“فو كاهة ” رمضان: وفرة في “الإنتاج !” .. وتساؤل عن الرسائل المقصودة؟ ! – حدث كم

“فو كاهة ” رمضان: وفرة في “الإنتاج !” .. وتساؤل عن الرسائل المقصودة؟ !

في شهر رمضان من كل سنة، تسجل زيادة ملحوظة في وتيرة الإنتاجات الكوميدية والفكاهية التي تعرض تباعا في فترة الذروة، ومعها يتجدد النقاش والجدل حول مدى جودة ما يقد م للمشاهد خلال الشهر الفضيل ويتباين إزاءه التقييم وتثار أسئلة ملحة بشأن الرسائل المقصودة من كل إنتاج على حدة.
وككل سنة، ترافق الانتقادات والجدل إنتاجات رمضان من حيث مستواها الفني وقيمتها واللغة الموظفة فيها باعتبار أن تلك الإنتاجات تتحول سنويا في معظمها إلى مجرد تقليد موسمي تغلب عليه النمطية ويفتقد إلى روح الإبداع والاجتهاد.
وي ستشف مما استقي من آراء وردود فعل الجمهور أن التقييم يتباين بشأن جودة الإنتاجات الكوميدية التي تعرض خلال شهر رمضان، حيث ترى أغلبية العينة التي أدلت برأيها في هذا الموضوع أن الضعف والافتقار إلى الجودة والإبداع هما السمتان الغالبتان على مجمل الإنتاجات الكوميدية المعروضة التي لم تستطع أن ترقى إلى تطلعات الجمهور.
ويعزو الفنان عبد الحق بلمجاهد هذا التواضع إلى “غياب نصوص محبوكة” يخصص لها وقت كاف قبل شهر رمضان، مسجلا أنه رصد من خلال متابعته لتقييمات الجمهور سواء في الشارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي نوعا من “الاستياء وعدم الرضا”.
واعتبر السيد بلمجاهد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن ضعف النصوص يفضي إلى نفور الجمهور، خصوصا لدى مقارنة إنتاجات فكاهية من دول أخرى تتسم بقدر كبير من الجودة، كما أن هناك، حسب الفنان بلمجاهد، نقصا في الوعي لدى كثير من الفنانين باختلاف القواعد والضوابط ما بين الأعمال الفردية التي تؤدى على خشبة المسرح وبين الأداء في الإنتاجات التي ستعرض على الشاشة.
وفي هذا الصدد، أكد الفنان بلمجاهد أن “الفكاهة ليست بالأمر الهين”، بل هي “تخصص معقد ذو مستويات متعددة يأتي الممثل في آخر حلقاتها”.
وتساءل السيد بلمجاهد، الذي اقترح تجريب أشكال أخرى من الفرجة لعرضها في فترة الذروة لتجاوز هذا المأزق الذي يتكرر كل سنة وتزداد حدته سنة بعد أخرى، عما إذا كان من الضروري عرض “سيتكومات” وقت الذروة وفرضها على أنظار المشاهدين فرضا وكأنها “قضاء وقدر”، مذكرا بأنه في السابق كانت تعرض في هذه الفترة سلسلة درامية إلى جانب سيتكومات ذات مستويات متباينة.
وأعرب في هذا السياق عن الأسف لكون دفتر التحملات الخاص بالإنتاجات التلفزيونية يتوزع إلى شقين، شق خاص بشهر رمضان وشق آخر خاص ببقية شهور السنة، وهو ما يجعل الصناعة التلفزيونية، في رأيه، خاضعة لمنطق طلب العروض ومنطق “السوق والربح” دون الحرص على الإبداع.
وشدد الفنان المغربي على ضرورة تخصيص وقت أكبر للنصوص، منوها بالمناسبة بعرض إنتاجات محلية جيدة في صنف المسلسلات والوثائقيات، بدل اللجوء إلى اقتناء إنتاجات أجنبية.
من جانبه، سجل الفنان فريد الركراكي أن هناك تباينا في مستوى الإنتاجات الفكاهية المعروضة خلال الشهر الفضيل كما كان الشأن في السنوات الماضية.
وحول أسباب ضعف بعض الإنتاجات، اعتبر الفنان الركراكي أن مرد ذلك إلى عدة عوامل منها ضعف النصوص وضيق الوقت المخصص لإعدادها، ونقص في التجربة وفي الأداء.
في المقابل، تذهب فئة ممن استقيت آراؤهم إلى أن بعض السلسلات التي تعرض منذ سنين حافظت على جودتها، بينما سقطت أخرى في النمطية والتكرار، بحيث تركز أكثر على حركات الوجه والجسد التي لا تكاد تنتزع بسمة المشاهدين.
كما أن هناك إجماعا لدى من استقيت آراؤهم على عدم قبول كثير من المشاهد التي تحيل إلى العنف، إلى جانب الإساءة إلى براءة الطفولة سواء كمشاركين في بعض الإنتاجات أو كمتلقين.
“أي رسالة يراد تمريرها من عرض مشاهد تتضمن دماء، وخصوصا لدى الأطفال الذين يتحلقون رفقة أسرهم حول مائدة الإفطار؟”، يتساءل مشاهد أدلى برأيه في برمجة رمضان.
وأضاف بلهجة استنكار “كيف ي سمح بعرض مثل هذه المشاهد في حين يفترض أن تكون كل الإنتاجات قد خضعت لتمحيص ومراجعة من قبل الجهات المختصة قبل أن تعرض على أنظار المشاهد؟”.
وتساءل المستجوبون عن سبب عدم إعمال المراقبة والمتابعة المنتظمة لجميع هذه الإنتاجات حماية للجمهور الناشئ في وسائل الإعلام السمعية البصرية.
كما أبدى الكثير من المستجوبين استياءهم من توظيف لغة توصف بالدخيلة على الدارجة المغربية، معبرين عن خشيتهم من أن تصبح مثل هذه اللغة جارية ومألوفة على الألسنة فتخلق لغة هجينة دخيلة.

 ح/م/الصورة مركبة من الارشيف

التعليقات مغلقة.