الشعراء المغاربة بتطوان: الدعوة إلى إيلاء مزيد من الاهتمام بالشعر في الإعلام المغربي – حدث كم

الشعراء المغاربة بتطوان: الدعوة إلى إيلاء مزيد من الاهتمام بالشعر في الإعلام المغربي

دعا ثلة من الشعراء المغاربة، السبت بتطوان، إلى إيلاء مزيد من الاهتمام والبروز للشعر في الإعلام السمعي والبصري والصحافة المكتوبة بالمغرب لضمان نشر هذا الصنف الإبداعي على نطاق واسع.

وأشار المتدخلون في ندوة حول “الشعر والإعلام”، ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الشعراء المغاربة المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى أن الشعر، باعتباره واحدا من الأنماط التعبيرية النبيلة وجزءا من الهوية اللغوية والثقافية، كان على الدوام بمثابة جنس أدبي أساسي، منوهين بأن المكانة المخصصة للشعر في الإعلام الجماهيري “محدودة للغاية”.

في هذا الإطار، سلط المحاضرون الضوء على بعض خصوصيات التعبير الشعري التي لا تتماشى مع خصائص الفضاء الإعلامي، حيث السرعة والاقتضاب وبساطة التعبير من قواعد الاشتغال، لافتين إلى أن الشعر لا يتوجه للنخبة فقط، بل لعموم الناس أيضا، لكونه يشكل شذوا دائما بالحياة اليومية ويندرج ضمن التراث اللامادي الذي يتعين الحفاظ عليه.

وعلى اعتبار أن كل الحضارات والثقافات كانت تنظم الشعر على مر التاريخ، يشكل الشعر بالتالي وسيلة كتابة تاريخية تحفظ الذاكرة، ما يؤهله ليشكل أداة للتعبير الإعلامي أيضا، قادرة على أن تفتح آفاق الحوار والسلام في عالم يمتاز بتصاعد حدة العنف والإرهاب وكراهية الأجانب.

وبهدف تعزيز حضور الشعر في الإعلام، أشار الشعراء إلى أهمية تشجيع التقارب بين الشعر وباقي الفنون كالمسرح والرقص والموسيقى والتشكيل، والتي تتوفر على مكانة أبرز في الإعلام، إلى جانب الدعوة إلى تشكيل نخبة إعلامية متخصصة في المجال الثقافي، خاصة ضمن مختلف ضروب الشعر.

واعتبروا أن الإعلام مدعو إلى أن يضطلع بدور الوسيط على مستوى التلقي الجمالي للشعر، من خلال إدراجه ضمن البرامج الثقافية الإذاعية والتلفزيونية، متسائلين عن الحاجة إلى إبداع “شعر جديد” بالنظر إلى التحديات الجديدة التي يفرضها “الإعلام التفاعلي الجديد” باعتباره تقاربا بين تكنولوجيات الإعلام والشبكات الاجتماعية.

وتميزت الندوة، التي نشطها الشاعر نجيب خضاري، بمشاركة الشعراء عبد الوهاب الرامي واسمهان عمور ومحمد بشكار، والذين عادوا إلى مساراتهم المهنية التي تتداخل فيها العلاقات المتوترة بين عالمي الشعر والإعلام.

وتميزت الندوة بتوزيع الجوائز على طلبة الماستر الذين شاركوا في ورشة “الكتابة وبلاغة الشهر”، التي نظمتها دار الشعر بتطوان بين نونبر وفبراير الماضيين.

ويشهد المهرجان، الذي تنظمه دار الشعر بتطوان بتعاون مع وزارة الثقافة والاتصال ودائرة الثقافة في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة على مدى 3 أيام، مشاركة ثلة من المفكرين والفنانين والشعراء المغاربة والأجانب، وذلك من أجل الاحتفاء بقوة الكلمة الشعرية المبدعة.

ح/م

التعليقات مغلقة.