“حسابات زعمائنا السياسيين!” بين “خليدي” و”الفقيه محمد البصري! ” قبل 20 غشت ! – حدث كم

“حسابات زعمائنا السياسيين!” بين “خليدي” و”الفقيه محمد البصري! ” قبل 20 غشت !

سبق وان نشرت هذا الموضوع، في ركن “حدث ويحدث” في وقت سابق، وبما ان في المغرب جميع المواضيع صالحة للنشر،  في كل وقت وحين! وتنطبق مع بعضها في كل مناسبة  وحين!، نعيد نشره على صفحة الموقع كمقال يجيب عن حسابات بعض الزعماء السياسيين، الذين بدأ وا من خلاله توزيع  المناصب والكراسي قبل الاوان،  وكل واحد من هؤلاء كانوا “يحسبون لوحدهم طبعا!” وتنطبق عليهم مقولة: “اللي كيحْسب بوحْدوا كيْشيط لو” ، وكما سبق وان تطرقت الى هذا النوع من الحسابات “الخاوية” . لكن  بعدما تفضل جلالة الملك، بوضع الاصبع على الداء،  وفضح المسكوت عنه، وشرح لشعبه الحسابات الصحيحة، من خلال خطابه التاريخي امس بمناسبة ثورة الملك والشعب . “تْخلط  لحْسابْ!” ،  وفي ما يلي اعادة ما!..:

“حدث” وان اطلعْت على تصريحات، ومدونات بعض القادة السياسيين، في مغرب القرن الواحد والعشرين، تتعلق بحسابات سياسية سواء من حيث الكم، او النوع، في المجال الانتخابي المقبل !، منها ما هو ا”موعود!” في تضخيم ارقام لم يات بها الزمن في مناصب الشغل ، على مستوى الجماعات الترابية المزمع احداثها!، والمقاعد المتوقع حصدها، في المجالس القروية، الحضرية، والان الجهوية، والتي يمكن التربع على رئاستها، ومئات الالاف، ان لم يكن الملايين من اصوات الناخبين ، المفترضين ! او الموجودين ان يصوتوا على احزابهم، من خلال برنامجهم الانتخابي المدروس، من قبل الخبراء الاجانب او الاقارب في المغرب ، وغيرها من الحسابات التي لا يمكن لمتضلع في الرياضيات ان يستخرج نتائجها ولو نسبية!لان الحسابات المادية ليست كالبشرية، ورغم ذلك نجد بعض زعماء الاحزاب السياسية، وخاصة منهم الذين يتظاهرون بـ”الاحترافية” في تضخيم ارقام “المناضلين”، ولو ان (لغة الارقام بليدة في المعادلة السياسية!) ، لاظهار الهالة والتواجد على الساحة ، وخاصة منهم من اصبح يهدد ( ..!) في حالة ما اذا فشل في تحقيق تلك النتائج، سيكون مجبرا على “المغادرة الطوعية” من الزعامة !.

وفي هذا الاطار، استحضرت احدى العمليات الحسابية، التي حصلت وانا في زيارة للجماهيرية العربية الليبية في اواخر القرن الماضي، رفقة وفد كان يضم زعماء الاحزاب السياسية ، كان على رأسهم الدكتور عبد الكريم الخطيب، المحجوبي احرضان، الفقيه محمد البصري ، وآخرون..! وفنانون، وصحافيون ، منهم باهي محمد احمد، محمد الاشهب،مولاي علي العلوي، مولاي عبد الكبير العلوي، اقبال الهامي، عبد الواحد درويش، محمد خليدي، القيادي آنذاك في حزب الخطيب، بصفته مديرالنشر لجريدة العصر ، وعبد ربه، واللائحة طويلة.

