المشاركون في اللقاء الإفريقي بالداخلة: إفريقيا مدعوة أكثر من أي وقت مضى للنهوض بشراكات مبتكرة في مجال الذكاء الاقتصادي – حدث كم

المشاركون في اللقاء الإفريقي بالداخلة: إفريقيا مدعوة أكثر من أي وقت مضى للنهوض بشراكات مبتكرة في مجال الذكاء الاقتصادي

أكد المشاركون في اللقاء الإفريقي حول “الذكاء الاقتصادي بإفريقيا، تجارب وطنية وشراكات إفريقية” المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس السبت بالداخلة، أن إفريقيا مدعوة أكثر من أي وقت مضى للنهوض بشراكات مبتكرة في مجال الذكاء الاقتصادي، ما يستدعي مزيدا من التعاون داخل القارة للتحسيس بالممارسات الجيدة في هذا المجال.

وسجلوا في توصياتهم في ختام هذا اللقاء، الذي ن ظم يومي الجمعة والسبت في إطار الجامعة المفتوحة للداخلة، من قبل جمعية الدراسات والأبحات من أجل التنمية، ضعف التعاون الإفريقي في مجال النهوض بالممارسات الجيدة في مجال الذكاء الاقتصادي بإفريقيا، معربين عن أسفهم لغياب نموذج يوحد البلدان الإفريقية حول رؤية مشتركة في هذا المجال.

وأبرزت هذه التوصيات، التي تلاها رئيس الجامعة المفتوحة للداخلة وجمعية الدراسات والأبحاث من أجل التنمية، ادريس الكراوي، وجود عجز حقيقي في معرفة جوانب أساسية اليوم بالنسبة للقارة الإفريقية، لاسيما القضايا المتعلقة باليقظة الاستراتيجية والأمن الاقتصادي والذكاء الاصطناعي والقانوني والاجتماعي والثقافي، مؤكدة أن أفريقيا تعاني من عجز هيكلي كبير في هذا المجال.

وتابع المشاركون أن اعتماد ممارسات الذكاء الاقتصادي أصبح بالنسبة لأفريقيا شرطا أساسيا لمرافقة مشروعها الطموح لبناء قارة موحدة وقوية، مشيرين إلى أن هذا الخيار يفرض اعتماد سياسة يقظة استراتيجية جماعية، تقوم على النهوض بالممارسات الجيدة لضمان الأمن الاقتصادي الشامل.

ووعيا منهم بافتقار إفريقيا لسياسات عمومية حقيقية مخصصة للذكاء الاقتصادي تحكمها قيادة مؤسسية موحدة من مستوى رفيع بالدول الأفريقية، أشار المنتدون إلى أن إحداث “منتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي” من شأنه أن يزود القارة بالممارسات الجيدة للذكاء الاقتصادي بكل تنوعه. وأشاروا إلى أنه في ظل غياب دراسات مقارنة تمثيلية حول وضعية الذكاء الاقتصادي بإفريقيا، فإنه من الصعب للغاية القيام بتقييم عام لجميع تجارب دول القارة، موضحين أنه يمكن تسجيل العديد من الملاحظات اعتمادا على المساهمات المتفرقة التي ينتجها الخبراء والباحثون والمؤسسات المتخصصة.

كما سجلوا غياب التعاون بين الدول الإفريقية في مجال الذكاء الاقتصادي، باستثناء تعاون تلقائي غير دائم وغير مؤسساتي على مستوى التوجيه المؤسسي، مشيرين إلى أن اللقاء الإفريقي للداخلة مكن من قياس الحاجة إلى تبادل الخبرات وتبادل المعلومات حول المؤشرات الأكثر نجاعة باقتصاديات الدول الأفريقية.

وأكدوا على ضرورة تقاسم الخبرات الدولية في مجال الذكاء الاقتصادي من أجل تعزيز قدرات الدول والمقاولات والجامعات ومراكز الأبحاث ومراكز الدراسات في هذا المجال، والسماح للقارة بتحقيق إنجازات على المستوى التكنولوجي والتدبيري في ما يتعلق بالسياسات العمومية للذكاء الاقتصادي، داعين إلى جعل هذا المنتدى منصة في خدمة جميع الجهات الفاعلة والقوى الحية لمجتمعات واقتصاديات القارة، وكذا العمل على إحداث مؤسسات للذكاء الاقتصادي في البلدان الإفريقية التي لا تتوفر عليها، وخصوصا تطوير شراكة مبتكرة في هذا المجال.

وذكروا أيضا بأن هذا المنتدى من شأنه تعزيز ممارسات الذكاء الاقتصادي في إفريقيا، ونشر المعرفة العلمية المرتبطة بالذكاء الاقتصادي واليقظة الاستراتيجية بإفريقيا لدى الشركات والإدارات والجامعات ومراكز البحوث، وتطوير التبادل وتشارك المعرفة والخبرة بين الجمعيات الأعضاء في المنتدى.

ويروم هذا اللقاء الإفريقي، الذي يعرف مشاركة ممثلين عن 23 دولة ناطقة بالأنجليزية والبرتغالية والفرنسية ومن منطقة المغرب الكبير، نشر المعرفة والخبرة في مجال الذكاء الاقتصادي واليقظة الاستراتيجية لدى الشركات والإدارات والجماعات الترابية والجامعات ومراكز الأبحاث بإفريقيا، وتبادل الخبرات في هذا المجال، وتعميق دراسة الأبعاد الجيو-استراتيجية للقارة الإفريقية.

ح/م

التعليقات مغلقة.