أستاذ العلوم الإسلامية في جامعة أكسفورد: حضور النساء في المساجد يعكس رسوخ الدين في قلوب أهل المغرب رجالا ونساء – حدث كم

أستاذ العلوم الإسلامية في جامعة أكسفورد: حضور النساء في المساجد يعكس رسوخ الدين في قلوب أهل المغرب رجالا ونساء

أشاد أستاذ العلوم الإسلامية في جامعة أكسفورد، السيد محمد أكرم الندوي، بالحضور الكثيف للنساء في المساجد والمحافل العلمية بالمملكة، معتبرا أنه يعكس رسوخ الدين في قلوب أهل المغرب رجالا ونساء.

وأضاف السيد ندوي، الذي يحضر سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية لهذه السنة، والذي كان قد ألقى درسا بين يدي أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قبل سنتين، تناول فيه موضوع “إسهام النساء في الحديث النبوي الشريف”، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن حضور النساء في المساجد في العالم الإسلامي قليل جدا، بل يكاد يكون منعدما في بعض البلدان، خلافا لما هو عليه الأمر في المغرب حيث يحضر المساجد جمع كبير من الرجال والنساء على حد سواء.

وأوضح أنه ركز خلال الدرس الذي ألقاه في حضرة جلالة الملك، على أن “الناس عامة يعرفون أن للرجال دور كبير في العناية بالحديث النبوي الشريف، قراءة وسماعا وإسماعا، لكن قلما يعرفون الدور الذي لعبته النساء في نشر الحديث النبوي الشريف”.

وأبرز أنه منذ القرون الهجرية الأولى كان هناك العديد من النساء ممن عرفن بسعيهن لنشر الحديث، مشيرا إلى أنه ألف كتابا في هذا الموضوع بعنوان “الوفاء في أسماء النساء”، يجمع تراجم حوالي 10 آلاف امرأة كان لهن دور في هذا المجال، وكن من النساء اللائي درسن الحديث في المساجد الكبرى والمدارس والكليات وعامة المحافل والمجالس، ومنهن من كانت لهن دروس في الحرم المكي والمسجد النبوي الشريف والمسجد الأقصى وفي مساجد الشام ومصر ومدارس المغرب.

وعبر عن اعتزازه بالصدى الطيب الذي خلفه هذا الدرس من الدروس الحسنية في هذا المحفل العلمي المبارك، الذي يجتمع فيه علماء مسلمون من كافة أنحاء العالم، معربا عن شكره لجلالة الملك وللشعب المغربي على اهتمامه بهذه الدروس المباركة.

واستحضر الباحث في مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية زيارته للمغرب سنة 1992، بمناسبة حضوره للدروس الحسنية التي كانت تلقى آنذاك في حضرة جلالة المغفور له الحسن الثاني، مؤكدا أنه استفاد كثيرا من العلماء المتواجدين في المغرب ومن حضوره للندوات العلمية.

وبعد أن أبرز أن علاقته بالمغرب علاقة طيبة اكتشف من خلالها حب أهل المغرب للدين، وكرمهم وضيافتهم، نوه بالأجواء الدينية وبحب الشعب المغربي للسلام والأمن، وانفتاحه على الضيوف الأجانب، معتبرا أن الزائر للمغرب لا يشعر بالغربة بل يشعر وكأنه بين أهله وذويه، لما يلقى من حفاوة بالغة.

وفي معرض رده على سؤال حول تعاطي المغرب مع ظاهرة الإرهاب، قال السيد الندوي ” إن الذي يسوء المسلمين عامة هو ظهور هذا التطرف والإرهاب في بعض الفئات من الناس ممن لم يحسنوا تعلم الدين من مصادره الأصيلة، أي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وحياة الصحابة الصالحين”.

وسجل ان هذه الفئة “تأثرت بدعوات سياسية ودعوات ليس لها فكر منهجي وأسس عميقة في المصادر، استخفت بعقول كثير من الشباب وكانت نتيجتها الخراب والدمار والقتل والتشريد وما جر علينا من ويلات”. وأبرز أن المغرب نجح تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس في نشر الإسلام بكل أمن وسلام، وكذا مكافحة الإرهاب، الذي كانت له دون شك آثار سلبية على العالم الإسلامي وعلى عقول كثير من غير المسلمين الذي يرون أن الإسلام لا يعني سوى الإرهاب والقتل.

وسجل أن المغرب “كان له تمثيل صحيح وصادق للإسلام الحقيقي الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي نقرأه في القرآن الكريم”.

يذكر أن محمد أكرم الندوي أستاذ باحث في جامعة أوكسفورد، يدرس العلوم الإسلامية واللغة العربية لمستويات عالية، له مؤلفات أهمها كتاب الفقه الإسلامي باللغة الإنجليزية، صدر منه جزءان، والجزء الثالث تحت التأليف، إضافة إلى مؤلفات حول رحلاته إلى بلاد الشام والأندلس ومصر، وكتب في الحديث والفقه والتفسير.

م/ح

التعليقات مغلقة.