إقليم خنيفرة: إحياء الذكرى 97 لاستشهاد البطل موحى أوحمو الزياني صانع بطولات وأمجاد معركة الهري الخالدة – حدث كم

إقليم خنيفرة: إحياء الذكرى 97 لاستشهاد البطل موحى أوحمو الزياني صانع بطولات وأمجاد معركة الهري الخالدة

 أحيت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، اليوم الجمعة بقرية تملاكت (إقليم خنيفرة)، الذكرى 97 لاستشهاد البطل المجاهد موحى أوحمو الزياني، قائد معركة الهري الخالدة، التي تعتبر ملحمة تاريخية رائدة في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية.
وبهذه المناسبة، نظم مهرجان خطابي، ألقيت خلاله كلمات وشهادات استحضرت أمجاد وروائع وملاحم الكفاح البطولي التي تطفح بها الذاكرة التاريخية الوطنية، وتستظهر الأدوار الرائدة والطلائعية للمجاهد موحى أوحمو الزياني، ذودا عن مقدسات الأمة وثوابتها وإعلاء رايتها خفاقة في سماء المجد والسؤدد والعزة والكرامة.
وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري ، في كلمة له خلال هذا المهرجان ، إن الاحتفاء بذكرى استشهاد المجاهد موحى وحمو الزياني، الذي لبى داعي ربه في 27 مارس من سنة 1921 ، تشكل مناسبة لاستحضار تضحيات شهداء الكفاح الوطني في سبيل الاستقلال والوحدة ونضالهم المستميت من أجل عزة الوطن وكرامته وسؤدده، وفرصة لإبراز صفحات مشرقة من مسيرة نضال هذا البطل وما صنعه من أمجاد وبطولات وملاحم على رأس مجاهدي الإقليم الذين سجل لهم التاريخ بمداد الفخر محطات نضالية وازنة وشجاعة دفاعا عن مقدسات الوطن.
وأضاف السيد الكثيري خلال هذا اللقاء ، الذي حضره، بالأساس، عامل إقليم خنيفرة السيد محمد فطاح وممثلين عن الهيئة القضائية ، وعدد من المنتخبين وثلة من نساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالإقليم، أن الشهيد موحى أوحمو الزياني يعد بطل معركـة الهري المجيدة التي خاض غمارها المقاومون الأشاوس في13 نونبر من سنة 1914، وسجلوا خلالها انتصارات باهرة على الجيوش الغازية التي تكبدت خسائر فادحة في العدة والعتاد والجنود.
وأبرز أن الشهيد يعد بحق علما من أعلام الجهاد المقدس بالمغرب، ورمزا من رموز الكفاح الوطني، يستحضر بإحياء ذكراه ملاحم البطولة وتضحيات شهداء الكفاح الوطني في سبيل الحرية والاستقلال والوحدة الترابية، تجسيدا لقيم الوفاء لأرواحهم الطاهرة، وإشادة بأعمالهم الجليلة ونضالاتهم المريرة والمستميتة من أجل عزة الوطن وكرامته، والدفاع عن مقدساته الدينية وثوابته الوطنية، ومقوماته التاريخية والحضارية.
وأشار إلى أنه في يوم 27 مارس 1921، استشهد الوطني الغيور والمجاهد الجسور موحى أوحمو الذي هب منذ تنامي الأطماع الاستعمارية على المغرب، إلى تحفيز وتعبئة الفلاحين وساكنة أعالي نهر أم الربيع حتى السهول الأطلسية، ويمم سنة 1908 صوب بلاد الشاوية لمؤازرة قبائلها والتصدي لجيش الاحتلال الفرنسي، ومن الشاوية إلى سهول سايس، حيث خاض معارك تمكن خلالها المجاهد من استقطاب وحشد طلائع المجاهدين المناهضين للتدخل الأجنبي، والذين هلوا ووفدوا من كل المناطق المجاورة لقبائل زيان لتعزيز صفوف المقاومة بروح يغمرها الحماس الديني والوطني وتحركها قيم وخصال الشجاعة والشهامة والإباء والغيرة الوطنية وروح التضحية والمسؤولية.

وتابع أن مقاومة البطل موحى أوحمـو الزياني تجلت بقوة غداة محاولات المستعمر لبسط سيطرته على خنيفرة سنة 1914 حيث وقف بصمود منقطع النظير في مواجهته والتصدي لمخططاته، فخاض غمار معارك بطولية ضارية تحتفظ ذاكرة التاريخ وذاكرة هذه الربوع المجاهدة بأمجادها وروائعها، مضيفا أن أكبـر انتصـار حققــه الشهيد هو الانتصـار الذي انتزعـه فـي معركـة الهـري الخالـدة فـي 13 نونبر1914 ، هذه المعركة التي كان لها صدى عميق، ليس فقط في المغرب، بل كذلك في فرنسا.
وشدد أن أسرة المقاومة وجيش التحرير وهي تخلد هذه الذكرى المجيدة برورا بأرواح الشهداء وإكبارا لأعمالهم الجليلة واستلهاما للقيم الوطنية الصادقة التي حملوها، لتؤكد تجندها التام في ملاحم إعلاء صروح الوطن وصيانة الوحدة الترابية وانخراطها في المشروع المجتمعي الحداثي والديمقراطي والتضامني والنهضوي والتنموي.
وقال المندوب السامي ، من جهة أخرى، إن الإحتفاء بهذه الذكرى تشكل أيضا فرصة تستحضر فيها أسرة المقاومة وجيش التحرير أمجاد وروائع الكفاح الوطني، وتستلهم منها قيم الوطنية الحقة وشمائل المواطنة الإيجابية التي تحلى بها الجيل الأول والرعيل الأول للماهدين للعمل الوطني والتحريري من أجل صيانة سيادة الوطن ووحدته الترابية.
وأكد أنه من وحي هذه الذكرى، يتجدد العهد ويتأكد الالتزام بمواصلة مسيرات الحاضر والمستقبل للانتصار للقضية الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية، وتثبيت المكاسب الوطنية، وتعزيز البناء الديمقراطي والمؤسساتي والحداثي، وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة والمندمجة بالمغرب.
وأكد أن أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، التي خاضت معركة الاستقلال إلى جانب جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني ، تغتنم هذه المناسبة الوطنية لتؤكد تعبئتها الشاملة وتجندها التام تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في ملاحم الجهاد الأكبر لإعلاء صروح المغرب الجديد وللدفاع عن الوحدة الترابية والمقدسات الدينية والوطنية.
وتم، بالمناسبة، تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بهذه الربوع المجاهدة، في التفاتة وفاء وبرور وتقدير لخدماتهم الجلى وتضحياتهم الجسام ومكرماتهم الجزلة في معترك المقاومة وساحة الشرف والتحرير، وكذا توزيع إعانات مالية ومساعدات اجتماعية وإسعافات على عدد من المستحقين للدعم المادي والاجتماعي من أفراد عائلات وأرامل قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.
وكان المندوب السامي والوفد المرافق له قد قام بزيارة لضريح الشهيد موحى وحمو الزياني ، والترحم على أرواح شهداء الوحدة والاستقلال وفي طليعتهم الأرواح الطاهرة لفقيدي الأمة والوطن جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، وبالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبأن يقر عين جلالته بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وأن يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد ، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

حدث/ومع

التعليقات مغلقة.