الصندوق الأزرق لحوض الكونغو.. التزام ملكي متجدد من أجل إقلاع مشترك لقارة إفريقية موحدة وقوية – حدث كم

الصندوق الأزرق لحوض الكونغو.. التزام ملكي متجدد من أجل إقلاع مشترك لقارة إفريقية موحدة وقوية

إعداد.. عبد الغني اعويفية: يجسد الخطاب المؤسس الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم الأحد ببرازافيل، في افتتاح أشغال القمة الأولى لرؤساء الدول والحكومات للجنة المناخ والصندوق الأزرق لحوض الكونغو، من خلال قوة وأهمية مضمونه، الالتزام الملكي المتجدد من أجل الإقلاع المشترك لقارة إفريقية موحدة وقوية تسير بثبات نحو تحقيق التنمية الشاملة والمندمجة.

وهكذا، جدد جلالة الملك الذي أجمع قادة الدول الحاضرون ببرازافيل على الإشادة بمبادراته النبيلة من أجل إفريقيا، التزامه الثابت والراسخ من أجل القارة الإفريقية، وهو الالتزام الذي يشكل الركيزة الأساسية في السياسة الخارجية التي تنتهجها المملكة.

أفلم يؤكد جلالة الملك في خطابه السامي أن توحد البلدان الإفريقية يظل السبيل الأمثل لرفع مختلف التحديات التي تواجهها القارة ؟

فمن خلال هذه الوحدة، فإن الدول الإفريقية – يؤكد جلالة الملك “ستتغلب على كل الصعاب والتحديات التي تعترض سبيلنا، وترسي نموذجا رائدا كدول قادرة على التحكم في زمام أمورها، وتغيير واقعها، من منطلق الرؤية والطموح اللذين يوحدانها، والأخذ بالأسباب الكفيلة بقيام قارة موحدة، تعتز بهويتها المتعددة وبجذورها المتنوعة، وتمضي بخطى ثابتة على درب التقدم”.

وهنا يتعلق الأمر برؤية ملكية تجلت في كامل بهائها خلال السنوات الأخيرة، وذلك بفضل الزيارات المتعددة التي قام بها صاحب الجلالة لمختلف الأقطار الإفريقية، من غرب إفريقيا إلى شرقها ووصولا إلى المناطق الأكثر بعدا بجنوب القارة.

ولعل المشاريع التنموية والشراكات التي أطلقها جلالة الملك خلال تنقلات جلالته بالقارة، لهي خير شاهد على كثافة الالتزام من أجل إفريقيا.

ولقد جاءت هذه المشاريع، التي تتميز بقيمتها المضافة العالية وتأثيرها المباشر والفعال على الحياة اليومية للساكنة، لتطبع بشكل جيد هذه الإرادة الراسخة لجلالة الملك من أجل القيام بعمل مشهود لفائدة قارة إفريقية تستحق أن تتوفر على الموارد الضرورية التي تمكنها من الأخذ بزمام شؤونها.

وبرأي الخبراء ومراكز البحوث الإفريقية والأجنبية، فإن المقاربة الملكية للتنمية المندمجة بإفريقيا، تفرض نفسها بفضل طابعها الشامل والمتفرد.

وفي الواقع، فهي تمس جميع المجالات الحساسة بالنسبة لمستقبل القارة: من التنمية البشرية إلى القطاعات المجددة التي تشكل هندسة اقتصادات القرن الواحد والعشرين.

والأكيد أن البيئة، وتحديدا مكافحة التغيرات المناخية، تحتل مكانة جوهرية في سياق هذه الرؤية. وهنا، يتعلق الأمر يإدراك حقيقة لا تكاد تخفى عن أحد: إفريقيا، القارة التي تساهم بأقل قدر في الاحتباس الحراري لكوكبنا الأرض تعد الضحية الأولى للتغيرات المناخية.

وانطلاقا من هذه القناعة، حرص جلالة الملك ضمن خطابه السامي ببرازافيل، على التأكيد أنه، وفي سياق بناء إفريقيا الغد، يتعين أن يكون الحفاظ عل البيئة أساس الإقلاع المشترك للقارة والقاعدة التي سيشيد عليها نموها المندمج.

ويبدو جليا أن التزام جلالة الملك من أجل كل مبادرة تتغيى تحسين المعيش اليومي للإنسان، ليست وليدة اليوم.

إنه التزام تجسد منذ اعتلاء جلالة الملك عرش أسلافه الميامين، ليتجلى بعد ذلك في قالب أكثر واقعية هدفه تحقيق إقلاع القارة الإفريقية.

وهكذا، فإن خطاب برازافيل يأتي لتعزيز هذه الرؤية الملكية الحريصة على مصاحبة التغيرات العميقة التي تشهدها القارة، وذلك بروح من التضامن الفاعل، قصد رفع التحديات التي تنتظر إفريقيا الغد في إطار الوحدة.

وفي هذا الصدد يقول جلالة الملك “ينبغي أن نعمل سويا على مراعاة ارتفاع حرارة الأرض، وما يتصل به من مخاطر في مختلف سياساتنا، وعلى تحويل اقتصادياتنا، بما يجعلها تستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة”، قبل أن يؤكد جلالته أن ‘المملكة المغربية لن تذخر أي جهد في سبيل تفعيل المشاريع الكبرى المهيكلة لقارتنا”.

ولعل هذا هو مغزى السياسة الإفريقية التي تنتهجها المملكة، والتي تجسدت من خلال الخطاب الملكي السامي، السياسة القائمة على توحيد جهود الأفارقة وتوجيههم نحو بناء إفريقيا قوية وموحدة، إفريقيا متحررة من الهواجس والمعيقات القديمة، والمتجهة بثبات صوب مستقبل أفضل.

التعليقات مغلقة.