التراث الحساني يستأثر باهتمام الإيطاليين الشغوفين باستكشاف تاريخ وحضارة المملكة | حدث كم

التراث الحساني يستأثر باهتمام الإيطاليين الشغوفين باستكشاف تاريخ وحضارة المملكة

30/04/2018

تحتفي الدورة السادسة من المهرجان المغربي – الإيطالي، المنظمة بتريفيزو (شمال إيطاليا)، والتي تختتم فعالياتها اليوم الإثنين، بالثقافة الحسانية التي استأثرت باهتمام الجمهور الإيطالي الشغوف بسبر أغوار حضارة وتاريخ المملكة.

ولفسح المجال أمام الإيطاليين لاكتشاف التراث الثقافي للأقاليم الجنوبية للمغرب ، يفتح المهرجان نافدة على الموروث الأدبي الحساني، والموسيقى الحسانية والتعبيرات الجسدية مع عرض للزي التقليدي (الملحفة) وتقديم أطباق من المطبخ الصحراوي الأصيل، بالإضافة إلى إبداعات الصناع التقليديين بهذه الأقاليم.

وشكل هذا المهرجان مناسبة أيضا لاستعراض الأوراش المعلن عنها في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية من خلال معرض تضمن صورا فتوغرافية لهذه الأوراش ، كما تم عرض مؤلفات حول الصحراء المغربية معززة بصور. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز رئيس المهرجان عبد الله الخزراجي، أن النسخة السادسة من المهرجان المغربي – الإيطالي ركزت على الثقافة الحسانية لكونها جزء لا يتجزء من الثقافة المغربية.

وأشار إلى أن برنامج هذه الدورة تضمن العديد من الأنشطة المتنوعة من بينها المعرض المغربي الذي أقيم في ساحة الاستقلال في تريفيزو . من جانبه، قال نائب رئيس جمعية رابط الفتح مصطفى الجواهري إن المهرجان المغربي الإيطالي يولي أهمية خاصة للتنمية الثقافية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، مذكرا بأن الصحراء شكلت محورا أساسيا ضمن محاور الدورات السابقة لهذا المهرجان.

بدوره، أبرز الباحث الأكاديمي في الثقافة الحسانية الطالب بويا العتيك أن الندوة التي نظمت ضمن فعاليات الدورة السادسة للمهرجان أبرزت بجلاء مكنونات وتجليات الثقافة الحسانية، مضيفا أن الحديث عن غنى وتنوع الثقافة الحسانية المتجذرة في تاريخ المملكة أثار فضول الحاضرين المتعطشين لاكتشاف تاريخها العريق وتراثها الشفهي المتوارث. وأبرز السيد العتيك، وهو المدير الجهوي لوزارة الثقافة بكلميم، أن التراث الحساني هو “ثقافة عالمة” تمتح من لغة عربية فصيحة ذات حمولات تراثية كونية وإنسانية، مستعرضا أوجه هذه الثقافة كالشعر الحساني المستلهم من البيئة الصحراوية، و الخيمة التي لا يمكن اخترالها في مجرد سكن يحمي من قسوة برد شتاء والقيظ صيفا، بل لها ابعاد اجتماعية وثقافية تجسدها جلسات علمية و أمسيات شعرية تلقى فيها قصائد تعد بمثابة سجل وديوان الحياة الصحراوية بجميع تمظهراتها.

وأشار أيضا إلى جلسة الشاي الصحراوي التي لها طقوس مميزة تنأى بها عن المألوف، إذ الغاية منها إثراء نقاشات أدبية و فقهية وأحيانا اجتماعية بحضور مثقفين، فنانين وأدباء . ومن أجل الحفاظ على الثرات الحساني ، دعا السيد العتيك إلى تحفيز الشباب المغربي على الاهتمام بهذه الثقافة وإيلائها الأهمية اللازمة ، سواء من خلال الدراسات الأكاديمية أو الأبحاث الثقافية و الفنية.

وذكر بأن وزارة الثقافة والاتصال أعلنت مؤخرا أنها شرعت في تفعيل البرنامجين المتعلقين بجرد التراث الحساني غير المادي، وتأهيل الموسيقى الحسانية، وذلك في إطار مخطط عملها الرامي إلى النهوض بالمشهد الثقافي على المستوى الوطني، وتفعيلا لمقتضيات المكون الثقافي في عقد برنامج وإنجاز برامج التنمية المتعلق بالجهات الجنوبية الثلاثة للمملكة.

ونظمت على هامش هذا المهرجان أيضا ندوة حول الهجرة في حوض البحر الأبيض المتوسط، أبرز خلالها المشاركون أهمية ” السياسة الجديدة للهجرة التي يعتمدها المغرب، بفضل توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وفي إطار فعاليات هذه الدورة، نظم مساء أمس الأحد حفل فني أحيته فرق فلكلورية مغربية وأجنبية، وتخللته رقصات على إيقاع الموسيقى الحسانية.

الصورة من الارشيف

م/ح

التعليقات مغلقة.