نظمت المؤسسة الوطنية للمتاحف في المغرب ، اليوم الأربعاء، في متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، محاضرة نشطها رئيس الوزراء الفرنسي السابق ،دومينيك دو فيلبان، تحت عنوان “أضواء البحر الأبيض المتوسط: الحداثة والمصالحة بين الضفتين“. وتعتبر هذه المحاضرة جزءا من معرض “البحر الأبيض المتوسط والفن الحديث” الذي يستمر حتى 27 غشت المقبل.
وقال السيد دو فيلبان أن البحر الأبيض المتوسط يتميز ليس فقط بالضوء المرئي ،الذي يغذي الأرض، ولكن أيضا من خلال “الأضواء الفكرية والدينية والسياسية والفنية التي غذت الأرواح بالعقول على مر التاريخ“.
وبفضل الإرث العريق للحضارات المصرية واليونانية والرومانية والعربية الإسلامية، يقول دو فيلبان، تمكن فنانو المعرض من تحديد مدخل الحداثة وأصبحوا أصل العلاقة الجديدة المنسوجة بين الطرفين. وقال دو فيلبان، الشاعر والسياسي والمفكر، ان التظاهرة تقدم لحظة انبثاق الحداثة من زوايا متعددة ، من ولادة المشهد الحديث في بداية القرن العشرين، إلى الإغرابيات بين 1900 و 1930، من خلال ضفاف فوتوغرافية ومحترفات منطقة لوميدي ، من خلال البيت الكاتالاني و مارسيليا ، مهرجان الفن الطلائعي 1956، التصوير الفوتوغرافي من مطلع الخمسينات إلى التسعينات، وأخيرا نيس في الستينيات.
وأضاف أن ضفتي المتوسط، مهد العالم، وقبلة الهجرات، واللتين اكتستا دائما طابع القداسة، بحاجة اليوم إلى ابتكار فضاء أكثر أخوية. واعتبر دوفيلبان أن لمنطقة المتوسط وجهان، الأول مشرق يتجسد من خلال الحداثة التصويرية، وآخر مظلم يتمظهر في الانتقال صوب حداثة عالم منكسر يخضع لاختبارات تمليها التغيرات الاقتصادية والسياسية والعسكرية للصراع العالمي ومعارك إنهاء الاستعمار التي ميزت القرن العشرين.
وأوضح أن هذه التظاهرة الهامة التي خصصت للفن المعاصر والمتوسط مناسبة لإعادة اكتشاف متوسط يشكل أفقا مشتركا بعيدا عن الخوف والحواجز، من خلال نظرة تشكيليين ومصورين فوتوغرافيين وفنانين.
وأبرز أنه من خلال رؤية واضحة ومضيئة، حافلة بالألوان والحماسة، تتوخى هذه التظاهرة أن تصير منصة للتبادل والاستفهام، مضيفا أن غاية الفن هي حث كل فرد على السؤال.
ح/م
التعليقات مغلقة.