أمير المؤمنين يؤدي صلاة الجمعة بمسجد محمد السادس بسلا الجديدة – حدث كم

أمير المؤمنين يؤدي صلاة الجمعة بمسجد محمد السادس بسلا الجديدة

سلا الجديدة: أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الامير مولاي الحسن ، اليوم، صلاة الجمعة بمسجد محمد السادس بسلا الجديدة.
وقال الخطيب في خطبتي الجمعة إن من الأمور التي تساعد على فهم الدين والتمسك بقيمه المثلى، تدبر موافقته لهذا العصر الذي نعيش فيه، مستعرضا من بين الأمثلة البينة الواضحة على ذلك، مسألة الأخلاق والتخليق.
وتابع في هذا الصدد أن مصطلح التخليق، ولا سيما على مستوى الحياة العامة، يعني السعي إلى أن يسير الناس، ولاسيما في علاقات بعضهم البعض، على هدى الأخلاق السامية التي تحفظ كرامة الفرد، وتصون حقوق الجماعة، موضحا أنه حبذا لو كانت مراجعنا عند الكلام عن الأخلاق والتخليق مستحضرة لمنابع ديننا الحنيف، ألا وهي القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة، وهو ما لا يتناقض مع كل التوافقات الكونية حول المبادئ والقيم السلوكية. والأهم في الأمر، وحتى لا نعاني من انفصام في شخصيتنا الثقافية، هو استحضار توجيهات الإسلام فيما يتعلق بالأخلاق والتخليق”.
وذكر الخطيب بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف” ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء”، مبينا أن مثل هذا الحديث وغيره كثير، تبين بجلاء مدى اهتمام ديننا الإسلامي الحنيف وعنايته بالأخلاق الفاضلة، والمكارم الحميدة، لأنها من الأسس الضرورية العظمى، والدعائم القوية الكبرى لبناء مجتمع متماسك متحاب، بناء قويا متينا يحفظه من كل أدواء الشر، وأسباب الفساد، وعوامل الهدم، وشتى أنواع الانحراف والانحلال.
وبين أن رسالة الإسلام جامعة لكل خير وسعادة، وشاملة لجميع مناحي حياة الفرد والمجتمع: في العقيدة والعبادة، وفي الأخلاق والسلوك والمعاملة، ولذلك أوصى الإسلام أهله بمكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال، ودعاهم إلى الاقتداء والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدد الغاية من بعثته في تزكية النفس وتطهيرها، والتسامي بالمجتمع الإنساني إلى مستوى رفيع في النبل والأخلاق والسلوك.
ومن جهة أخرى ذكر الخطيب أن الأخلاق في الإسلام ليست من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها، بل هي أصول ثابتة في حياة المسلمين، مضيفا أنه يتعين علينا جعلها نصب أعيننا وفي صدورنا وقلوبنا، وأن نجسدها في تصرفاتنا وتعاملنا، مصداقا لما روي عن الرسول الكريم حين سأله رجل : “ما الدين يا رسول الله؟” فقال: “حسن الخلق”، فجاءه من قبل يمينه وسأله السؤال نفسه وكان الجواب: “حسن الخلق”، ثم جاء من الشمال ومن الخلف وسأله السؤال، وكان الجواب هو الجواب. وقال صلى الله عليه وسلم: “إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا”.
وفي الختام رفع الخطيب وجموع المصلين أكف الضراعة إلى الله تعالى بأن ينصر أمير المؤمنين، ويقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ويحفظ جلالته في كافة أسرته الملكية الشريفة.
كما ابتهل المصلون إلى الله تعالى بأن يتغمد بواسع مغفرته ورحمته ورضوانه الملكين المجاهدين، الصالحين المصلحين، مولانا الحسن الثاني ومولانا محمدا الخامس، ويكرم مثواهما ويطيب ثراهما ويرفع مقامهما في أعلى عليين، مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

 

 

 

التعليقات مغلقة.