كلميم: باحثون يبرزون دور المملكة في نشر الاسلام السمح بإفريقيا جنوب الصحراء – حدث كم

كلميم: باحثون يبرزون دور المملكة في نشر الاسلام السمح بإفريقيا جنوب الصحراء

أبرز باحثون مشاركون في ندوة فکریة دولیة حول “المدرسة الكنتیة قناة للتواصل بین المغرب و إفریقیا جنوب الصحراء”، انطلقت أشغالها أمس الأربعاء بكلميم، دور المملكة في نشر الاسلام السمح بافريقيا جنوب الصحراء. وتوقف المشاركون في هذه الندوة التي ينظمها مركز تكوصت للتوثيق احتفاء بالعلامة المرحوم محمد المنوني عند الوشائج الوطيدة والمتأصلة في التاريخ التي تربط بين الطريقة القادرية الكنتية والسلاطين المغاربة منذ عهد الدولة المرينية الى عهد الدولة العلوية الشريفة.

وفي هذا السياق، أبرز ممثل الحركة الوطنية لتحرير أزواد وتنسيق الحركات الأزوادية بموريتانيا، السيد بن بيلا الكنتي، أن الكنتيين، الذين يمتد وجودهم من برقة بليبيا الى السواحل الأطلسية بالمغرب، وعبر تاريخهم المكتوب، ظلوا على تواصل وثيق مع المملكة.

وأوضح السيد بن بيلا أن ثلاثة من أجداده من شيوخ المدرسة الكنتية (سيدي يحيى الكنتي وسيدي علي الكنتي وسيدي عثمان الكنتي) كانوا على تواصل دائم مع سلاطين الدولة العلوية الشريفة لا سيما مع سيدي محمد بن عبد الله الذي كان سلطانا عالما يحب العلماء ويحتفي بهم ويتواصل معهم.

واعتبر بيلا أن الاتصال بالسلطان المغربي من قبل شيوخ المدرسة الكنتية بأزواد “كان طبيعيا جدا، على اعتبار أن الكنتيين بأزواد كانوا لا يعترفون بأي بسلطة دينية بالفضاء المغاربي الا بالسلطة الدينية للسلطان المغربي باعتباره أميرا للمؤمنين”.

واستنتج السيد بلا أن لهذا التواصل بين الكنتيين ، الذين ينحدرون من سلالة عقبة بن نافع، أثره العميق في نشر ثقافة السلم والاستقرار والمحبة في بلاد الصحراء والسودان، مسجلا أيضا أن رحلة القوافل التجارية لم تكن تنقطع إطلاقا بين المغرب وبلاد الصحراء وبلاد السودان ، بل “إن المملكة المغربية لا سيما الدولة السعدية بسطت سلطتها بشكل مباشر على ما يسميه الأزواد ببلاد السودان الى ما بعد نهر النيجر”.

أما مقدم الطريقة الكنتية بأزواد ،سيدي أحمد الشيخ ، فأكد العلاقة التي كانت موجودة بين الشيخ الأول للطريقة سيدي اعمر الشيخ وبين الدولة السعدية لاسيما أحمد المنصور الذهبي، حيث استفاد مريدوه وأتباعه وتلامذته من ظهير شريف يمنحهم امتيازات كثيرة كالاعفاء من المكوس(الضريبة).

كما شدد على “التعاون الوثيق” الذي كان يجمع بين شيوخ الطريقة القادرية الكنتية والدولة العلوية، وهو التعاون الذي أدى الى نشر الإسلام السمح جنوب الصحراء الكبرى.

ومن جهته ذكر مدير الخزانة الملكية، السيد أحمد شوقي بنبين، خلال هذا اللقاء المعرفي الذي حضر أطواره علماء وباحثون يمثلون الطريقة ببلدان موريتانيا ومالي والجزائر والسينغال وفرنسا وقطر، بالجذور التاريخية للطريقة القادرية الكنتية السنية والأدوار الكبرى التي لعبتها في نشر الإسلام وإحياء هذه الطريقة الصوفية السنية، التي تنسب لعبد القادر الجيلالي، بافريقيا جنوب الصحراء وكذا وقوفها أمام المد الأوروبي في افريقيا.

وأشار السيد بنبين الى أن معظم خزائن المغرب، لاسيما الخزانة الملكية بالرباط، تضم مجموعة أساسية وكبيرة من مؤلفات شيوخ الطريقة ومريديها، مبرزا بدوره حرص علماء وشيوخ الطريقة على نشر السنة النبوية في افريقيا جنوب الصحراء.

أما رئيس مركز تكوصت للتوثيق، المنظم للندوة، سعيد كويس، فذكر بدور شيوخ وعلماء الطريقة القادرية الكنتية في تقوية العلاقات الثقافية والروحية مع الشعوب الافريقية جنوب الصحراء وكذا في نشر قيم التسامح والسلام ونبذ العنف والتطرف، مبرزا أهمية تنظيم هذه الندوة بحاضرة جهة كلميم واد نون من أجل تسليط الضوء على جوانب من تاريخ المدرسة الكنتية وأعلامها خاصة العلامة المرحوم محمد المنوني (من المغرب) الذي تحتفي به الندوة.

ويبحث المشاركون في الندوة التي تستمر الى يوم رابع ماي الجاري والتي تم خلالها تكريم عدة شخصيات مغربية وأجنبية، عدة محاور بينها ” أعلام المدرسة الکنتیة” و” الامتداد العلمي والتأثیر الصويف للمدرسة الکنتیة” و “النفوذ السیاسي والدور الإصلاحي للمدرسة الکنتیة”.

كما يناقشون أيضا ” الآثار الفکریة المکتوبة للمدرسة الکنتیة” و “الرحلات العلمیة والسیاحة الدینیة” و “دور المدرسة الكنتية في محاربة الاستعمار الاجنبي لبلاد المسلمین والغزو الفکري” و “منهج المدرسة الکنتیة الصوفي الوسطي ودوره في نشر السلم الأهلي في افریقیا” و “التأصیل التاریخي والجغرافي للمجموعات الکنتیة”.

التعليقات مغلقة.