.

ولفت أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق بسلا، في قراءة لاشتغال الدبلوماسية المغربية على الصعيد العربي، الانتباه إلى أن هذه المبادئ تشكل ثوابت مرجعية لسياسة خارجية تجاه هذه الدول “تمتاز اليوم بالعقلانية والجرأة واليقظة والتوازن وعدم التسرع” وتنبني على استراتيجية عملية ودينامية متجددة.

ففي خضم ما تشهده الساحة الإقليمية والدولية من تحولات وتداعيات جيوسياسية، في سياق يغلب عليه التنافر والتجاذب وعدم اليقين، وتحكمه تحديات داخلية حارقة وتفاعلات إقليمية عاصفة وأجندات دولية متضاربة، يمثل المغرب، بحسب هذا الخبير، “واحة أمن واستقرار في المنطقة، ونموذجا للاعتدال والأصالة والتحديث وبناء الدولة الديمقراطية”.

وفي هذا الصدد، سجل أيضا أن المغرب لا ينفك يواكب بدبلوماسية يقظة ومتجددة وحريصة على ثوابتها هذه التطورات والديناميات القائمة ويتفاعل معها، جاهدا بعزم على التأقلم مع تحولات الولادة العسيرة لنظام دولي جديد، ولمناخ جيو- سياسي إقليمي ممزق بأوراق مبعثرة بين تهديد الإرهاب والفوضى والتفكيك الذي يجثم أو يتربص ببعض دول المنطقة.

وفي سياق هذا التفاعل والثبات على المبدأ والالتزام والتضامن الفاعل، يؤكد بنحمو، تندرج الدبلوماسية الملكية التي لها “انشغال أولوي بالقضية الفلسطينية وقضية القدس الشريف بروح قيادية يقظة، جريئة ومتفاعلة مع تسارع وتطور الأحداث”، وهي نفس الروح والدينامية التي تطبع مواقف المغرب المناصرة والداعمة والمتفاعلة مع جميع القضايا المصيرية للأمة العربية والإسلامية.

وأضاف الباحث أن هذا التوجه هو نفسه ما يقف وراء تعزيز وتيرة التفاعل والتضامن مع دول الخليج العربي، التي، قال إنها تثق كثيرا في النموذج المغربي ودور ومكانة المغرب كشريك حيوي، في علاقة متينة واستراتيجية، تعتمد على الروابط الأخوية المتميزة بين جلالة الملك محمد السادس وأشقائه ملوك وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي.

وفي هذا السياق، استحضر مشاركة المغرب في الحملة العسكرية (عاصفة الحزم)من أجل عودة السلطة الشرعية في اليمن، باعتبارها خير دليل على الالتزام والتضامن والدفاع المشترك لدبلوماسية ناجعة وفعالة تنهج مسارا متجددا ومتطورا يتفاعل بجرأة ووفق بعد نظر متبصر بالتحولات المتدافعة.

كما توقف هذا الباحث الأكاديمي عند الدبلوماسية الإنسانية لجلالة الملك، خاصة تلك الداعمة لجهود إنقاذ اللاجئين السوريين، والهادفة إلى تحقيق الأمن وحفظ السلام ارتكازا على مبادئ التعايش والحوار والحل السلمي للنزاعات، مضيفا أن من بين لبنات هذا التوجه الزيارة الملكية لمخيم الزعتري للاجئين السوريين، وتفقد المستشفى الميداني العسكري المغربي، في مبادرة تقدم مساندة للاجئين ودعما للأردن، قال إنها نالت إشادة وإجماعا على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وفي سياق النزاعات الليبية، لفت الانتباه أيضا إلى أن المكانة والثقة التي يحظى بها المغرب بفضل سياسته الخارجية وثوابته الدبلوماسية وأيضا مقاربته المتجددة للتفاعلات الدولية، شكلت أرضية ميسرة لاحتضان الحوار بين الفرقاء الليبيين تحت مظلة الأمم المتحدة، وذلك بهدف الوصول إلى حل سياسي يضمن أمن واستقرار الشعب الليبي، ويحافظ على الوحدة الوطنية والترابية لهذا البلد.

وأكد رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، أنه في ظل هذه الأجواء وفي سياق هذا التضامن المواكب والفاعل، حقق مسلسل المفاوضات بالصخيرات نتائج إيجابية، وشكل محطة لدعم وتزكية الخيار المغاربي الاستراتيجي للمغرب.

وبموازاة تعزيز هذا الخيار، يواصل المغرب بعزم راسخ حفاظا على عمقه التاريخي وتعزيزا لواقعه الجيو- سياسي، يضيف الباحث الأكاديمي، تقوية علاقات التعاون والتنسيق والدعم مع دول الجوار العربي في الشمال الإفريقي، مستحضرا، في هذا الإطار الزيارة الملكية لتونس، وأيضا روح هذه العلاقات الممتدة من موريتانيا إلى مصر والتي تنهل من عمق روابط التاريخ وأيضا من وحدة المقومات والمصير والمصالح المشتركة.

حدث كم/ حاورته:زهور السايح(و.م.ع)

التعليقات مغلقة.