ومرد سرد هذه الاسماء بالضبط وربطها بالعملية الحسابية، لها حكاية واقعية تتماشى وحسابات الزعماء المذكورة، حيث اننا كوننا فريقا متجانسا بيننا نحن الصحافيون، اضافة الى الراحلين الفقيه محمد البصري، ومولاي علي الكتاني، واثناء تواجدنا في فندق المهاري بطرابلس، اكتشفنا اننا في حاجة الى العملة الليبية، قصدنا نحن الاربعة: الفقيه البصري، باهي، الاشهب، وكاتب الموضوع، وكالة بنكية داخل البهو  لتغيير العملة الصعبة بالدينار الليبي، وبعدما تم ذلك تفاجانا بالزعيم خليدي يعاتبنا على ذلك بالقول: “الدينار موجود في السوق السوداء باضعاف اضعاف ما حصلتم عليه الان!“، وبما اننا كنا على وشك الوصول، وما زلنا في حاجة الى الدينار، رافقنا الاخير الى السوق المذكور، فحصلنا بالفعل على ثلاثة اضعاف ما حصلنا عليه في البنك، واصبحنا نتوفر على رزم من الاوراق النقدية المحلية، وبعدما انتهت الزيارة التي دامت اربعة ايام، قمنما بجولة في اسواق طرابلس، لشراء الهدايا او شئ هذا القبيل، لصرف ما تبقى لنا من تلك الرزم الدينارية، لكن لا شيئ كان يغرينا على ذلك، فبدأنا نشتري أي شئ، لاستنفاذ عملة القذافي لكن دون جدوى، لاننا غيرنا مبلغا لا يستهان به من العملة الصعبة.

واثناء عودتنا من طرابلس، الى مطار جربة التونسي، جلسنا على طاولة المقهى، نحن قرابة تسعة اشخاص لتناول أي شيئ، وفي حساباتنا نحن الذين نتوفر على تلك الرزم التي لم تنتهي بعد، ان نتخلص منها في تلك المقهى، وفي ذهننا انهم سيقبلون العملة الليبية، نظرا لقرب الجوار، كما هو حاصل في بعض اماكن الحدود، فطلبنا كل ما كنا نحتاج اليه، من مشروبات، حلويات، قهوى، شاي.. سجائر..الخ، وبعدها تسابقنا على الاداء، لاننا اصبحنا اغنياء، لكن المفاجأة الكبرى، هو ان نادل المقهى رفض تلك الرزم بالكامل، وطلب منا ان نؤدي ما في ذمتنا بالعملة الصعبة، وبما ان الجميع استنفذها في السوق السوداء في طرابلس، اصبحنا مرهونين للنادل، فاذا بالراحل الفقيه محمد البصري، يثور في وجه خليدي، مخاطبا الجميع بنرفزة: “شفْتو حساب الخالدي فين وصلْنا؟!“، ومن حسن الحظ بدأت ابحي في جيوبي ومحفظتي عن شئ اسمه “الفرنك الفرنسي انذاك”، لانه هو الذي كان بحوزتي، فعثرت على” 50 فرنكا فرنسيا”، كانت كافية لتحريرنا من ورطة “حساب الخالدي”، ودينار القذافي.

وهذا ما حدث، مع “الحسابات!” ولو انها كانت مادية، لكن العملية الحسابية في مجملها واحدة، لكن الاصعب في العملية برمتها هو الحساب “البشري !” والذي لا يمكن لاي كان ان يخرج بنتيجة كما كان يتوقعها! لو نسبيا، وعسى ان يتم احصاؤها قبل الاوان! سواء من خلال الاصوات، اوما هو موجود (حسبهم ) على مستوى القواعد اذا كانت!، من طرف الاحزاب المذكورة اعلاه، او من في حكمهم، او منهم من كانوا في ركن المتغيبين !، ستكون لهم نتائج ايجابية تتماشى وارقامهم الخيالية، وستخرجهم من الورطة!، اللهم اذا كانوا يتوفرون على شئ ما من الزاد! ، كما حصل لنا “خارج الحساب!” وفي انتظار ما سيحدث، بعد الخطاب الملكي السامي، يبقى “الحساب فالْصُو..”

فمعذرة للزعيم خليدي.

الكاريكاتير للعربي الصبان، يشير الى الريع السياسي وللحسابات في  احلام  بعض السياسيين!

التعليقات مغلقة.